أخجل من متابعة السهرات التلفزيونية مع أسرتي

ليلى المريني قالت إن "الكلام الزنقاوي" صار موضة أكدت الفنانة ليلى المريني، الملقبة بـ"سفيرة الملحون والموروث الثقافي المغربي" أن فن الملحون يعاني تهميشا كبيرا، في مقابل الاهتمام ب»الموجة الغنائية الخفيفة». وأضافت ليلى المريني أن الإعلام المرئي بدوره لا يهتم بفن الملحون إلا نادرا. عن هذه المحاور ورأيها في مستوى الأعمال المطروحة في الساحة الغنائية المغربية الحالية تتحدث ليلى المريني ل»الصباح» في الحوار التالي: < قدمت محاضرة عن أهمية الموروث الثقافي المغربي، فكيف يمكن للملحون أن يرسخ قيم المواطنة؟ < جاء في خطاب صاحب الجلالة أن المواطنة التي نريدها لا ينبغي أن تختزل في مجرد التوفر على بطاقة التعريف أو جواز سفر وإنما يجب أن تجسد في الغيرة على الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والمشاركة الفاعلة في كل أوراش التنمية التي نتمناها وطنيا كانت أو جهوية. وفي ما يخص الموروث الثقافي المغربي ودوره في ترسيخ قيم المواطنة فمن الطبيعي أنه عندما نتحدث عن الموروث بشتى ألوانه ومكوناته، فإننا نتحدث عن المواطنة والوطن لأن هذا الموروث يلزمنا أن نتشبث بهويتنا وبثقافتنا وبحبنا لوطننا والدفاع عنه في أكبر المحافل الدولية والعربية وإيصاله إلى العالمية. وأدب الملحون خير دليل على ذلك لأن في بعض قصائده منذ ما يناهز قرنين من الزمن تطرق شاعر الملحون إلى الدفاع عن الوطن وحمايته وتشبثه بعرشه والتعريف بتاريخه الحافل والمتميز. < هل تعتقدين أن الساحة الفنية همشت فن الملحون؟ < صحيح أن فن الملحون لم يأخذ مكانته وحقه من الظهور، كما هو الشأن بالنسبة إلى الألوان الغنائية الصاخبة أو ما يطلق عليه «الموجة الخفيفة» لدى الجمهور. ومن جهة أخرى فقد تغير الحس الفني ولم تعد سوى فئة قليلة تسمع الألوان التراثية، منها الملحون الذي يعتمد على دارجة مغربية منمقة وأصيلة وتتطرق إلى كل الأغراض الشعرية، كما كان ومازال يحظى بالدراسة والبحث العلمي. ومع الأسف فإن فن الملحون يعاني التهميش علما أن له مكانة مهمة ويعتبر من أهم ثوابت الهوية المغربية الثقافية. < ما رأيك في مستوى الأعمال التي تطرح في الساحة الفنية انطلاقا من اختيار كلماتها؟ < أصبحت موضة الأعمال المطروحة في الساحة الفنية هي «2 كلمات وبزاف دالموسيقى والصخب»، وحين تبحث عن مضمون الأغنية تكتشف أنها لا تحمل أي رسالة معينة. ومع الأسف فأغاني «الموجة الخفيفة» لا تطربني ولا تعجبني و»حشومة» أن نكون رفقة الأهل ونستمع إلى أغان كلماتها من قاموس الشارع ودون المستوى و»زنقاوية». < نادرا ما يتم تخصيص حلقات أو فقرات فنية ضمن برامج معينة لفن الملحون فهل تعتقدين أن الإعلام لعب دورا في أن يقلل من انتشار هذا النمط؟ < مع الأسف، أن وسائل الإعلام المرئية قصرت كثيرا في إبراز فن وموروث غني وجميل، فحتى البرامج المخصصة للأنماط الغنائية التراثية لا تستهويني كثيرا، حيث لا أجد فيها التراث حاضرا بالشكل المرغوب والمطلوب. ولا تهتم البرامج التلفزيونية كثيرا بالألوان التراثية، خاصة طرب الآلة والفن الغرناطي وفن الملحون، كما أن حيزها الزمني ينبغي أن يكون أكبر حتى يتشبع بها الجيل الرابع (الأطفال). «عندنا تراث... باراكا من الموجات وكثرة الموسيقى والرقص»، أخجل أحيانا من متابعة سهرة تلفزيونية فنية مع الأهل. ولمن يقولون «هذا ما يريده المستمع» أقول لهم إنه أرقى من أن يقبل بأي شيء، فكفانا استخفافا بتراثنا، وحان الوقت لتعيد البرامج الفنية النظر في التعامل باحترافية ومهنية معه من أجل محاولة ترسيخه. < هناك فنانون أعادوا أداء قصائد الملحون بتوزيع جديد، فهل ذلك أساء للملحون أم كان في صالحه؟ < بالعكس فهؤلاء الفنانون ينبغي توجيه تحية تقدير لهم لأنهم أخذوا المبادرة واختاروا غناء الكلمة الراقية والموزونة ولم يسيئوا إلى الملحون، بل حافظوا عليه وأدوه بتوزيع موسيقي جديد. وبدوري أخذت على عاتقي الحفاظ على هذه الذاكرة الفنية منذ 2006، كما سبق أن قدمت سهرات في هذا الإطار حفلا ضمن فعاليات مهرجان شالة بتعاون مع فنانين أجانب وتم المزج فيها بين موسيقى الملحون والجاز، كما مثلت المرأة الغيورة على الثقافة والموسيقى المغربية من خلال اعتماد رسالة عالمية. ـمن مواليد مكناس. > ملقبة ب»شادية الأدب المغربي الأصيل» و»سفيرة الملحون والموروث الثقافي المغربي». > أستاذة مادة الملحون بالمعهد الموسيقي مولاي رشيد بالرباط. > ألقت محاضرات في عدة جامعات في واشنطن وتكساس وأوستن وسياتل. > أطرت فرقة أمريكية غنت الملحون رفقتها.

أخجل من متابعة السهرات التلفزيونية مع أسرتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجريني وجميلة في عمل مشترك

برنامج أبرز مباريات اليوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات