أسعار مرتفعة لخروف الصردي بالبيضاء

العرض متوفر والأسعار بين ألف وأربعة آلاف درهم والأبقار حاضرة في الأسواق داخل خيمة من تلك "الخيام المخزنية" تجمع قطيع من الخرفان وآخر من صغار "العْجْلات" (إناث الأبقار الصغيرة). الخيمة تنتصب في فضاء خال ومترب بالسالمية 2 بحي سباتة بالبيضاء. أقمشة الخيمة مهترئة ومترامية الأطراف، تنتصب فوق أعمدة خشبية وأخرى معدنية. وتقاوم بصعوبة شدة الرياح التي تهب بعنف هذا الصباح (صباح أمس الاثنين) منذرة بتهاطل أمطار غزيرة. خيام السالمية 2"كاين الثمن"، يقول مصطفى الذي كان رفقة حرمه، يتنقلان وسط هذا القطيع من الأغنام، ويعاينان خرفان الصردي قوية البنية وذات الأصواف القليلة والبيضاء والأقران الملتوية. "الحمد لله كاين الخير، والإنسان راه كايقلب غير على الجودة"، يضيف مصفى، في حديث مع "الصباح"، وهو يمسك رأس خروف صردي ضخم الجسد يفتح فمه، ويتطلع إلى قواطعه الحادة."لقد عدت للتو من أحد أسواق الخرفان ببرشيد، لقد وجدت أن الأثمنة هناك مرتفعة جدا، يقول رجل كان يتنقل بين رؤوس الخرفان رفقة ثلاث نسوة، وكيف هي الأسعار هنا بالسالمية 2؟ "على العموم، فهي في المتناول، وغالبا ما يتوقف الثمن على جودة الخروف والعلف الذي تناوله"، يجيب محدثنا، ثم ينسحب بهدوء إلى خيمة أخرى للتقصي عن العروض المتوفرة والأسعار المتداولة. "الأثمنة تتراوح بين ألف درهم وأربعة آلاف درهم للرأس الواحد من قطعان الخرفان"، يقول رضوان واحد من خمسة أشخاص يشرفون على "الكيطون" (الخيمة). الساحة المتربة والجرداء، بالسالمية 2، توجد بها ثلاث خيام مساحاتها متقاربة الأحجام، وهي توفر إضافة إلى قطعان الخرفان، قطيعا من "العْجْلات". الإقبال على "الثنية""لقد نصبنا الخيمة منذ ثمانية أيام"، يشرح رضوان، شاب في العشرينات من عمره، ثم يؤكد أن "الإقبال لحد الساعة مازال محدودا، لكنه سيبدأ في الارتفاع في الأسبوع الذي يسبق يوم العيد". فخلال هذه الفترة باع رضوان وزملاؤه 30 خروفا و15 عِجْلة.يؤكد رضوان لـ"الصباح" أن الإقبال يكون بكثرة على الصردي، مؤكدا أن أثمنة هذا الأخير تبدأ من 1500 درهم لتصل إلى أربعة آلاف درهم. أما إناث صغار الأبقار، فأسعارها تتراوح بين أربعة آلاف درهم وقد تصل إلى عشرة آلاف درهم، لكن لماذا الاقتصار على الإناث دون العجول؟ "العجول أسعارها مرتفعة بشكل كبير، ولا أظن أن في مستطاع غالبية الزبناء شراءها"، يجيب رضوان. وقال إن قائمة سلالات الخرفان التي يوفرها غالبية تجار الأضاحي تضم، علاوة على الصردي، الدمان ولشكر والضرع... وأوضح أنه بالنسبة إلى الأبقار، فإن "الثنية" (ذات السنتين) هي التي يكثر عليها الإقبال، قائلا إن "لحمها يكون طريا ويسير الطهي". وأكد أن الكثير من الأسر أصبحت تعمد إلى الاشتراك في أضحية واحدة، إذ تشتري كل أسرتين أو أربع أسر عِجْلة، ويوم العيد يتقاسمونها في ما بينهم، "وهذا الأمر أقل كلفة للأسر نظرا لأن أكثرها لا يقوى على شراء خروف بألفين أو أربعة آلاف درهم. خدمات ما بعد البيعتضم الخيمة التي مازالت تهتز على وقع الريح التي تهب بقوة ومن كل اتجاه، حيزا خاصا بالخرفان التي مازالت تنتظر دورها في البيع، وحيزا للأبقار، إذ تفصل بين كل منهما حواجز حديدية، وإضافة إلى ذلك هناك حيز ثالث "وهو مخصص للاحتفاظ بالأضاحي التي اشتراها أصحابها، لكنهم لا يجدون مكانا بمنازلهم للاحتفاظ بها إلى يوم العيد"، يقول زميل لرضوان متحدثا إلى "الصباح".فتجار أضاحي العيد يقدمون خدمة "الإيداع" للزبناء، فبإمكان المشتري أن يحتفظ بالخروف أو العِجْلة لدى الباعة الذين يوفرون لها "الكلأ والمبيت"، على حد قول زميل رضوان، فعوض أن يقتني الزبناء أضاحيهم، ويأخذونها إلى "بيوتهم التي غالبا ما تكون ضيقة، فإنهم يفضلون تركها لدى البائع إلى دنو يوم العيد".فإذا قرر الزبون الاحتفاظ بأضحيته لدى البائع، فإن الأخير يقوم بوضع قطعة صفيحية في أذنها، القطعة تحمل رقما مرجعيان يحصل الزبون على نسخة منه "ويتوجه إلى حال سبيله مرتاح البال إلى أن يحين موعد العيد، فيأتي لتسلمها"، يشرح رضوان، الذي يضيف أن الزبون "غير ملزم بأداء أي رسوم إضافية نظير هذه الخدمة"، ذلك أن أشخاصا كثرا يكترون محلات، أو تكون في ملكيتهم، ويخصصونها للاحتفاظ بالأضاحي إلى يوم العيد موفرين لها الكلأ والمبيت، مقابل مبالغ تتراوح بين 10 و20 درهما لليلة الواحدة.كما أن الأداء سهل وميسر، "فبإمكان الزبون أن يدفع فقط العربون (المقدم)، والباقي يؤديه إلى أن تتيسر ظروفه، شرط أن لا يتجاوز ذلك الفترة التي تسبق العيد"، يقول رضوان. محمد أرحمني

أسعار مرتفعة لخروف الصردي بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صحافيو المغرب وجبل طارق يطالبون بتسهيل الوصول إلى الخبر

السيارات الفاخرة المستعملة... سوق واعد يعيش انكماشا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات