الزيات: أتمنى إيصال إيقاعنا من خلال صوت عالمي

قال إن الجيل الجديد من الملحنين باستطاعته صنع أغنية مغربية بمقاييس العصر اعتبر الملحن والمغني محمد الزيات أن الكلمة واللحن والأداء، ثالوث أساسي لصنع أغنية ناجحة. ونفى في حوار مع "الصباح" أن يكون الملحن المغربي غارقا في المحلية أو "تامغرابيت"، مؤكدا انفتاحه على جميع الأنماط الموسيقية. وأضاف الزيات أن المبدع المغربي اليوم أصبح منهارا ويشعر بالإحباط، نظرا للكساد الذي تعرفه الساحة الفنية، وللمشاكل والمعيقات التي تقف أمام حصوله على حقوقه المادية والمعنوية. في ما يلي تفاصيل الحوار: < لماذا لا يحظى الملحنون المغاربة بمثل شهرة الملحنين المشارقة؟< الإعلام يتحمل كامل المسؤولية في تعريف الأجيال بصناع الأغنية المغربية، سواء من الجيل القديم أو الجديد. المتلقون المغاربة ينسبون الأغنية إلى مؤديها، أي المغني، أما الملحن أو كاتب الكلمات فلا يعرفه أحد، اللهم إلا النقاد أو المنتجون أو بعض المنتمين إلى المجال الفني والممارسين... ولهذا السبب كنا ندعو دائما المشرفين على السهرات والبرامج التلفزيونية إلى الإشارة إلى اسم كاتب الكلمات أو الملحن كلما مرت أغنية مغربية في برنامج أو سهرة لأن ذلك يدخل في إطار إغناء الذاكرة الشعبية... في نظرك، هل يمكن اعتبار أن الجيل الجديد مظلوم أكثر من القدماء، خاصة في ظل الكساد التي تعرفه الساحة الفنية المغربية وضعف الإنتاج؟الجيل القديم ظلم أيضا، باستثناء بعض الأسماء والوجوه التي كانت معروفة لدى الجمهور المغربي، بحكم قضائها سنوات على رأس الأجواق الوطنية. أما الملحنون الجدد، فيعانون الكساد وتوقف الحركة... وسيطرة الميوعة على سهرات التلفزيون المغربي. اليوم أصبح المغني يؤدي القطعة ويغادر البرنامج دون أن يتحدث عن أعماله الفنية... أما الإذاعات الخاصة فحدث ولا حرج... ملحنو اليوم تتداول أسماؤهم عبر الجرائد فقط إذا أشار إليها مغن في حوار ما... هذه المسألة زادت في تأزيم الحالة النفسية للمبدع الذي يعاني إضافة إلى ذلك عدم فاعلية الأجهزة النقابية ومشاكل مع مكتب حقوق التأليف، المبدع لا حول ولا قوة له، لقد أصبح منهارا ويشعر بالإحباط. ما مدى مسؤولية النقابات ومكتب حقوق التأليف في هذه الوضعية؟النقابات لا تتدخل نهائيا لأن هناك فوضى في مسألة إعادة أداء الأغاني... هناك ورثة بعض الملحنين يرفعون دعاوى قضائية ويتبعون المسائل قانونيا... أما المكتب المغربي لحقوق التأليف فيحتاج إلى إعادة هيكلة ومراقبة... إن الأمور داخله لا زالت على حالها منذ حوالي 40 سنة... دار لقمان باقية على ما هي عليه... ألا يلام الملحن المغربي على عدم انفتاحه على جمل موسيقية متجددة، وتقوقعه داخل النمط المغربي القح؟الجيل الحالي من الملحنين المغاربة منفتحون على جميع الألوان الموسيقية. نحن نتكيف مع كل الأنماط. شخصيا، لدي رؤية خاصة حول الموضوع، فأنا أتمنى استغلال صوت له اسم وازن في الساحة العربية لكي أوصل من خلاله ثقافتنا الموسيقية وبصمتنا المغربية. ليس من صالحنا وضع ألحان خليجية أو لبنانية أو مصرية على كلمات مغربية... على كل مبدع أن يعبر بطريقته الخاصة. أتمنى إيصال الجملة الأصيلة والإيقاع المغربي من خلال صوت عربي أو عالمي... ما رأيك في بعض الفنانين العرب الذين يقدمون أغاني "مغربية" بطريقة غير احترافية خلال المهرجانات التي تقام ببلدنا، لماذا لا يلجؤون في نظرك إلى الملحنين المغاربة لتقديم أغنية مغربية على أصولها؟هناك انعدام تواصل أولا بين هؤلاء الفنانين والملحنين المغاربة. إضافة إلى ذلك، فهؤلاء الفنانون العرب لا يفكرون في هذه العملية أثناء التعاقد مع المهرجان، بل يلجؤون إلى "شي حويجة" يسمونها أغنية مغربية، قبل موعد الحفل بمدة قصيرة، على سبيل المجاملة للجمهور المغربي... النموذج الوحيد الناجح الذي أعرفه هو أغنية كاظم الساهر "ونسيت دائي" التي كانت ناجحة بكل المقاييس. ما تبقى كله أغنيات مجاملة بكلمات عادية ولحن عاد تمر مرور الكرام. إذا كان هؤلاء الفنانون يحترمون الجمهور المغربي والجهة التي دعتهم إلى هذا المهرجان، خاصة أمام كل الكرم الذي تغدقه عليهم، فعليهم الانفتاح على الأغنية المغربية والتفكير في إنجاز عمل مغربي جدير بالتقديم، لكي يكبروا في عيون جمهورهم. مهرجان الرباط مثلا قبل أن يصبح "موازين" كان قد خصص في إحدى دوراته ميزانية لإنتاج أغاني مغربية جديدة. "موازين" بإمكاناته المادية اليوم يمكنه أن يخدم الأغنية المغربية، إذا كانت هناك فعلا غيرة على الفن المغربي. المغنون المغاربة حين يشاركون في الحفلات المصرية يؤدون الأغاني المصرية فقط. من حقنا أيضا أن نشترط أداء الأغنية المغربية على الفنانين العرب...إنها فرصتنا من أجل انتشار أغنيتنا وإيقاعنا... وماذا عن بعض المغنيات والمغنين المغاربة من الجيل الجديد الذين صنعوا أسماءهم في المشرق. لماذا لا يوجد أي نوع من التعامل معهم؟مع الأسف هناك بعض شركات الإنتاج التي يتعاملون معها وتكون أحيانا متعصبة لبلدها. هناك فنانات أصبحن يؤلفن بأنفسهن الأغاني المغربية ويلحنها أيضا... وهي ليست ألحانا بقدر ما هي خواطر لحنية... التخصص موجود وأصحابه موجودون... بعض المطربات المغربيات لديهن قناعة ربما أن الملحن المغربي لم يكتشف بعد الجملة الموسيقية المغربية التي يمكنها أن تزعزع المشرق وبأن الملحن المغربي غارق ف"تامغرابيت"، وهذا غير صحيح... الأغنية المغربية اليوم أصبحت معروفة لدى العرب... هناك فنانون كثيرون أعادوا أداء أغان من التراث المغربي... والمغنون اللبنانيون الذين يشتغلون في المغرب أصبحوا يؤدون جميع أنماط الأغنية المغربية من شعبي وراي وعصري... وحتى الأغاني الوطنية مثل "دعاء الحسن"، وبالتالي لم تعد الأغنية المغربية غريبة على أذن المستمع العربي. ربما المطربات المغربيات من أصبحت الأغنية المغربية غريبة عنهن.. لدينا اليوم، أراد من أراد وكره من كره، جيل جديد جميل من الملحنين مثل نعمان لحلو وكريم التادلاوي وجلال الحمداوي وبدر الدين الوهابي وعبد ربه... يستطيع صنع أغنية مغربية بمقاييس العصر. هذا لا يعني أننا ننكر إرثنا القديم أو لا نعترف بجيل القدامى، بل نعتبرهم مرجعا أساسيا في الموسيقى المغربية... من حقنا أن نطمح إلى العالمية، ونحن مؤهلون لها. الأصوات المغربية عليها التعامل مع الملحنين المغاربة... والكاتب والملحن والمغني، ثالوث أساسي من أجل صنع أغنية ناجحة... ما هو جديد الزيات؟ أنا اليوم في مرحلة "الماسترينغ" من أجل أغان جديدة لحنتها لنفسي. وبهذه المناسبة، أشكر الصديق العزيز جلال الحمداوي الذي يشرف على هذه العملية من بروكسيل. الأغاني سأطلقها قريبا ضمن ألبومي الجديد الذي سأطبعه على حسابي في السوق طبعا. وقبل ذلك، سأنظم ندوة صحافية لكي أشرح ظروف الإنتاج والمعاناة التي نكابدها من أجل أن يصل منتوجنا إلى الجمهور المغربي. أجرت الحوار: نورا الفواري

الزيات: أتمنى إيصال إيقاعنا من خلال صوت عالمي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: عبد القادر الراشدي... سيد الإيقاعات المغربية

جنود الخفاء الذين نجهل عنهم كل شيء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات