عيوش: السيارات الفاخرة لا تباع على نطاق واسع

مسوقو هذا النوع من السيارات لا يخصصون سوى 1 إلى 2 في المائة من رقم معاملاتهم للإشهار أوضح نور الدين عيوش: مدير وكالة "شمس"، أن عدم الإقبال المكثف على الإشهار من طرف مسوقي السيارات الفاخرة مرده إلى أن هذا الصنف من السيارات لا يباع على نطاق واسع، وعليه فالإشهار بالنسبة إلى هذه المنتجات عليه أن يستهدف عينة دقيقة ومحددة. وأشار إلى أن وكالات بيع هذا النوع من السيارات يخصصون نسبة صغيرة من رقم معاملاتهم للإشهار. يلاحظ أن عددا كبيرا من مسوقي السيارات الفاخرة، لا يلجؤون إلى الإشهار كوسيلة للتعريف بمنتوجاتها، لماذا في رأيكم؟ السبب هو أن هذا الصنف من السيارات لا يباع على نطاق واسع، إذ لا يتجاوز عدد ما تبيعه، كل ماركة على حدة، خمس أوعشر سيارات في العام على أحسن تقدير، كما أن الماركات التي تنتج سيارات فاخرة لا يتعدى ما تبيعه، مجتمعة، 60 إلى 70 سيارة في العام، ذلك لأن أسعارها مرتفعة تتراوح بين 100 و300 مليون سنتيم، وبالتالي فالإقبال عليها يكون منخفضا، وعليه فالهدف من الإشهار بالنسبة إلى منتجي هذا الصنف من السيارات ليس هو البيع، بل هو تحسين صورة العلامة التجارية للسيارة، أي الحفاظ على سمعة طيبة عنها لدى المستهلك. أما الأشخاص الذين يشترون هذه السيارات بكثرة فاستقطابهم يكون بطريقة مباشرة عن طريق ما نصطلح عليه بـ"التسويق المباشر" (Marketing Direct)، إذ يستهدف صاحب المنتوج شخصا بعينه ويعرض عليه السيارة. فاللجوء إلى إشهار هذه المنتوجات عبر الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون يكون غير ذي أهمية، إذ يحدث ما نسميه "تبذير إشهاري" (Déperdition Publicitaire)، ذلك أن ما بين 90 و99 في المائة من الميزانية المخصصة للإشهار في هذه الحالة ستذهب هباء. وعليه فالإشهار بالنسبة إلى هذه المنتجات عليه أن يستهدف عينة دقيقة ومحددة.هل لك أن تحدثنا عن الميزانية التي تخصصها الماركات التي تنتج سيارات فاخرة للإشهار؟ ما نلاحظه هو أن هؤلاء لا يخصصون نسبة كبيرة من رقم معاملاتهم للإشهار، إذ لا تتجاوز نسبة ما يخصصونه لذلك 1 أو 2 في المائة فقط، لأن عدد زبائنهم محدود، وعليه فإنهم لا يولون أهمية كبيرة للاستثمار في الإشهار. وهم يعلمون أن قيامهم بحملات إشهارية عبر جميع وسائل الإعلام لن يكون له أثر، وهذا ما يدفعهم إلى انتقاء الوسيلة الإعلامية الأكثر ملاءمة لتمرير إعلاناتهم، وهم يميزون، في حالة الصحف، بين السياسية والاقتصادية، وأنا أعتقد أنهم يفضلون اللجوء إلى الصحف الاقتصادية وبشكل محدود بحيث يقتصرون على واحدة أو اثنتين، على عكس الكثير من المنتوجات كمواد التجميل مثلا التي يُقبل عليها المستهلكون بأعداد كبيرة حتى وإن كانت إمكانياتهم المادية محدودة.كيف تعلقون على الانتعاش الذي شهده سوق بيع السيارات الفاخرة خلال ثمانية أشهر الأولى من هذا العام؟أعتقد أن ما يحدث حاليا هو أن مشاعر التخوف بدأت تسود لدى الكثيرين بسبب الاضطرابات التي تعيشها المنطقة العربية عموما والحراك الذي يعيشه المغرب خصوصا، إذ أن الميسورين أصبحوا يتجنبون شراء سيارات فاخرة تظهر مدى ثرائهم، وأنا استحضر هنا واقعة للحبيب بورقيبة عندما خاطب أثرياء تونس قائلا لهم لا تظهروا ما تملكونه من أموال مراعاة لمشاعر الفقراء، وقوموا باستثمارهم في مشاريع أو حولوها إلى الخارج لكن لا تظهروها. وأرى أن هذا الانتعاش راجع إلى حب المغاربة إظهار كل ما له صلة بإبراز ثرائهم، كالسيارات والذهب، وهذا ما يستفز بعض أبناء الفئات الفقيرة، إذ يعمدون مثلا إلى خدش سيارة فاخرة مركونة، فقط لأنهم لا يملكون واحدة. أجرى الحوار: محمد أرحمني

عيوش: السيارات الفاخرة لا تباع على نطاق واسع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تراجع مبيعات السيارات الفخمة المستعملة بتطوان

الغزيوي: الثمن ليس معيارا للسيارة الفاخرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات