الزاكي: تعرضت لضغوط بالجزائر

وصف تجربته بشباب بلوزداد بالرائعة وقال إن اتصالاته بدأت منذ مدة مع اتحاد طنجة اعتبر بادو الزاكي تجربته بشباب بلوزداد الجزائري ناجحة على كل المستويات، ودعا المدربين الشباب إلى خوض تجربة مماثلة. وأكد الزاكي توقيعه عقدا لتدريب اتحاد طنجة لموسمين، وأنه مازال لم ينه مهامه مع شباب بلوزداد، الملتزم معه بعقد إلى غاية نهاية الموسم. وكشف الزاكي في حوار أجراه معه “الصباح الرياضي”، أنه تلقى العديد من العروض من أندية جزائرية وأخرى وطنية، إضافة إلى خليجية، إلا أنه يرفض الاستمرار بالجزائر، احتراما لمشاعر جماهير بلوزداد. وأكد الناخب الوطني السابق أنه كان قريبا من تدريب المنتخب الجزائري، إلا أن تشبث مسؤولي وجمهور بلوزداد به، حرمه من ذلك، بعد أن هددوا بالقيام بوقفات ومسيرات احتجاجية إذا اقترب أحد من مدرب فريقهم. وتمنى الزاكي أن تفتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، لما فيه مصلحة البلدين، ورفض الخوض في الأمور السياسية. وفي ما يلي نص الحوار: متى انطلقت المفاوضات مع اتحاد طنجة؟ كانت هناك اتصالات ومفاوضات في أفق العودة إلى البطولة الوطنية، عبر بوابة اتحاد طنجة، لكن لا شيء رسميا حدث حينها. سارت الأمور في الاتجاه الصحيح وأصبحت اليوم مدربا للفريق. تعلمت من كرة القدم، أن الحياة مليئة بالمفاجآت، لذلك تريثت في إعلان الخبر. هل علم شباب بلوزداد بهذه المفاوضات؟ أكيد، فالعالم أضحى اليوم قرية صغيرة، بفضل وسائل الاتصال المتطورة، لكنني ألتزمت بالعقد الذي كان يربطني بالفريق، وبقيت وفيا لعملي ومبادئي إلى غاية آخر يوم فيه. للأسف أجلت مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية إلى يونيو الجاري، وكنت أتمنى أن أخوضها رفقة الفريق. هل عرضوا عليك تمديد عقدك؟ مارسوا علي جميع أنواع الضغوطات الممكنة، من أجل أن أستمر معهم، لكنهم يعلمون أنني راحل لا محالة، وهم يفضلون أن أعود إلى المغرب، على أن أدرب فريقا آخر بالجزائر. وماذا كان موقفك من هذا الموضوع؟ أحترم كثيرا جمهور بلوزداد الذي استقبلني بحفاوة كبيرة، ورغم العروض الكثيرة التي توصلت بها من الدوري الجزائري، إلا أنني فضلت العودة إلى بلادي، على أن أشرف على تدريب فريق آخر بالجزائر. هل كانت لديك عروض أخرى؟ أكيد، خصوصا من الدوريات الخليجية، لكن لا يمكنني تحديدها اليوم بالاسم، خصوصا أنني أصبحت مدربا للفريق الطنجي، الذي أعتبره محطة جديدة في مسيرتي، أتمنى النجاح فيها. كيف وجدت مستوى الدوري الجزائري؟ متقارب إلى حد بعيد مع مستوى البطولة الوطنية. صحيح أن هناك فرقا في البنية التحتية، لكن تقنيا هناك تشابه كبير، مع تسجيل حدة في اللعب هنا، وعدم استقرار في النتائج، كما هو حاصل بالمغرب مع الأندية الكبيرة كالوداد والرجاء. في الدوري الجزائري بالإمكان أن ترى فريقا كبيرا يسقط إلى القسم الموالي، والأمثلة كثيرة، عكس البطولة الوطنية، التي تحتفظ فيها الأندية على مكانتها وهيبتها، ولا أدري إن كانت هذه الظاهرة صحية أم لا. هل تأقلمت مع أسلوب العيش بالجزائر بسرعة؟ لم أشعر يوما أنني غادرت المغرب. لقد تفاجأت بحفاوة الاستقبال التي خصني بها الشعب الجزائري أينما حللت، لدرجة أنه لا يمر أسبوع دون تكريمي في منطقة ما، دون الحديث عن المكانة التي صرت أحظى بها داخل بلوزداد. صراحة شيء مدهش ما حدث معي منذ أن وطأت قدماي الجزائر. هل تتوقع انفراجا في العلاقات بين البلدين؟ لا أفهم كثيرا في السياسة، ولا أريد أن أخوض فيها، لكن الأكيد أن الشعبين يحبان بعضهما البعض، وسيأتي اليوم التي تنفرج فيه هذه السحابة، وستعود الأمور إلى طبيعتها، وما يجب أن تكون عليه، بسبب الروابط التاريخية والدينية أولا وقبل كل شيء، ثم لاعتبارات أخرى يعرفها الجميع، وتفرض ذاتها واقعا في طريق تطوير البلدين الشقيقين. أتمنى أن تفتح الحدود البرية، وسأكون أول من ينطلق بسيارتي من العاصمة الجزائر، نحو العاصمة الاقتصادية للمملكة، عائدا إلى بيت الأسرة، لأحكي لها عن تجربتي الفريدة بالجزائر الشقيقة. كان هناك حديث عن قرب إشرافك على المنتخب الجزائري؟ فعلا على عهد الرئيس السابق محمد روراوة، لكن الرد العنيف لمسؤولي شباب بلوزداد وجمهور الفريق أبعدني عن هذا المنصب. لقد هددوا بتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية، إذا اقترب أحد مني، ما حدا بالاتحاد الجزائري إلى تغيير وجهته صوب مدارس أخرى، والخير في ما اختاره الله، وأنا سعيد بتجربتي مع بلوزداد، الذي كان ينافس من أجل البقاء في حضيرة الكبار، وانتشلته من رتبة لا تليق بسمعته وتاريخه، بعد البداية المتعثرة. وبعد ضمان البقاء، الفريق مؤهل اليوم لخوض نصف نهائي كأس الجمهورية، وهذا إنجاز كبير لم يكن أحد يتصوره مع انطلاقة الموسم. هل تنصح الأطر الوطنية الشابة بخوض تجربة مماثلة بالجزائر؟ أكيد، لما فيه مصلحة الكرة في البلدين، والدليل هو نجاحي بالجزائر ونجاح عبد الحق بنشيخة بالمغرب. ما يجمع البلدين أكثر ما يفرقهما، وتجربتي بالجزائر أغنت رصيدي التقني والإنساني، وأنا مسرور جدا بها، وأتمنى أن يحذو مؤطرون آخرون الحذو ذاته، فكل الظروف مواتية للاشتغال في البلدين. المدرسة الجزائرية مشهود لها بإنجاب مدربين من أعلى مستوى، والأمر ذاته في المغرب، وليس هنالك مانع لتبادل الكفاءات والخبرات في سبيل تطوير كرة القدم في هذه المنطقة الغنية بمواهبها. هل غادرت المغرب في الوقت المناسب؟ لا أدري، ولكني كنت مطالبا بتغيير الأجواء، بعد التجربة الثانية لي رفقة المنتخب. تأثرت فعلا بالطريقة التي غادرته بها، خصوصا أنني حققت كل أهدافي والتزاماتي، وكان علي البحث عن فضاء آخر، أواصل فيه مسيرتي التدريبية، فوقع اختياري على الجزائر، ولست نادما على ذلك، وأتمنى أن أكون قد حققت الإضافة التي كان ينتظرها مني جمهور بلوزداد بشكل خاص، والجماهير الجزائرية عامة. بعد التجربة الجزائرية، كيف تقيم مستوى البطولة الوطنية؟ لا يمكنني إبداء رأيي في الموضوع الآن، لأنني سأتهم بالتشويش، وسأحتفظ به لنفسي. هذا لا يمنع أنني لمست تطورا في المستوى بشكل عام، بغض النظر عن الممارسات التي تعرقل السير العادي لهذه الرياضة الشعبية، والتي أتمنى أن تزول. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: بادو الزاكي تاريخ الميلاد: 2 أبريل 1959 بسيدي قاسم شارك في مونديال 1986 حاز على الكرة الذهبية الإفريقية 1985 احترف بنادي مايوركا ولعب معه نهائي كأس إسبانيا لأول مرة في تاريخه في 1990. تم اختياره أحسن لاعب أجنبي في الليغا موسم 1986-1987، كما أحرز لقب أحسن حارس مرمى سنوات 1986 - 1987 و1988 - 1989 و1989 - 1990. درب المنتخب الوطني والوداد الرياضي والفتح الرياضي وسبورتينغ سلا وأولمبيك آسفي والكوكب المراكشي والمغرب الفاسي وشباب المحمدية. بورتري العملاق بادو الزاكي علامة بارزة في تاريخ كرة القدم الوطنية، حارسا قاد الأسود إلى أعلى درجات التألق في مونديال المكسيك 1986، ومدربا إلى نهائي أمم إفريقيا تونس 2004. الزاكي ابن سيدي قاسم، انضم إلى الوداد حارسا يافعا، رسم أولى خطوات التألق بالقميص الأحمر، وفي نهاية السبعينات ارتدى قميص الأسود، خلفا للأسطورة حميد الهزاز بعد نكبة الجزائر، ومنذ ذلك الحين عثر فيه المغرب على حارس تجاوزت شهرته الحدود، وأضحى سفيرا للرياضة الوطنية في كل المحافل. بعيدا عن الخشبات الثلاث، الزاكي إنسان عصامي كون نفسه بنفسه. شخصيته قوية ولا يحب التملق، وجدي إلى أبعد الحدود... عملاق بكل ما للكلمة من معنى، بمواقفه الحازمة، ورفضه التدخل في عمله، لكنه طيب وودود عند اللزوم... يحمل الزاكي قلبه بين كفيه، غير مبال بالمقالب والمكائد، صفة اكتسبها من محيطه قادته إلى أعلى الرتب، وجعلته محط إعجاب وتقدير من كل المحيطين به، الأعداء قبل الأصدقاء... إنجازاته الرياضية، لا تعد ولا تحصى، وضعته بين الكبار، إلى جانب عويطة ونوال والكروج. حافظ على تواضعه ما جعله محبوبا عند الجميع... ذاكرته قوية. ويتذكر كل تفاصيل مسيرته، من غوادا لارخا بالمكسيك، إلى مايوركا في شبه الجزيرة الإيبيرية، مرورا بالعاصمة الاقتصادية، حيث كتب اسمه بمداد من ذهب بين جدران ملعب محمد الخامس، الشاهد على إنجازاته في تصفيات الأولمبياد والمونديال... هكذا الزاكي، عملاق بإنجازاته، ومتواضع في تصرفاته، يكره الظلم. حينما تتحدث لبادو الزاكي تشعر أنك أمام موسوعة رياضية. لا ينطق عن هوى، ولا يتقن المراوغة كما في الملعب. صريح إلى أبعد الحدود. عاشق ل “الكنبري” وعازف عليه. يهوى الموسيقى الكناوية، ومتيم بحب الصويرة وشواطئها الجميلة، غواص بدرجة امتياز، يجد ضالته في البحر وبين الأمواج...

الزاكي: تعرضت لضغوط بالجزائر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأسود تتدرب اليوم بياوندي

"الماص" يمدد عقد السكتيوي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات