وزراء يخوضون غمار الإنتخابات

البعض قرر الترشح في المدن التي يتحدر منها وآخرون فضلوا ترك المقعد البرلماني يُغري ترشح أعضاء الحكومة للاستحقاقات الانتخابية، بالكتابة، ويستقطب الحيز الأكبر من اهتمام الرأي العام الوطني، رغم أن الترشح حق طبيعي يضمنه الدستور لكل مواطن، وفق، طبعا، شروط محددة، لكن ترشح الوزراء له نكهة خاصة. فوسائل الإعلام تتبع كل تفاصيل الحملة الانتخابية للوزراء، كما أن المواطن العادي يُبدي حماسا كبيرا لتتبع خطوات أعضاء الحكومة وتجمعاتهم، ولقاءاتهم، مترقبين، بفضول قوي، نتائج الانتخابات، خاصة تلك التي يحصل عليها الوزراء.ورغم أن مئات المرشحين سيخوضون الحملة الانتخابية المقبلة، إلا أن تلك التي سينخرط فيها الوزراء، سيسلط عليها أكبر قدر من الأضواء، بل ستكون، بلا شك، محور اهتمام وسائل الإعلام والرأي العام الوطني. وسيشد الوزراء الأنظار أكثر من منافسيهم، بل إن مواكبة تحركات الوزراء انطلقت فعليا، منذ الآن، في ظل حملة انتخابية بدأت قبل أوانها. لقد نزل عدد من وزراء حكومة الفاسي إلى الدوائر التي سيترشحون فيها، لجس نبض سكان الدوائر، والإصغاء إلى هموم وانشغالات الناخبين، في أفق إيجاد أرضية مناسبة لكسب ودهم. أعلن عدد من الوزراء نيتهم في الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، في وقت مبكر، على غرار أحمد رضا الشامي، الوزير المكلف بالتجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، الذي سيترشح في فاس، ومحمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذي سيترشح في المدينة نفسها (الدائرة الشمالية)، وأنيس بيرو، كاتب الدولة في الصناعة التقليدية، الذي سيدخل غمار المنافسة في مدينته الأصلية بركان، وادريس لشكر، الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان، الذي سيعود إلى خوض عمار المنافسة في دائرة الرباط شالة، وامحند العنصر، وزير الدولة، الذي سيترشح في بولمان، ومحمد أوزين، كاتب الدولة في الخارجية الذي أعلن نيته في الترشح في دائرة إفران، إضافة إلى ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، التي ستترشح في الدار البيضاء، كما هو الشأن بالنسبة إلى كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، الذي سيخوض المنافسة الانتخابية بالمدينة نفسها.وعبر وزراء آخرون عن تخليهم عن مغامرة خوض الانتخابات لأسباب مختلفة، من بينهم أحمد توفيق احجيرة، وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، ونزار بركة، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، ومحمد سعد العلمي، الوزير المكلف بتحديث القطاعات العامة، وعبد الكبير زاهود، كاتب الدولة في الماء والبيئة.هناك شبه إجماع لدى الوزراء الذين سيخوضون الانتخابات التشريعية حول أهمية المحطة الانتخابية المقبلة، باعتبارها أول انتخابات تُجرى في ظل الدستور الجديد، الذي منح للسلطة التشريعية صلاحيات موسعة وحقيقية، يُخرجها من الظل، كما أن هؤلاء الوزراء يُجمعون على وجود اعتبارات موضوعية كانت وراء الزج بهم في مغامرة الانتخابات التشريعية، منها خدمة المدن التي يتحدرون منها، إذ يشعرون أن لديهم دينا اتجاهها، ثم هناك هاجس الاهتمام بالمشاكل التي تعانيها المدن، والرغبة في الإسهام في معالجتها، والرقي بها.وزراء آخرون فضلوا البقاء في الظل، لكنهم شرعوا في تحريك الخيوط، لفرض أفراد من عائلاتهم، في بعض الدوائر. وبهذا الخصوص، تناقلت وسائل الإعلام الوطنية، أخيرا، أخبارا عن تحركات وزراء يسعون إلى "توريث" دوائرهم إلى أبنائهم، أو أقربائهم، على غرار ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول سعي محمد اليازغي، الذي يشغل منصب وزير دولة، إلى دفع نجله علي اليازغي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، لفرضه وكيلا للائحة الحزب في دائرة الرباط المحيط، التي ظل اليازغي يهيمن عليها، في الانتخابات السابقة، قبل أن يتراجع في الانتخابات التشريعية لسنة 2007، لفائدة لطيفة اجبابدي، القادمة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي. وإذا ما حدث ذلك فعلا، فإن من شأنه أن يزكي مقولة أن الوزراء وعددا لا بأس به من قياديي الأحزاب يجدون صعوبة في التنحي عن عالم السياسة وسلطتها، و”هجران” الشأن الانتخابي، والسياسي، ويحرصون على توريث ذويهم، مما يطرح السؤال المركزي حول تعامل بعض السياسيين مع الشأن السياسي، وبُعدهم عن قناعة تجديد النخب، أوترك الفرصة لـ” آخرين” للتناوب، مما يعني أن الكثيرين من الزعماء السياسيين يفضلون الخلود، فعليا أو رمزيا، في عالم السياسة، ويعملون في الظل على تكريس سلوكات غير ديمقراطية، في مقدمتها الاعتماد على القرابة العائلية والزبونية، في منح التزكيات، وتوريث السياسة والسلطة. جمال بورفيسي

وزراء يخوضون غمار الإنتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزراء يترشحون لتعزيز موقعهم التفاوضي

الأسد يزأر في الأدغال وآلاف المغاربة يحتفلون في الشوارع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات