يبدو أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المعين، وقع في ورطة كبيرة، ستشكل أول امتحان للإسلاميين الذين اختاروا المشاركة في العملية السياسية، وهو امتحان سيخرج بنكيران ورفاقه من جحور الدعوة والخطابة والنقد إلى اكتشاف دروب ممارسة تدبير الشأن العام التي ليست بالبساطة التي كان يعتقدها البعض.

فما إن بدأ بنكيران مشاورات تشكيل الحكومة حتى اكتشف الورطة التي أوقعته فيها الأرقام غير المتوقعة.

لقد أصبح الرجل الأول في العدالة والتنمية بين فكي كماشة، إما يخرج منها قويا وإما يسقط سقطته النهائية.

واليوم يجد بنكيران نفسه في منتصف الطريق، فهو زعيم الحزب الفائز بالرتبة الأولى، لكنه الحزب الذي لا يعرف شيئا عن الدولة، ورغم أنه يتوفر على عدد كبير من المقاعد البرلمانية، فإنه يبقى الحلقة الأضعف في التحالف الحكومي، فمن جهة، يجد نفسه يفاوض زعماء خبروا العمل السياسي من موقع الحكومة والمعارضة مثل قادة حزب الاستقلال، ومن جهة ثالثة، هناك الموقف الشعبي الذي يؤرق بنكيران، وهو يجد نفسه أمام أحزاب قبلت التفاوض معه، لكنها مسؤولة عن التسيير لمدة 13 سنة، ويتعلق الأمر بأحزاب الكتلة الديمقراطية، وأما الأحزاب التي لم تشارك في الحكومة أو كانت مشاركتها من قبيل التبعية، فقد اختارت الاصطفاف في المعارضة، ويتعلق الأمر بحزبين قويين هما الأصالة والمعاصرة، الخصم الشرس للعدالة والتنمية، وحزب التجمع الوطني للأحرار.

فالعدالة والتنمية اليوم سيجد نفسه مضطرا للحكم مع أحزاب مختلفة.

رئيس الحكومة المعين في ورطة، فهل سينجح في الخروج منها؟

عبدالله الكوزي