أدوار رئيسية للطب الشرعي في فك ألغاز الجرائم

محامون يثيرون في جلسات المحاكمات عدم وضوح تقاريره ويطالبون بإجراء "تشريحات مضادة" في عديد من جلسات المحاكمات يسلط محامون الضوء على تقارير الطب الشرعي، بالتأكيد على عدم وضوحها، بحكم أنه في الغالب تكون تلك المشار إليها على أنها أولية غير دقيقة، قبل أن تصدر التقارير التكميلية.ويطالب المحامون في ملفات عديدة بضرورة إجراء خبرات طبية مضادة للتأكد مما جاء في تقارير الطب الشرعي، على اعتبار أن المحكمة تبقى «خبيرة الخبراء». ومن بين الملفات التي أثارت الجدل وكان للطب الشرعي دور في كشف حقيقتها، ملف شرطي انتحر في مقر عمله بالدار البيضاء، باستخدام سلاحه الوظيفي.والمثير في هذا الملف أن تقرير الشرطة العلمية أشار إلى أن جميع المؤشرات ترجح فرضية الانتحار دون تأكيدها لعدم وجود ما يثبت ذلك، وهو ما دفع عائلة الشرطي إلى المطالبة بإجراء خبرة طبية مضادة أو إحالة الملف على الطب الشرعي لكشف ظروف وملابسات مقتله.ومن بين ما أثارته عائلة الشرطي أن المسدس عثر عليه في يده اليسرى ما يوضح أنه أطلق الرصاصة على رأسه من الجانب الأيسر، بينما المعروف، حسب أسرته، أنه يستخدم يده اليمنى.والمؤشر الثاني، الذي دفعها إلى المطالبة بالخبرة، أن المسدس أطلقت منه رصاصتان واحدة في الهواء والثانية استقرت في رأسه، متسائلة كيف يمكن لشخص يرغب في الانتحار أن يلجأ إلى إطلاق رصاصة في الهواء قبل أن ينتحر.وأشار تقرير الطب الشرعي إلى أن جميع الخبرات المنجزة سواء من طرفه أو من جانب الشرطة العلمية والتقنية حول السلاح المستخدم ترجح فرضية الانتحار.وإلى جانب هذا الملف، تدخل الطب الشرعي في ملف شرطي آخر انتحر بمقر ولاية أمن الرباط، وأجرى خبرة أشارت إلى أن القتيل توفي نتيجة طلقة نارية استقرت في جانبه الأيسر وكانت سببا في وفاته.ولم يكن تقرير الطب الشرعي كافيا ليوضح الأسباب وراء وفاة الشرطي بدقة، وكان تكميليا لما جاء في تقرير الشرطة التقنية والعلمية حول السلاح الناري المستخدم والمؤشرات التي عثر عليها في موقع الحادث.وإلى جانب الحالتين المشار إليهما لعب الطب الشرعي دورا حاسما في فك ألغاز عدد من الجرائم بينها «ملف زويتة» الذي راحت ضحيته أربع نساء.ولعب الدكتور سعيد الواهلية دورا رئيسيا في تحديد هوية ضحيتين من ضحايا «زويتة»، وهو ما ساعد في الوصول إلى تحديد هوية الجاني.واستخدم الخبير الدولي المغربي في الطب الشرعي تقنيات متطورة في إعادة تركيب ملامح أحد الضحايا.واستخدمت هذه التقنية لأول مرة في المغرب، وذلك بعد أن كان الطب الشرعي المغربي يعتمد على المختبرات التقنية الإيطالية، وهو ما وضع الثقة في الكفاءات المغربية، حتى أصبحت اليوم المصالح الأمنية تعتمد بشكل كامل على أقسام الطب الشرعي ومختبرات الشرطة العلمية بالمملكة.وساهم الطب الشرعي في تحديد هويات عدد من ضحايا جرائم القتل بالتمثيل بالجثث. وتطلب ذلك من خبراء أقسام الطب الشرعي جهدا كبيرا، والتنسيق مع مصالح الشرطة العلمية والتقنية المختصة في رفع البصمات ومطابقتها.وفي هذا السياق نجحت مصالح الطب الشرعي في المساهمة في فك لغز جرائم «سفاح تارودانت» و»سفاح ابن سليمان»، الذي كان يعمد إلى إحراق جثث الضحايا. ولعب قسم الطب الشرعي بالدار البيضاء في تحديد هويات اثنين من ضحاياه بناء على مطابقة عينات من الحمض النووي، رغم أن هذه التقنية لم تكن معتمدة بالشكل الكامل إلا بعد سنة 2007.ومطلوب من خبراء الطب الشرعي مواكبة مستجدات هذا التخصص على المستوى العالمي، بحكم أنه يتطور يوما بعد يوم، ويتطلب من المختص متابعة مستجداته عبر المشاركة في الدورات التكوينية والمؤتمرات الدولية والإقليمية. رضوان حفياني

أدوار رئيسية للطب الشرعي في فك ألغاز الجرائم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنيعيش: استقلالية الطبيب الشرعي ذات أهمية قصوى

الطب الشرعي وسيلة لتنوير العدالة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات