الزيزي: علميا لا يوجد شيء اسمه “الراكد”

قال الدكتور عبد الوهاب الزيزي إنه يستحيل علميا أن يتعدى الجنين تسعة أشهر في بطن أمه، وأنه يمكنه في بعض الحالات أن يتجاوز هذه المدة بعشرة أو 25 يوما على أقصى تقدير، وهنا نكون أمام حالات الحمل المتأخر، وهو ما يستوجب من المرأة التي تقع في هذه الحالة زيارة الطبيب الذي يلجأ إلى تقنية "الوجع الاصطناعي" للتعجيل بخروج الجنين. وأضاف الأخصائي في أمراض النساء والتوليد والعقم والجراحة النسائية، أنه من الناحية العلمية لا يمكن أن نتحدث عن شيء اسمه "الراكد"، وما يمكن الحديث عنه في المقابل هو حالات موت الجنين، وهذا موضوع آخر له عدة أسباب ومحددات علمية وطبية، يقول الزيزي، مؤكدا أنه لا يمكن للجنين بعد المرحلة الطبيعية المحددة له أن يستمر في النمو بعد اكتماله في بطن أمه، ثم إن مسألة توقيف النمو قبل الأوان ولو ليوم واحد أيضا مستحيلة لأن معنى ذلك وفاة حتمية للجنين، إذ لا يتعدى الحمل عادة 280 يوما من تاريخ حدوث الإخصاب.وركز الدكتور عبد الوهاب الزيزي على مسألة توقيف الحمل قائلا إن هذه الإمكانية متوفرة ولجأ إليها القدماء بوسائل مختلفة، لكن توقيف نمو الجنين مستحيل.وميز خريج كلية الطب بباريس بين الحمل الموقوف بشكل إرادي أو لأسباب مرضية خارجة عن الإرادة، فأكد أن توقف الحمل في الحالة الثانية يكون راجعا لمشاكل صحية قد تتعرض لها الأم أو الجنين على حد سواء، فمشاكل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أو انخفاضها وكذا الحمى وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى النوبات القلبية التي يمكن أن يتعرض لها الجنين، نتيجة لمشاكل في المشيمة أو ما شابه ذلك كلها تؤثر سلبا على الحمل وتؤدي إلى توقيفه وموت الجنين وهو ما يجعل الكثيرين يعتقدون أن الأمر يتعلق ب"الراكد".وهذه الحالات المذكورة يضيف الزيزي، يمكن أن تكون نتيجة لجوء الأم إلى الوصفات الشعبية ل"ترقيد" الجنين فتؤدي إلى إصابتها بتلك الأعراض، فمثلا إذا تعرضت إلى ارتفاع ضغط الدم فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تزحزح المشيمة من مكانها، وهو ما يؤثر على صحة الجنين بشكل مباشر، ولهذا كثيرا ما تُنصح النساء الحوامل المعرضات لمشاكل ارتفاع ضغط الدم إلى زيارة الطبيب تفاديا لكل الأخطار التي يمكن أن تنجم عن هذا الوضع الصحي فتؤدي في الغالب إلى وفاة الجنين، وهو ما يجعل البعض يعتقد أنه "راكد" في حين أنه توفي للأسباب المذكورة.أما عن المستوى الإرادي في "ترقيد" الجنين، فيرى الدكتور عبد الوهاب الزيزي، أن المرأة يمكن أن تخطئ في حساب أيام عادتها الشهرية التي قد يحدث أن تتأخر عنها شهرين أو ثلاثة، فيحدث الحمل بعد هذه المدة فتعتقد أن الحمل حدث منذ توقف العادة الشهرية، في حين أن توقفها، يقول الزيزي، لا يعني بالضرورة أن هناك حملا حدث، فتوقف العادة الشهرية قد يكون ناجما عن أمراض أخرى تصاب بها الأم.وعن سبب لجوء النساء إلى "ترقيد" الجنين، يرى الأخصائي في أمراض النساء والتوليد أن ذلك مرده إلى سيادة قيم الجهل والخرافة في أوساط العديدين، لاعتقادهم في مثل هذه الأمور، في حين أنه لا الدين ولا العلم يقران بمثل هذه الممارسات، التي ليست سوى مهرب من العديد من المشاكل التي يقع فيها البعض كحدوث علاقات جنسية غير شرعية ينجم عنها حمل فيتم التواطؤ من أجل تغليف هذا الحمل بطابع خرافي حتى يتقبله المجتمع ولا يصير مرتكبه عرضة لسياط الألسنة التي لا ترحم في مجتمع "محافظ" كالمجتمع المغربي.ويخلص الدكتور عبد الوهاب الزيزي إلى أن قضية "الراكد" مجرد خرافة لا يعترف بها العلم، لأن الأمر يتعلق بوفاة أو قتل جنين، مع إمكانية بقائه في بطن الأم مدة طويلة، دون أن يتعرض للتعفن لتوفر محيط فيزيولوجي يقيه من ذلك لذا، فقد ساد الاعتقاد بوجود "الراكد". عزيز المجدوب

الزيزي: علميا لا يوجد شيء اسمه “الراكد”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الراكد" وهم الموروث الشعبي

قصاري: "الراكد" رمز للرغبة المؤجلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات