نهايـة الوهـم

نزاع الصحراء... الرواية الأخرى البشير الدخيل يعيد قراءة صفحات الملف يستعيد البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة بوليساريو، شريط أحداث أزيد من 40 سنة على تأسيس الجبهة، ويقرأ تطورات ملف أطول نزاع في القارة الإفريقية، والعوامل الجيو إستراتيجية التي ظلت تتحكم فيه على مدى أربعة عقود، وقراءة ما يسميه الأخطاء التي مورست في تدبير الملف. الحلقة الأخيرة إعداد: برحو بوزياني < ماذا عن دور العائدين في دحض أطروحات الانفصال؟ < إن فئة العائدين إلى أرض الوطن من الصحراويين، والذين يقدرون بالآلاف، من حقهم اليوم ممارسة حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، وأن تكون المصالحة حقيقية، وليست وصولية، فلم يعودوا إلى المغرب، ليظلوا منعزلين كما هو الحال اليوم، وبعيدين عن المساهمة اليومية في الحياة السياسية والتنموية، وفي تدبير شؤونهم. يجب الإقرار بالدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في معركة كسب رهان القضية الوطنية، وهي قضية لا تسمح بالتلاعب اليوم، ورأينا كيف أن قيادة بوليساريو أصبحت تتلاعب بقضية الصحراء، بهدف الربح والابتزاز، ولا يجب السكوت عن مثل هذه الممارسات، التي لا تتماشى مع مقتضيات المواطنة من طنجة إلى الكويرة. < كيف تقرأ حرب بوليساريو على المنتوجات الفلاحية والفوسفاط بالصحراء؟ < من حق سكان الأقاليم الجنوبية في العيون والسمارة والداخلة وبوجدور أن يعيشوا بخيرات المنطقة، من خلال بيع السمك أو الفوسفاط إلى دول أخرى. إن الحرب التي تشنها بوليساريو اليوم، وتسعى من خلالها إلى محاولة التشكيك في شرعية وجود المغرب بالأقاليم الجنوبية، محاولة يائسة للحصول على اعتراف من الأمم المتحدة بشرعية تمثيلية بوليساريو لسكان الصحراء، وهذا أمر غير ممكن وفاشل. وعلى سبيل المثال، ما جرى في الكركرات، يؤكد هذا الفشل، لأن المنطقة، حسب اتفاقية هيوستن، التي وقعوا عليها، تعتبر منطقة ممنوعة عليهم، وكان تسللهم إلى الحدود مع موريتانيا لعبة مفضوحة، سرعان ما فرض عليهم الانسحاب، من قبل الأمم المتحدة، لأن الاتفاق الأمني ينص على أن تظل خارج المنطقة بستين كيلومترا. وهذا خطأ جديد لبوليساريو ينضاف إلى حالات الفشل التي لحقت بهم في العديد من المنظمات الجهوية والدولية، مثل الاتحاد الإفريقي. كما فشلوا في معركة حقوق الإنسان، حيث أصبحت إسبانيا تطالب بإطلاق سراح الصحراويات من جنسية إسبانية المعتقلات في تندوف. < كيف تقيم تعاطي بوليساريو مع تطورات الملف؟ < تبين أن بوليساريو فشلت منذ 1988 في التأقلم مع التطورات التي عرفها الملف، وهو فشل نهائي، لأنها لم تفتح المجال أمام الشباب المتعلم والواعي، بل ظل الأشخاص ذواتهم الذين يعيشون على منطق الحرب الباردة، بشعارات الاستقلال وتقرير مصير الشعوب، اعتقادا من القيادات الأبدية أنها تكفي لكسب المعركة، بعد أن فشلت في الخيار العسكري. والحال أن قيادات بوليساريو، هي من تتاجر اليوم في المساعدات الإنسانية التي تقدم للاجئين في المخيمات، وتتلاعب بها على حساب الأوضاع المزرية لسكانها. واليوم يتأكد للرأي العام الدولي، مع الدبلوماسية الجديدة للمغرب، وعودته إلى الاتحاد الإفريقي، أن بوليساريو ومن يقف وراءها، لا يمكن إلا أن يواجهوا المزيد من الفشل في كل التحركات على الجبهات الدبلوماسية، ومن خلال الجهود المبذولة في إطار البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي يستهدف تحسين أوضاع عيش السكان، وإدماج أبنائها في تدبير شؤونهم في إطار الجهوية المتقدمة.

نهايـة الوهـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجنب استهلاك الصلصات الجاهزة

مصرع شاب في حادثة سير بسيدي بنور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات