فيليث: هدفنا أن يتحدث بالإسبانية ثلث تلاميذ المغرب

المستشار التربوي بالسفارة الإسبانية أكد أن قرار طرد تلاميذ المدرسة الإسبانية بالبيضاء نهائي أكد أنطونيو فيليث، المستشار التربوي بالسفارة الإسبانية بالرباط، في حوار مع "الصباح"، أن قرار طرد التلاميذ الستة عشر من مدرسة خوان رامون خيمينيث لا رجعة فيه، مضيفا أن القرار جاء تطبيقا للقوانين المعمول بها منذ سنوات. كما عبر فيليث عن رغبة إسبانيا في تعزيز حضورها في المغرب، على الصعيد اللغوي، وتحدث عن الخطوات المتخذة في هذا المجال. التفاصيل في الحوار التالي. أين وصل ملف التلاميذ الستة عشر الذين تم توقيفهم عن الدراسة في مدرسة خوان رامون خيمينث بالدار البيضاء؟آخر الأخبار التي وصلتني، نهاية الأسبوع الماضي، تفيد باستمرار التلاميذ في المدرسة، في انتظار أن يتم توجيههم إلى التكوين المهني أو الدراسة عن طريق المراسلة أو التعليم غير النظامي، سواء هنا في المغرب أو في إسبانيا، حيث توجد أمامهم آفاق لاستكمال التعليم. طردهم من مدرسة خوان رامون خيمينيث لا يعني أبدا توقفهم عن الدراسة. هل هذا يعني أن قرار الطرد نهائي؟أجل، القرار نهائي لأن هذا هو القانون، والذي وقع عليه الآباء عند تسجيل أبنائهم في المدرسة. فالتلميذ لا يحق له تكرار السنة أكثر من مرتين، ورغم ذلك فإن الكثير من هؤلاء التلاميذ المطرودين كان عليهم مغادرة المدرسة في السنة الماضية، إلا أنه تم منحهم فرصة أخرى. وبالإضافة إلى الراسبين بسبب ضعف نتائجهم الدراسية، هناك من خرقوا القوانين في ما يتعلق بالسلوك والآداب داخل القسم أو المدرسة. فكيف سيكون موقف زملائهم؟!ألا تعتقدون أن طرد التلاميذ قد يجعل الإقبال على المدارس الإسبانية يتراجع في ظل عدم وجود بديل حقيقي أمام المطرودين؟لا أظن ذلك، فعدد التلاميذ الذين يتم قبولهم من أجل الدراسة في المدارس الإسبانية بالمغرب لا يتعدى ثلث الطلبات، وذلك بسبب عدم توفر العدد الكافي من المقاعد.لا أدري أبدا لماذا هذه الضجة حول التلاميذ الستة عشر، علما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرد تلاميذ من المدارس الإسبانية في المغرب، فكل سنة يتعرض عدد من تلاميذ المدارس الإسبانية من مختلف المدن المغربية للطرد، تطبيقا للقوانين. هناك معادلة بين النظام التعليمي الإسباني والمغربي تمكن تلاميذ المدارس الإسبانية من استكمال دراستهم في مؤسسات مغربية، والعكس كذلك، إذ تستقبل المدارس الإسبانية، كل سنة، العديد من التلاميذ القادمين من النظام الدراسي المغربي. لكن المشكل الوحيد الذي يطرح، هو مشكل اللغة، رغم أنه يمكنني أن أؤكد لكم أن مستوى اللغة العربية لدى تلاميذ المدارس الإسبانية في التعليم الابتدائي، لا يقل عموما عن مستواها لدى تلاميذ المدارس الأجنبية الأخرى أو حتى المغربية، هذا ما يقوله لنا الآباء أنفسهم. صحيح أن المشكل يطرح في التعليم الثانوي، لأن أغلب المواد تدرس باللغة العربية، ونحن نقر بضرورة إيلاء اهتمام أكبر للعربية في مناهجنا التعليمية، إلى جانب الفرنسية، المدرجة بدورها في مناهجنا التعليمية، والتي عادة ما يتقنها تلاميذ التعليم الإسباني في الدار البيضاء، لأنها اللغة التي يتحدثون بها في المنزل مع آبائهم.لماذا هذا الإقبال الكبير على المدارس الإسبانية في الآونة الأخيرة لدرجة جعلتها تنافس باقي مدارس البعثات الأجنبية، خصوصا الفرنسية؟لا أحب الحديث عن منافسة، وليس هذا هدفنا. هناك خمسة آلاف تلميذ يدرسون في المدارس الإسبانية بالمغرب. السبب في تفضيل المدارس الإسبانية يعود إلى جودة التعليم الذي توفره مدارسنا والأنشطة الكثيرة التي تتم برمجتها، وإلى عاملين اثنين بشكل خاص، هما الأهمية الكبيرة التي نوليها للانضباط، وهامش الحرية الواسع الذي نتيحه للتلاميذ، في الآن نفسه، وهذا ما يؤكده لنا آباء التلاميذ. هل يسمح النظام التعليمي في المدارس الإسبانية باندماج سهل للخريجين في التعليم العالي المغربي؟عموما، أغلب التلاميذ الذين يتخرجون من المدارس الإسبانية، إذا لم يكونوا جميعا، يرغبون في إتمام دراساتهم الجامعية في إسبانيا. هذا ما يحدث. لكن هاجس اللغة دائما مطروح، وسنعمل هذه السنة على تقييم مستوى تلاميذ المدارس الإسبانية في ما يتعلق باللغة العربية، لتعزيز حضورها في المناهج التعليمية والرفع من مستواها بما يسمح لخريجي المدارس الإسبانية من الالتحاق بالتعليم العالي المغربي.كم عدد خريجي المدارس الإسبانية الذين يلتحقون بالتعليم العالي المغربي؟ليست لدي أرقام محددة، لكن عددهم قليل جدا.ينتشر اعتقاد بأن مدارس البعثات الأجنبية، والإسبانية منها، تخرج تلاميذ مغاربة بثقافة إسبانية محضة تحول دون اندماجهم في المجتمع، إلى أي حد هذا صحيح؟لا، أبدا. حوالي ثلثي تلاميذ المدارس الإسبانية هم مغاربة. صحيح أننا نشترط الإلمام ببعض أساسيات الثقافة الإسبانية، ونرغب في أن يكون التلميذ محبا لهذه الثقافة وعلى تواصل معها، لكننا نولي الاهتمام نفسه للثقافة والتاريخ المغربيين، سواء في مقرراتنا الدراسية أو الأنشطة الجانبية التي يتم تنظيمها، إلى جانب انفتاحنا على ثقافات أخرى، خصوصا الأنجلوسكسونية أو الفرنسية.ألا تعتقدون أن الحضور الإسباني في التعليم المغربي ضعيف مقارنة مع الفرنسي مثلا، خصوصا في ما يتعلق باتفاقيات الشراكة بين المؤسسات التعليمية المغربية والإسبانية؟كما قلت سابقا، لا أحب الحديث عن المنافسة. صحيح أن الحضور الفرنسي أقوى في المؤسسات التعليمية المغربية، وذلك لعوامل تاريخية، لكن هذا لا يعني عدم رغبتنا في إبرام شراكات مع مؤسسات تعليمية في المغرب، بما يعزز حضور اللغة الإسبانية في المؤسسات التعليمية المغربية. وأمامنا الكثير لنقوم به في هذا الاتجاه. نرغب في أن يتحدث ثلث التلاميذ المغاربة اللغة الإسبانية، وهذا ما نسعى إليه، إذ سنبرم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، اتفاقية إطار مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر من أجل تعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية المغربية والإسبانية.هل أنتم راضون عن الحضور الثقافي واللغوي الإسباني في المغرب؟لا، لقد فقدنا بضع نقاط في السنوات الأخيرة في ما يتعلق باللغة الإسبانية. لا أعتقد أن للأمر علاقة بالمنافسة، فالمغرب بحاجة إلى أشخاص يتحدثون لغات عديدة، الألمانية والإيطالية والإنجليزية وغيرها. هذا التراجع يعود بالأساس إلى عدم إيلاء الاهتمام الكافي لتدريس الإسبانية في المدارس المغربية. هناك عدد أكبر من التلاميذ الذين يدرسون الإسبانية، لكنهم يدرسونها لمدة أقل من السابق. وهذا ما سنعمل على تحسينه مستقبلا. أجرت الحوار: صفاء النوينو

فيليث: هدفنا أن يتحدث بالإسبانية ثلث تلاميذ المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دفتر تحملات جديد لمؤسسات التعليم الخاص

حداد: الأحزاب تحتاج ميثاقا أخلاقيا لإبعاد "الكائنات الانتخابية"

مقالات ذات صلة