إكراهات الخريطة بجهة فاس

آباء احتجوا على تنقيل أبنائهم دون رضاهم ونقابات تعتصم بالنيابة احتجاجا على الاكتظاظ لم ينه القائمون على الشأن التعليمي بجهة فاس بولمان، رسم الخريطة المدرسية لهذه السنة. ويلزمهم لذلك، أسبوع آخر أو أكثر، في ظل الاكتظاظ و"الحركية" المتواصلة بين المؤسسات، في بداية موسم دراسي انطلق ساخنا باحتجاج آباء على تنقيل أبنائهم دون استشارتهم ورضاهم. ولم ينكر مسؤول عن الاتصال بنيابة فاس، وجود إكراهات تعترض حصر هذه الخريطة، في ظل واقع الاكتظاظ الملحوظ خاصة في منطقتي زواغة وبنسودة، ورغبة الآباء الملحاحة، في تسجيل أبنائهم في المؤسسات التي يختارونها، وما يطرحه مشكل البناءات الجديدة، من مشاكل "سيتغلب عليها". وتحدث عن اجتماعات مكثفة مع المديرين، لتدارك ذلك، فيما قالت زميلته في أكاديمية التربية والتكوين، إن الجداول النهائية ستكون جاهزة بعد نحو أسبوع، بعد وقف "الحركية المستمرة" وتدارك الاكتظاظ في بعض المؤسسات وإنجاز الانتقالات وإنهاء إعادة التسجيل وحصر عدد التلاميذ بكل قسم. 363624 تلميذا وتلميذة بكل المستويات بالجهة، 35731 منهم جدد، و81470 يدرسون بالعالم القروي، ينتظرون توزيعهم بشكل بعيد عن كل اكتظاظ وتوفير الأطر التربوية الضرورية، التي تقول المصادر إن تعييناتها لم تضبط بعد بشكل نهائي، في ظل وجود تفاوت في الإقبال بين أقاليم الجهة. وفي انتظار ذلك، خلف نقل بعض تلاميذ ثانوية الأدارسة، إلى مؤسسة أخرى بعيدة عن سكناهم بأكثر من ساعة ونصف، غضبا في صفوف آبائهم وأمهاتهم الذين نظموا الخميس الماضي، وقفة احتجاجية أمام الثانوية للتنديد بهذا القرار الذي لم يجدوا له جوابا مقنعا رغم طرقهم باب الإدارة. الغاضبون تحدثوا عن رفض الحوار معهم حين توجههم إلى النيابة، بل "استعمال العنف ضد أم تلميذ"، في حين عقد النائب الإقليمي، اجتماعا مع إدارة المؤسسة، لم يسفر بنظرهم، سوى عن حلول ترقيعية، غير مقنعة لحل مشكل عويص سيساهم في مشاكل لا حصر لها لهم ولأبنائهم. ومقابل ذلك، وجد بعض الآباء، صعوبة كبيرة في نقل أبنائهم إلى مؤسسات معينة، من أخرى "معروفة بسمعتها السيئة"، إذ اصطدم بعضهم بحقيقة واقع الاكتظاظ الذي تعانيه، كما وقع لإحدى الأمهات التي رفضت الكشف عن اسمها، التي تنقلت بين أكثر من مؤسسة بالجنانات دون جدوى. وفي انتظار تجاوز مثل هذه الإكراهات، تقول مصادر رسمية، إن الجهود تبذل لضمان وضع خريطة مدرسية سليمة، خاصة أنها هي المتحكمة في بنية كل المؤسسات التعليمية وتحدد التوجه الأفقي لكل مؤسسة خاصة من حيث عدد الأقسام وعدد التلاميذ في كل قسم، ومدى توفر الحجرات. وللنقابات رأي آخر، وهي التي تقول إنها استبقت الزمن وراسلت نائب الوزارة بفاس، في يونيو الماضي لفتح حوار بناء وفعال ونقاش هادئ ومسؤول حول مجموعة من القضايا التي تهم الشأن التعليمي بالمدينة، وعلى رأسها الخريطة المدرسية وإجراءات الدخول المدرسي وإكراهاتهم. وتحدثت الهيأة الوطنية للتعليم والنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي والجامعة الوطنية لموظفي التعليم، عن سعيها الحثيث دون جدوى، لضمان شفافية حركية الموارد البشرية وتدبير الفائض وتحسين وضعية البنيات التحتية لبعض المؤسسات، وتدارك أزمة الاكتظاظ والتفييض القسري للمدرسين. لكن أمام تعذر الوفاء بهذه المطالب وما تسميه "جنوح رأس هرم نيابة فاس نحو احتقان الوضع التعليمي"، قررت الاعتصام بالنيابة اليوم (الخميس) وغدا (الجمعة)، إنذارا لمسؤولي النيابة لتدارك مثل هذه المشاكل وما تسميه "الخروقات والفساد بالنيابة، وأزمة التواصل وألوان الاحتقان". وأعلنت رفضها القاطع لكل الحلول الترقيعية التي تنهجها النيابة لمعالجة الخصاص المهول الذي يعرفه الإقليم، وغياب الرغبة الحقيقية والصادقة لتدبير محطة الدخول المدرسي بمقاربة تشاركية ضدا على توجهات وخطابات الوزارة، مستنكرة المنهجية المتبعة في مقاربة وتدبير أزمات النيابة.ولم تستسغ النقابات الثلاث، عدم الإعلان المسبق عن المناصب الشاغرة لتكافؤ الفرص بين المتبارين، معتبرة "التستر على المعطيات، ضربا واضحا لكل معايير الشفافية"، معلنة تضامنها مع كل ضحايا التفييض القسري وحركية إعادة الانتشار، ورفضها لنتائجها وكل ما من شأنه تهديد الأمن التربوي. ولا تتقبل بعض النقابات، التركيز على حماية الزمن المدرسي، بشكل معزول عن باقي العوامل الأخرى الضرورية لتحقيقها، خاصة واقع الاكتظاظ ووضع رجال التعليم الذين يتمنون أن ترسم الخريطة المدرسية بشكل يعفيهم مشاكلا هم في غنى عنها، ويوفر للتلاميذ أجواء التحصيل السليم. حميد الأبيض (فاس)

إكراهات الخريطة بجهة فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عدم التنسيق أم المشاكل ببني ملال

الخريطة التربوية...من الخيمة خرج مائلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات