مسدسات وسرقات وقتل وتخريب منظم… “هي فوضى”

توالي الأحداث سيجعلنا نحن إلى النشالين الصغار الذين يختطفون حقائب النساء والهواتف المحمولة ويهرولون نحو المجهول من يطالع أخبار المغرب في الأسابيع القليلة الماضية يعتقد أننا في كولومبيا. وما يحولنا تدريجيا إلى ذلك هو أحداث القتل والسرقة المتوالية والمتسارعة بشكل يوحي بأن زلزالا يضرب أمننا ويدفن أماننا تحت تراب العصابات والملثمين.ولا تكاد جميع هذه الأخبار تخلو من مسدس أو بندقية أو لثام أو تنظيم محكم يفصح عن أننا لسنا أمام عملية خطف عشوائية وسلسلة وتعتمد على «الخلعة» العابرة، بل إننا اليوم أمام نية للقتل مع سبق الإصرار والترصد، بمسدسات لا نعرف من أين دخلت. فهؤلاء مهاجرون يتواجهون في مراكش بالمسدسات ويخلفون وراءهم حالة ذهول مراكشيين اعتادوا أن يشاهدوا ما شاهدوه في أفلام المافيات الإيطالية، وهذا مواطن يشهر مسدسا في درب السلطان بالبيضاء في وجه سائق حافلة ويترك البيضاويين في حالة ما بين التصديق والتساؤل إن كانوا يحلمون، وتلك سيدة بضواحي مراكش تقف مندهشة أمام سيارتها المهشمة بعدما أطلق عليها مواطن آخر وابلا من الرصاص، وذاك مواطن من خريبكة يلقى حتفه على يد دركيين بعدما أشهر هو الآخر سلاحه في وجه مواطن آخر مهددا بتصفيته.قصة الشابين اللذين يمتطيان دراجة ويضعان الخوذة على الطريقة الهوليودية، وينتظران اللحظة الحاسمة والتوقيت المناسب ليصوبا مسدسهما إلى حياة معشرين ثم يستوليا بطريقة هوليودية على أحد عشر كيلو غراما من الذهب، وكل ذلك يتم أمام مؤسسة عمومية دون أن يردعهما رادع، بل هما الآخران خلفا وراءهما هول الصدمة والمفاجأة والمباغتة والتساؤل. هي قصة في جميع تفاصيلها ودقتها لا يمكن أن نراها إلا في أفلام المافيات والعصابات المنظمة، ولا نكاد ننتهي من طرح الأسئلة بشأنها حتى يرد علينا خبر من عاصمة الأقاليم الجنوبية العيون، حيث هاجم، بطريقة منظمة شباب ملثمون، تاجرا استلوا على مائة مليون كان يحملها في حقيبة للتوجه إلى وكالة بنكية بالمدينة التي لا يعكر صفوها وأمنها إلا مرتزقة بوليساريو، وفي اليوم نفسه، وربما في الصبيحة نفسها يصاب رجل أعمال بوجدة هو الآخر برصاصات وينقل على وجه السرعة إلى المستشفى. كل ذلك يجعلنا، وبطريقة ميكانيكية، نقول «فين احنا؟؟؟». ونتساءل هل آن الأوان لنقول إن زمن «الرازوارات» ولى؟ وهل انتهى عهد السيوف و«الجناوا» والماء القاطع؟ وهل سنحن إلى النشالين الصغار الذين يختطفون حقائب النساء وهواتف الرجال المحمولة ويسرعون ببلاهة إلى المجهول؟ هل سيأتي يوم نترحم فيه على الشباب «المقرقبين» الذين يقطعون طريقنا وقد نتجرأ أحيانا على صفعهم، ورد هجومهم، وأحيانا أخرى نستسلم لهم على أمل أن يأتينا برؤوسهم رجال الشرقي اضريص.أخبار المسدسات والرصاص والدماء لا تتوقف عند حياتنا اليومية في الأسواق والشوارع والمحلات والمؤسسات العمومية، بل تصل حتى الحدود، وهنا ينتصب حادث قتل عنصر قوات مساعدة من طرف إرهابيين، فهل تعيدنا دائرة التاريخ بكل هذه الأحداث التي سماها أجدادنا «السيبة»، إلى مقولة «البحر من ورائكم والعدو أمامكم»؟ ضحى زين الدين

مسدسات وسرقات وقتل وتخريب منظم… “هي فوضى”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حميش : لايمكن اختزال القيم في الخير والجمال

اعتقال جندي دعا إلى الالتحاق بالثورة الليبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات