هيرمافروديت… أسطورة خنثى

حنين الرجل لأن يكون أنثى، عنوان لمقال كتبته الباحثة المثيرة للجدل نوال السعداوي في موقع اللادينيين العرب، ويكشف عن جذور الأسطورة اليونانية "هيرمافروديت"، التي تحيل على ميولات الرغبة في "التحول" الجنسي عند الذكر والأنثى في مرحلة الطفولة. وتقول الباحثة نوال السعداوي في هذا الصدد، إذا واجه الرجل، أي رجل، نفسه بصدق وشجاعة وثقة، فسوف يدرك أنه يشعرأو شعر في يوم من الأيام، بحنين دفين لأن يكون أنثى .هذا الحنين المدفون في العقل الباطن لكل رجل ليس انحرافا أو شذوذا، بل إنه شعور طبيعي يشعر به كل جنس تجاه الجنس الآخر .وترى الباحثة أن هذا الشعور ينشأ في كل الأطفال، فالطفل ( لأنه لم يغير نفسه بعد وفقا للضغوط الاجتماعية) لا يزال محتفظا بنفسه الكلية، وهي نفس مزدوجة، فيها الذكر والأنثى معا، ولهذا لا يفرق الأطفال بين الذكر والأنثى كما يفرق الكبار .وكان الفكر اليوناني القديم يعتبر الجمال صفة منفصلة عن الذكورة والأنوثة بل إنهم صوروا إله الجنس «ايروس» في صورة جسم بديع متناسق يشمل أعضاء الذكر والأنثى معا. ومن المعروف أن كلمة هيرمافروديت hermaphrodite وتعني «الخنثى» وأخذت من الأسطورة اليونانية عن «هرمس» الذي عشقته أفروديت ورجت الآلهة أن يندمج جسده في جسدها، واستجابت الآلهة لدعائها فولدا هرمافروديت الخنثى. فهومرس، الإله الذكر القوي، رمزه هو العضو الذكري الذي كان يوضع أمام بيوت العائلات الارستقراطية تقول الأسطورة اليوناينة، استرضي أفرديتي، بعد إلحاح منها، فاستولدها خنثى «هرمفرديتي"، ناعم الجسم ورث منها مفاتنها واشتق اسمه من اسميهما .وهذا يدل، حسب الباحثين في علم النفس، على أنه رغم جهل اليونانيين في ذلك الحين بالبيولوجيا ونظرية ازدواجية الجنس في الإنسان، إلا أنهم استطاعوا أن يدركوا ذلك بمشاعرهم وأحاسيسهم الفطرية، باعتبارها ميولا غريزية ونفسية تنشأ مع الإنسان، وسرعان ما تتحول بفعل التنشئة الاجتماعية التي تقرر في مصيره هل هو رجل أم أنثى؟وتقول كارين هورني في هذا المعنى: إن ازدواجية الجنس عند الإنسان تظهر في الأطفال بوضوح أكثر من غيرهم، لأنهم لا يدركون كالكبار تحديد جنسهم . وقد ترى عند بعضهم رغبات جنسية مزدوجة ساذجة وبريئة، فتشعر البنت أحيانا أنها ولد، ويشعر الولد أنه بنت. لكن المجتمع يحدد لكل منهما صفاته ودوره فيكبت الولد شعوره بالأنوثة، وتكبت البنت شعورها بالذكورة .ومن الناحية البيولوجية والتشريحية أيضا فإن جسم الإنسان مزدوج الجنس . بمعنى آخر أن التكوين التشريحي والبيولوجي للإنسان لا يضع فروقا كبيرة بين الجنسين، وأنه ليس هناك من هو ذكر 100 في المائة أو أنثى 100 في المائة.لكن المجتمع هو الذي يضع الفروق من أجل أن تنقسم الوظائف داخل الأسرة الأبوية وخارجها إلى وظائف ذكورية ووظائف أنثوية .إن عملية التكيف الاجتماعي التي تحدث لكل انسان تجري في عقله الواعي فقط. إن العقل الواعي في الرجل هو الذي يجعله ذكرا حسب المقاييس والأوصاف الاجتماعية السائدة للذكورة . وإن العقل الواعي في المرأة هو الذي يجعلها أنثى حسب المقاييس والأوصاف الاجتماعية السائدة للأنوثة . والعقل الواعي للإنسان ليس إلا جزءا من عقله الكلي . أما الجزء الآخر الأعمق فهو العقل الباطن ، وهو الذي يحتفظ بصفات الإنسان الأصلية المزدوجة التي تجمع الذكر والأنثى معا ، والتي وصفها «يونج» وسمى الجزء الأنثوي في الرجل anima والجزء الذكري في المرأةanimus .إن معظم المشاكل النفسية والجنسية، حسب علم النفس، ترجع الى ذلك الصراع الدائم بين الفترة الواعية من المخ وبين الجزء الآخر الأعمق من العقل الذي يسمى بالعقل غير الواعي . إن مرض انفصام الشخصية المعروف بالشيزوفرينيا يتميز بعجز الإنسان عن أن يكون نفسه الكلية أو عقله الكلي، أو بمعنى آخر، أن يصبح عقله الواعي وغير الواعي عقلا واحدا واعيا ناضجا . ر . ب

هيرمافروديت… أسطورة خنثى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مـيـكـو: الإصـلاحـات مـعـلـقـة فـي انـتـظـار الـقـانـون

الفن والأدب يفضحان حقيقة الهوية الجنسية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات