تقليص محدود في عدد الوزراء

تمكن ماريانو راخوي، رئيس الوزراء الإسباني المنتخب، من الوفاء بعهده، وتشكيل حكومة مقلصة من 13 حقيبة فقط. أما عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، الذي نادى منذ تعيينه بإمكانية تشكيل حكومة تضم أقل عدد ممكن من الحقائب، فقد واجه إكراهات عديدة، شكلت تحديا بالنسبة إليه خلال المشاورات التي قادها مع زعماء الأحزاب الثلاثة. وإذا كان الإسباني ماريانو راخوي، استطاع بسهولة كبيرة أن يقلص عدد حقائب الحكومة إلى 13، فإن للوضع المغربي خصوصيته، رغم تصريحات بنكيران التي رددها بمجرد إعلان حزبه فائزا في انتخابات 25 نونبر، وبأنه هو من سيتلوى رئاسة الحكومة. وكان بنكيران، في البداية، يعتقد أن الأمر سهل، وأن بالإمكان الاقتصار على حكومة لا يتعدى عدد حقائبها الوزارية 22 أو 25 وزيرا، لكن بعد الجولة الأولى من المشاورات، اتضحت الصورة الحقيقية لبنكيران ورفاقه في العدالة والتنمية، وتبين لهم أن ليس بالمقدور ركوب هذا التحدي، لاعتبارات تكتيكية وسياسية. وواقعيا، يمكن القول إن بنكيران فشل في إقناع حلفائه في حزب الاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، بشأن إمكانية الاستغناء عن بعض الوزارات، أو دمج قطاعات في أخرى، بالنظر إلى التشابه في مجالات الاشتغال، فاضطر إلى إعادة النظر في العدد الذي تحدث عنه في البداية، وحصر القطاعات في ما بين 28 و30. ويرى متتبعون أن هذا التقليص، رغم أنه متواضع، فإنه سيحسب لبنكيران، لأنه "ضحى" بكثرة القطاعات والحقائب، واستطاع تشكيل حكومة مكونة من عدد محدود من الحلفاء السياسيين. وربما لهذا السبب، أخذت المشاورات بين بنكيران وزعماء الأحزاب الثلاثة، وقتا، إذ تميزت المفاوضات في جولاتها الأولى، بنقاش مستفيض حول هيكلة الحكومة، والقطاعات الحيوية التي ستكون حاضرة فيها. وإذا كان تشكيل حكومة إسبانيا تزامن والمشاورات الجارية في أفق ميلاد حكومة بنكيران، فإن الأمرين يختلفان، على اعتبار أن زعيم اليمين الإسباني حصل على أغلبية مريحة، ساعدته على تشكيل فريق عمله، بالشروط التي يراها مناسبة، وبوضع مقاس معين للحكومة الإسبانية المقبلة، وفق ما تتطلبه الظرفية الداخلية للبلاد، وأيضا تماشيا مع ما تعيشه المنطقة الأوربية من أزمة مالية خانقة، فالفريق الجديد يعي جيدا أن ما ينتظره ليس سهلا، لكن "لدينا العزيمة والشجاعة والإرادة والقوة لتشكيل حكومة ستمثل جميع الإسبان"، على حد تعبير رئيس الوزراء الإسباني. أما بالنسبة إلى بنكيران ورفاقه، فلم يحصلوا إلا على 107 مقاعد، وكانوا مضطرين للبحث عن الأغلبية، بطرق أبواب الأحزاب التي أبدت استعدادها للتحالف مع "البي جي دي". كما رضخ بنكيران للضغوطات التي مورست عليه من مختلف الفرقاء، ولم يكن أمامه أي خيار سوى استبعاد فكرة التقليص الحاد من عدد المناصب الوزارية. وإذا كان رئيس الوزراء الإسباني تملك الجرأة والشجاعة وخصص للنساء أربعة مقاعد، من أصل 13 في حكومته الجديدة، فمن المؤكد أن هذا الأمر سيختلف كثيرا في التشكيلة الحكومية المرتقبة لبنكيران. ويكاد الحديث عن الأسماء النسائية المرشحة للاستوزار لا يتجاوز الخمسة، فيما تتوقع مصادر حزبية اندلاع حرب حامية الوطيس بين نساء الهيآت السياسية اللواتي يجدن أنفسهن أمام مساحة ضيقة للتنافس، علما أن بنكيران، في تصريحات سابقة، لم يبد أي تحفظ من حضور النساء في حكومته، بل إنه عبر عن استعداده لتخصيص حقائب للنساء شريطة التوفر على الكفاءة والمهنية العالية في تدبير القطاعات الوزارية المعنية. نادية البوكيلي

تقليص محدود في عدد الوزراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المشاورات انحصرت في الهيكلة وتوزيع الحقائب

بنكيران يناقش الأسماء المرشحة للاستوزار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات