انتعاش سوق المنتوجات الفاخرة واتساع شبكات “الفرانشيز”

متتبعون يرجعون هذا التطور إلى التحسن النسبي في القدرة الشرائية للمغاربة عرف سوق المنتوجات الفارهة انتعاشا، منذ سنة 2000، إذ في إطار الفرانشيز، فتحت العديد من المحلات التجارية لتسوق الماركات العالمية المشهورة، وتعرف هذه المجلات إقبالا ملحوظا. وتجدر الإشارة إلى أن أول عملية "فرانشيز" بالمغرب تعود إلى سنة 1962، من خلال التوقيع على عقد منحت بموجبه المؤسسة الأمريكية "AVIS" حق استغلال اسمها التجاري لفائدة الشركة المغربية "SCAL". وإذا كان هذا النشاط جلب اهتمام مقاولات أخرى للدخول في علاقات تعاون مع مؤسسات ومقاولات عالمية بعد ذلك، إذ شهد المغرب عمليات مماثلة مثل "هيرتز" خلال 1963، و"أوربكار" في 1978، وبعدها "بيجيي" خلال 1981، فإن هذا القطاع لن يعرف بداية إقلاعه إلا خلال عقد التسعينات، إذ أصبح عدد شبكات ال"فرانشيز" المحدثة سنويا يناهز ست شبكات، وهذا العدد يعرف تزايدا متواصلا بالنظر إلى مجموعة من التطورات التي يعرفها المغرب. وأصبح عدد هذه الشبكات يناهز حاليا 347 شبكة تتوفر على 2560 نقطة بيع، بعد أن لم يكن عددها يتعدى 42 شبكة خلال 1997. ويرجع متتبعون هذا التطور إلى التحسن النسبي في القدرة الشرائية بالمغرب، وتطور عادات الاستهلاك، كما أن انتعاش نشاطات ال"فرانشيز" بالمغرب يعود أيضا إلى الانفتاح المتزايد للمغرب على العالم.من جهة أخرى، فإن هذا القطاع أصبح يحظى باهتمام المستثمرين، نظرا لأن التوقيع على عقد ال"فرانشيز" مع مجموعات عالمية معروفة، يخول لحامله، الاستفادة من شهرة المنتوجات أو الخدمات التي تنتجها المؤسسة المخولة لعقد الاستغلال المشترك )الفرانشيز(، ويستفيد المستثمر في هذا المجال من المساعدة التقنية ومن خبرة الشركة المانحة لاستغلال اسمها التجاري مع احتفاظه بملكية شركته وباستقلاله من الناحية القانونية تجاه المؤسسة صاحبة العلامة التجارية. وإذا كانت عمليات ال"فرانشيز" التي عرفها المغرب في السنوات الماضية بمبادرات شخصية من طرف فاعلين تجاريين واقتصاديين مغاربة، فإن هذا القطاع أصبح يحظى بعناية السلطات الحكومية المكلفة بالقطاع التجاري، إذ جعل مخطط "رواج رؤية 2020" من إنعاش هذا القطاع أحد خياراته الإستراتيجية، وذلك بالنظر إلى طبيعته، إذ يعد رافعة للتنمية من خلال إمكاناته في خلق الثروات وتوفيره للعديد من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة بالإضافة إلى مساهمته في عصرنة قطاع التجارة بالمغرب. ويتميز هذا النوع من التجارة بتنوعه، إذ أن العقود التي وقعت في إطار "فرانشيز" تهم عددا من القطاعات، مثل الملابس الجاهزة، والتأثيث والمطاعم، ومواد التجهيز ومجموعة من القطاعات الأخرى. غير أن قطاع الملابس يأتي في الرتبة الأولى، إذ يمثل 27 في المائة من العدد الإجمالي لشبكات ال"فرانشيز"، متبوعا بقطاع المطاعم الذي يمثل 7 في المائة، ثم التأثيث بنسبة 6 في المائة والأحذية بنسبة 5 في المائة، في حين تتقاسم القطاعات الأخرى نسب تتراوح بين 2 و3 في المائة. وتأتي فرنسا في الرتبة الأولى من ناحية التوقيع على عقود الاستغلال المشترك "فرانشيز" إذ تمثل 42 في المائة من إجمالي العقود المبرمة في هذا الجانب، متبوعة بالعلامات والتصورات التجارية المغربية التي وصلت نسبتها إلى 15 في المائة، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 12 في المائة، وإسبانيا بنسبة 8 في المائة، وإيطاليا بنسبة 7 في المائة، في حين أن الدول الأخرى تتراوح نسبتها بين 1 و3 في المائة. وبالنسبة إلى التوزيع الجغرافي لهذه الشبكات التي يصل عدد نقط بيعها 2560 نقطة بيع بالمغرب، تفيد المعطيات أن محور الرباط الدار البيضاء يسيطر على 47 في المائة من هذا العدد الإجمالي، لكن لوحظ في الآونة الأخيرة أن الاهتمام بهذا النوع من النشاطات التجارية أصبح يغزو بعض الحواضر الأخرى الكبرى مثل مراكش وطنجة وفاس وأكادير. عبد الواحد كنفاوي

انتعاش سوق المنتوجات الفاخرة واتساع شبكات “الفرانشيز”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السيارات الفارهة...الماركات الألمانية في الصدارة

السيارات الفارهة...الماركات الألمانية في الصدارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات