مأساة أسرة رضيع مغربي ولد في الموزمبيق

حقوق أفراد الجالية معلقة بعد تنقيل ملفاتهم من سفارة المغرب بجنوب إفريقيا إلى مدغشقر يعيش الرضيع أنور، منذ ثمانية أشهر بدون وثائق هوية، ليس لأنه من زواج غير صحيح أو لأن أحد والديه لا يتوفر على كناش الحالة المدنية، وليس لأي مشكل من مشاكل الأسرة التي قد تعيق الاحتفاء بمولود جديد وضمان حقوقه، ومن أبسطها تمتيعه بشهادة الميلاد والحياة، ولكن ببساطة لأنه ولد في دولة الموزمبيق. أنور الذي حار والده عبد الله، وسبر أغوار مساطر متعددة من أجل تسجيله لدى الجهة الدبلوماسية التي تمثل المغرب في أقرب نقطة من مقر سكناه في الموزمبيق، إسوة بجميع أفراد الجالية المغربية في مختلف بلدان العالم، يوجد اليوم في المغرب، وبالضبط في الدار البيضاء، ومازال معلقا في سبيل الحصول على هذا الحق الإنساني الذي تكفله كافة التشريعات الوضعية.لم تتعقد حكاية أنور بسبب عدم وجود سفارة للمملكة المغربية في الدولة التي ولد فيها، إذ أن السلطات المكلفة خولت في وقت سابق لسفارة جمهورية جنوب إفريقيا الاهتمام بالرعايا المغاربة وتمكينهم من مختلف الوثائق، لكن أشياء حدثت قبل حوالي سنة، غيرت مجرى الأمور، وعلقت كل مصالح المغاربة المقيمين في الموزمبيق وبعض الدول المجاورة لها، والتي كان المغاربة فيها يستفيدون من خدمات سفارة المملكة بجنوب إفريقيا.المصالح المختصة بوزارة الخارجية والتعاون، ودون مراعاة لمصالح أفراد الجالية، نقلت ملفات المقيمين في الموزمبيق من سفارة المملكة بجنوب إفريقيا، التي يكلف الوصول إليها رحلة نصف يوم ومبلغ 50 دولارا، إلى دولة مدغشقر في أعالي البحار، التي تصل تذكرة الطائرة المتوجهة نحوها إلى 900 دولار، ناهيك عن أنها رحلة مقسمة على مرحلتين، الأولى تحط في جنوب إفريقيا قبل الإقلاع من جديد نحو جزر مدغشقر.الأنكى من هذا أن المغاربة عندما يتكبدون تلك الخسارات المادية ويتنقلون إلى مدغشقر، يجدون من يرد عليهم أن ملفاتهم لم تنقل بعد وأنه يتعذر إنجاز الوثائق المطلوبة، وعند العودة إلى سفارة المغرب بجنوب إفريقيا يخبرون بأنها لم تعد مكلفة بهم وأن الاختصاص أصبح لنظيرتها في مدغشقر.بين هذه البيروقراطية التي لم تراع مصالح الجالية، ضاع حق أنور في التسجيل بكناش الحالة المدنية، ليقرر والده نقله إلى المغرب أثناء العطلة، وهي الرحلة التي تكلف المبلغ نفسه للانتقال إلى سفارة المملكة بمدغشقر، عل ذلك يشفع له في تسجيل ابنه والحصول على شهادة الميلاد، لكن ما إن وطأت قدماه المصلحة المختصة بوزارة الخارجية بالرباط حتى سمع ما زاد تعميق مأساته، فقد انتهى أجل التسجيل وعليه رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، والحصول على وثائق أخرى ينبغي جلبها من الموزمبيق وترجمتها بالمغرب!ليس أنور الحالة الوحيدة، بل هناك حالات أخرى لحوالي 120 أسرة مغربية تعيش في الموزمبيق، إذ روى عبد الرحيم عينوس، وهو مغربي مقيم في الدولة نفسها، أنه عاش محنا كثيرة بسبب تنقيل ملفات المغاربة إلى مدغشقر، ولخص تلك المعاناة في رسائل ونداءات، وجه بعضها إلى وزير الخارجية والوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج.يحكي عبد الرحيم أنه رزق بمولودة في الموزمبيق، وعندما اتجه إلى السفارة بجنوب إفريقيا رفضت تسجيلها وتم توجيهه كذلك إلى سفارة مدغشقر ما حرمه أيضا من إتمام المساطر، لتبقى حقوق ابنته معلقة.أفراد الجالية المغربية بالموزمبيق يتساءلون حول مدى انسجام خطابات الاهتمام بأفراد الجالية بالربوع الإفريقية، كما يستفسرون حول شعارات تقريب الإدارة من المواطن، ويطالبون بإرجاع الأمور إلى ما كانت عليه وعودة اختصاص سفارة المملكة بجنوب إفريقيا للاهتمام بشؤونهم، فلا معنى لقذف ملفاتهم في الهواء في اتجاه دولة يستعصي الحصول على تأشيرة للانتقال إليها وتكلف رحلتها 18 مرة ما كان يكلفه الانتقال إلى السفارة القريبة في وقت سابق. المصطفى صفر

مأساة أسرة رضيع مغربي ولد في الموزمبيق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مـونـديـال الأنـديـة بـالـمـغـرب

تفكيك شبكة بالبيضاء تسرق حديد الترامواي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات