أيام المغرب في قطر…كلام كثير وبيزنس أقل

اتفاقات أولية في قطاعات اقتصادية متنوعة وعيون القطريين على العقار والخدمات غادر بعض رجال الأعمال المغاربة المشاركين في قافلة وزارة التجارة الخارجية والمركز المغربي لإنعاش الصادرات، الدوحة في اتجاه الكويت بخفي حنين، فيما استطاع آخرون كسب جزء من الرهان، وأصيب فريق ثالث بخيبة أمل، بسبب الوتيرة الاقتصادية والتجارية فائقة السرعة لدولة منتهية الصغر تطمح، السنة المقبلة، إلى تحقيق معدل نمو اقتصادي يصل إلى 18 في المائة. وشارك رجال الأعمال المغاربة، صباح الاثنين الماضي، في لقاءات ثنائية مع نظرائهم القطريين، دامت زهاء ست ساعات بأحد الفنادق القريبة من مطار الدوحة الدولي، أسفرت عن مشاريع اتفاقات أولية تحتاج إلى دراسة وتدقيق في قطاعات اقتصادية وتجارية محددة مثل النسيج والمفروشات، والتكنولوجيات الحديثة للإعلام، ثم المنتوجات البحرية والمواد الغذائية، فيما لم تتضح الرؤية بعد بالنسبة إلى قطاع الصيدلة والصناعات الدوائية، بسبب تفضيل القطريين الأسواق القريبة مثل مصر والسعودية، ناهيك عن حصة الدعم المهمة التي تضخها الدولة لمساعدة مواطنيها على اقتناء الأدوية بأسعار رخيصة في الصيدليات، أما في المستشفيات والمراكز الصحية، فيُمنح الدواء مجانا.وفي الصناعات الجلدية والأحذية، حيث يحقق المغاربة بعض السبق دوليا على مستوى الجودة والأسعار، ويعول عليها منعشو القطاع في غزو الأسواق الخليجية، فقد لاقت اهتماما أقل من طرف رجال الأعمال القطريين المعنيين الذين فضلوا عدم الحضور إلى هذه اللقاءات، ربما بسبب الاكتفاء الذاتي الذي تحققه بعض الأسواق الأخرى مثل تركيا وإيطاليا، أو نظرا للخصوصية الثقافية للبلد، حيث يفضل سكانه اللباس التقليدي المكون من "فوقية" وعقال وصندل، في جميع المناسبات حتى في مقرات العمل، كما أن المعطى المناخي في بلد يشهد حرارة مفرطة خلال ثمانية أشهر من السنة، لا تشجع كثيرا على ارتداء ملابس أو أحذية جلديةوتحدث رجل أعمال لـ"الصباح" عن إنجاز أقل من 50 في المائة من المواعد المبرمجة قبل مغادرة الدوحة، و"هو رقم غير كاف بالنسبة إلينا، وبداية يمكن اعتبارها غير مشجعة"، موضحا "أن الأمر قد يعود إلى الصورة التي يحملها علنا الإخوة القطريون، أو يرجع ربما إلى طبيعة وتكوين المخاطبين المغاربة الذين تكلفوا بربط الاتصال وأخذ المواعد".عكس ذلك، أرجع مصدر آخر عدم تحمس رجال الأعمال القطريين وحضورهم شبه الضعيف، خصوصا في مجالات العقار والخدمات المالية والبنكية والتأمين والفندقة، وهو ما لمح إليه محمود صالح السادة، وزير الصناعة والطاقة، في لقاء مع عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية، الذي قال إن قطر حققت طفرة نوعية في قطاعات معينة تعتبر، اليوم، رائدتها في العالم مثل الصناعات البتروكيماوية وتصنيع الغاز الطبيعي وتسويقه، "لكن نحس أن هناك نقصا في مجال الخدمات بأنواعها المختلفة، وهو الجانب الذي يتفوق فيه المغاربة أطرا وإمكانيات".وعلى هامش اللقاءات الثنائية، قام بعض رجال الأعمال الممثلين لقطاعات المنتوجات البحرية وصناعة الأدوية والمنتوجات الغذائية والتكنولوجيات الحديثة، بزيارة إلى أحد أهم وأكبر المجموعات الاقتصادية بقطر والخليج (شركة "أعمال" القابضة) لمالكها فيصل بن قاسم آل ثاني الذي استقبل الوفد رفقة طاقم كبير من المجموعة، متأسفا عن عدم توسيع استثماراته إلى المغرب، بسبب العراقيل الإدارية والبيروقراطية.وتميزت أيام المغرب في قطر بتنظيم عدد من الزيارات (عمل أقل ومجاملة أكثر) لمسؤولين حكوميين قطريين (وزير الصحة وزير الصناعة والمعادن ووزير الأعمال والتجارة ورئيسة المجلس الأعلى للاتصال والتكنولوجيات الحديثة ومدير اتصالات قطر)، كما شهدت عقد الندوة المشتركة الأولى بين البلدين، في إطار تفعيل توصيات اللجنة العليا المغربية القطرية، حضرها عضو، فقط، في المجلس الإداري لغرفة التجارة والصناعة القطرية، بدل الوزير المعني أو رئيس الغرفة على الأقل. وقال عبد اللطيف معزوز، وزير التجارية الخارجية، إن هذا اللقاء يأتي بعد أشهر من انعقاد اللجنة العليا التي أكدت ضرورة رفع مستوى التعاون بين البلدين تجاريا واستثماريا واقتصاديا وتكثيف الاتصالات بين رجال الأعمال البلدين، إدراكا بأهمية دور القطاع الخاص في تنمية وتدعيم التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي. يوسف الساكت (موفد الصباح إلى الدوحة)

أيام المغرب في قطر…كلام كثير وبيزنس أقل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقاء تواصلي حول تشغيل الكفاءات بمديونة

روائع الأغنية... مسار غير مكتمل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات