“توين”… فضاء للتسوق والبحث عن المتعة

قاصرات اخترن خوض لعبة اقتناص زبائن الجنس تحت غطاء التبضع أو البحث عن عمل تحول مركز توين سانتر بالدار البيضاء إلى فضاء مغر لزواره المغاربة والعرب الخليجيين، وآخرين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، تختلف مقاصدهم بين راغب في التسوق وتزجية الوقت وباحث عن أشياء أخرى وفتيات يخترن التوقيت المناسب للبحث عن زبناء من نوع خاص. في مدخل البرج التجاري الكبير بالمعاريف تصادف مساء كل يوم فتيات يخترن فضاء التوين للتجول بين متاجره والاطلاع على أحدث عروض الموضة، أو لزيارة محل الحلاقة الموجود في الطابق السفلي أو الجلوس في مقاهي التوين في انتظار زبون أو رفيقات درب يجمعهن هم واحد، ألا وهو اصطياد زبناء خليجيين على وجه الخصوص.تبدين في أحسن زينة. أعينهن لا تغفل عن البحث عن زبون اللحظة، ولا يكلفن أنفسهن عناء الانتظار بل تبادرن إلى التلميح أو أخذ المبادرة وامتلاك « شجاعة» طرح السؤال بلهجة خليجية.قاصرات اخترن فضاء التوين من أجل استدراج زبنائهن، يتحدرن من أوساط فقيرة في الغالب، قد يفضل بعضهن شغل دور الوسيطة من خلال استقطاب الأصغر سنا والأوفر حظا لنيل إعجاب الزبائن. مقاهي الشيشة الموجودة في أعلى البرج، ومتاجر الطابق العلوي، المكان الأفضل الذي ترتاده قاصرات من مختلف الأشكال مساء كل يوم. تحرش بنية مبيتةهنا لا تبدو الأمور صعبة لمن يبحث عن شيء آخر غير التبضع، تحكي ليلى بنت العشرين ربيعا، والعاملة في محل لبيع المجوهرات، إذ غالبا ما يتردد عليها زبائن من خليج بغرض اقتناء بعض الحلي، قبل أن تفاجئ بأسئلة غريبة تدور كلها حول ساعة «التفرغ» للالتحاق بالفندق أو الشقة، فيظهر الغرض الحقيقي من التسوق، ألا وهو البحث عن فتيات بمعايير محددة، سواء كن يعملن في المتاجر أويتجولن بغرض العثور على زبون مجز في عطائه. والأمر ذاته تقوم به فتيات من مختلف الأعمار، يقصدن المكان تحت غطاء التبضع أو البحث عن العمل، من أجل اصطياد الزبناء، إلا أن ليلى لا تتردد في التأكيد على أن الظروف الاجتماعية لأغلبهن تكون دافعا أساسيا إلى وقوعهن في فخ دعارة غير معلنة، كما أنهن، تضيف المتحدثة، لا يجنين من وراء ممارساتهن سوى مبلغ مالة لسد تكاليف ارتداء ملابس آخر صيحات الموضا اواقتناء عطور بأثمنة باهضة.تعترف إحداهن أنها لما أصبحت عاملة جنس، أخذت تحصل على قدر من المال ساهم في تغيير وضعها داخل أسرتها، وتضيف» أصبحت عنصرا مهما، الجميع يطلب ودي ولا يجرؤ أي واحد منهم على إغضابي، بعد أن أصبحت معيلتهم. ورغم أنهم كانوا يعرفون مصدر الأموال التي أمنحها لهم إلا أنهم كانوا يتغاضون عن ذلك، ولم يسألوني ولا مرة من أين آتي بها». قصص متشابهةإنها القصة نفسها تقريبا، تحكيها كل الفتيات اللواتي يتوافدن على التوين من مناطق هامشية في المدينة. يروي، بعضهن تفاصيل قد تختلف، لكن الحبكة لا تتغير إلا نادرا.معظمهن يقلن إنهن أمهات ويربين ولدا أو بنتا، ولذلك فهن مرغمات على الخروج لتحصيل المال بهدف الإنفاق على أطفالهن الصغار، هذا ما ينطبق على زينب، البالغة 23 سنة، وتقول إنها تختار زبائنها بعناية، رغم حاجتها إلى المال لتربية طفل أنجبته من أب يوجد في السجن. أما اللائي لا يفضلن معزوفة «عندي ولدي خداما عليه» فإنهن يخترن القول: «والدي مريض أو أمي مريضة ويحتاجان إلى الدواء، وعلي أن أحضره له أو لها»، إلى غير ذلك من التبريرات المؤثرة.بعض البنات يقفن في مدخل التوين، ويرمقن ها وهناك. توجد من بينهن تلميذات، يغيرن لهجتهن بمجرد اقتراب أحد الزوار المشارقة منهن. ترتدي بعضهن «عبايات» خليجية وأخريات قمصانا وسروايل جينز تظهر بعضا من مؤخراتهن، يتوزعن بين محلات بيع العطور أو المقهى السفلي الموجود في اسفل التوين. يفضل بعضهن استقطاب الزبون إلى البيوت والشقق، فيما تفضل أخريات استدراجهم صوب فنادق بوسط المدينة. الحملات الأمنية التي قامت بها فرقة الأخلاق العامة بولاية الدار البيضاء ساهمت في وقت ما في الحد من ظاهرة الدعارة قرب محلات التوين، إلا أنه يصعب في أحيان كثيرة، يخبرنا مصدر أمني بالولاية، تتبع كل من دخل المركز التجاري المذكورـ إذ يصعب الحكم على دوافع الشخص أو مراقبة تحركاته، لأنه فضاء مفتوح لكل الزبناء، وطالما أنه لا يوجد تبليغ بالجريمة فلا حدوث لها في الأصل. مراهقات عنيفاتمعظم فتيات التوين مراهقات يرتدين آخر صيحات الموضة، ويرفعن من قيمة تسعيرتهن لتصل إلى 500 درهم وأحيانا أكثر. هناك من هو مستعد للدفع لمجرد جلسة حميمية، تخبرنا سلوى ، 20 سنة، تتحدر من المدينة القديمة، قبل أن تستطرد أنها تختار زبناءها بعناية، ولا تقبل بممارسة الجنس مع متقدمين في السن، أو اشخاص ترتاب منهم. العطاء المجزي لا يعني شيئا لدى سلوى، رغم أنها تعيل أسرتها الفقيرة وابنها الصغير بعد طلاقها. خلف المظاهر الجميلة للفتاة تكمن صورة أخرى. تلك الرقة والأنوثة الطاغية تخفي عنفا شديدا يظهر في حال شجار مع زبون أو حين يتم إلقاء القبض عليهن من قبل الأمن. وهو ما يعني أن الانجذاب للمظهر ووداعة الملامح سرعان ما يكشف الوجه الحقيقي لفتيات بإمكانهن فعل كل شيء لأجل الحصول على المال، منهن تلميذات قاصرات وطالبات، وعاملات في مهن لا تدر عليهن الشيء الكثير. أما وسيطات الدعارة، فيخترن انتقاء صغيرات السن وتبادل أرقام الهاتف معهن لاستدراجهن إلى أماكن أخرى.تفضل أغلب العينات التي التقيناها الابتعاد عن الشبهات، خاصة عالم بنات الليل، حتى لا يقعن في قبضة الأمن ، فمجالهن لا يتعدى منطقة أنفا ، وهن حريصات أكثر على تفادي كل ما من شأنه أن يجعلهن معروفات لدى الشرطة، ، إضافة إلى قيام أغلبهن بأنشطة مهنية موازية لامتهان الدعارة، ويفضلن عدم كشف هوياتهن الحقيقية لزبنائهن، فيغيرن وجهتهن بين الفينة والأخرى إلى مقاهي المعاريف وعين الذئاب. رشيد باحة

“توين”… فضاء للتسوق والبحث عن المتعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توتر بقطاع الصحة يشل المستشفيات العمومية

"ابن سينس"... "راكـــد"... 28 سـنـة

مقالات ذات صلة