“فاس الأدارسة”…أكاديمية بنكهة فرنسية

دوليون يؤطرون 400 طفل وخبراء أجانب يسهرون على تكوين مدربيها ومليار ونصف المليار تكلفتها الإجمالية «فاس الأدارسة»، أكاديمية رأت النور في السنة الماضية وسط حي غني بالمواهب في العاصمة العلمية، على غرار باقي المدارس الرياضية، المهتمة بتأطير الأطفال الصغار، مع اختلاف في الأهداف والتوجهات. بدأ المشروع بفكرة، لتختمر في ذهن ثلاثة أصدقاء، وهم عماد المراكشي، مسير رياضي، وإدريس مسرور، الدولي المغربي ولاعب المغرب الفاسي سابقا، ومحسن الصنهاجي، مسير رياضي، قبل بلورتها وإخراجها إلى حيز الوجود. وجدت هذه الأكاديمية صدى طيبا منذ تأسيسها، خاصة أنها تضم دوليين سابقين وأطرا أجنبية فرنسية أعطت لهذه التجربة الفتية بعدا دوليا. دوليون بالأكاديمية ولأن مؤسسي أكاديمية «فاس الأدارسة» رياضيون بامتياز، ولهم تجربة كبيرة في التسيير وممارسة كرة القدم، فقد ارتأوا الاستعانة بخدمات العديد من دوليي المغرب الفاسي، ممن حملوا القميص الوطني في فترات متقطعة في تأطير براعم هذه المدرسة، ويتعلق الأمر بعمر حاسي وعبد الإله باكي وعبد الرحمان مساسي ويوسف مقبول وهشام العلوي وأحمد مسكين. وربما أن أصحاب هذا المشروع فطنوا إلى أهمية جلب هؤلاء الدوليين، لإعطاء قيمة مضافة إلى هذه الأكاديمية، إضافة إلى تجربتهم الميدانية، خاصة أن بعضهم مارس كرة القدم في مستوى عال، سواء محترفا خارج المغرب، أو ممارسا في أقوى أندية البطولة الوطنية. عاين «الصباح الرياضي» اشتغال هؤلاء المؤطرين بشكل منتظم مع حرصهم على تلقين البراعم أبجديات كرة القدم، ما جعل عدد المنخرطين يرتفع في سنة واحدة. 400 طفل تتوفر أكاديمية «فاس الأدارسة» على 400 منخرط، موزعين بين 22 لاعبا في الفريق الأول، الذي يمارس في منافسات العصبة، ويشرف على تدريبه الدولي السابق والمدرب الوطني عمر حاسي، و22 آخرين في مركز التكوين و220 منخرطا في كرة السلة. يقول عماد المراكشي، أحد مؤسسي الأكاديمية، إن الهدف من المشروع صقل مواهب فاس في ظروف عمل مواتية تستجيب للمعايير الدولية، خاصة أن هذه المنطقة غنية بالمواهب. وتابع في تصريح ل»الصباح الرياضي» «نحن لا نسعى وراء الربح، بقدر ما هاجسنا تكوين المواهب بطرق علمية ومحترفة على غرار ما هو معمول به في الدول الأوربية». فرنسي مديرا لم يجد مسيرو أكاديمية فاس الأدارسة غير الخبير الفرنسي كريستيان لاريب، للإشراف على الإدارة التقنية، بالنظر إلى خبرته الطويلة في مجال التأطير والتكوين، فكريستيان لاريب، درب فرق فرنسية عديدة، كما عمل مديرا تقنيا لها، خاصة سانت إتيان ونانت وموناكو ودينامو موسكو، قبل أن يصبح مدربا أول لنانت عام 2008، بعد رحيل مدربه الأول. يشرف المدير التقني لاريب على تدبير شؤون الأكاديمية من الناحية التقنية، وهو من يحدد برامج اشتغال الأطر التقنية والمسؤول المباشر عن السياسة التقنية للأكاديمية، فضلا عن تكوين المدربين. التحق كريستيان لاريب بأكاديمية فاس للأدارسة منذ افتتاحها في 2015، في إطار الشراكة الموقعة مع سانت إتيان الفرنسي. يقول المراكشي، إن الاستفادة من خبرة لاريب تأتي في سياق تبادل الخبرات والاستفادة من الأطر الفرنسية الكفؤة. 3.5 ملايير تكلفة بلغت تكلفة ميزانية أكاديمية فاس للأدارسة مليارات ونصف المليار سنتيم، وشمل هذا المبلغ تجهيز أرضية ملاعب بالعشب الاصطناعي، وبناء مرافق رياضية بمواصفات عالمية من قبيل بناء مسبح نصف أولمبي وقاعة لتقوية العضلات ومركز لإيواء اللاعبين ومطعم وملاعب إضافية، وقاعة مغطاة متعددة الاختصاصات وقاعة للدراسة النظرية. ورغم افتتاح الأكاديمية في السنة الماضية، إلا أن أشغال إتمام باقي المرافق مازالت متواصلة بشكل متواصل ودون توقف. هكذا يواصل المراكشي حديثه إلى «الصباح الرياضي» «فكرنا في إقامة مسبح أولمبي، حتى يسمح لنا بتكوين رياضيين من مستوى عال، تماما كما أحدثنا مرافق بمواصفات تضاهي ما هو موجود لدى أندية فرنسية». شراكات فرنسية وقعت أكاديمية فاس الأدارسة العديد من اتفاقيات شراكة مع مدارس وأكاديميات فرنسية من أجل الاستفادة أكثر منذ تأسيسها، من بينها سانت إتيان، الذي يعد الشريك الرئيسي وليل وليون. وبرر مسؤولو الأكاديمية هذه الإستراتيجية بإغناء التجارب وتبادل الخبرات على مستوى التكوين والبرامج، إذ تعول «فاس الأدارسة» على اتباع المنهج المتبع لدى الفرنسيين في التكوين والتأطير. وكان من نتائج هذه الشراكة تنظيم العديد من الدورات التكوينية والعلمية في فرنسا وفاس، في انتظار تفعيل الاتفاقية المتعلقة بتنظيم معسكرات تدريبية بين حين وآخر، وذلك رغبة من مسيري أكاديمية فاس الأدارسة في التعرف على سير العمل بهذه المدارس الفرنسية. غاكون ضيفا حل الفرنسي جورج غاكون في ضيافة أكاديمية فاس الأدارسة، ويعد أحد أكبر الخبراء العالميين في الإعداد البدني، وذلك مساهمة منه في المشاركة في دورة تكوينية تحت شعار «الإعداد البدني في الممارسة الرياضية الاحترافية «الواقع والآفاق». قدم غاغون عرضه حول الإعداد البدني ومستجداته، وكيفية التعامل مع مناهج التدريب بطرق علمية، إذ لقيت محاضراته استحسان الحاضرين، كما تخللتها العديد من المداخلات لكل من ناصر لارغيت، الذي نوه بزيارة الخبير الفرنسي إلى فاس، وأشاد باحترافية أكاديمية فاس الأدارسة، وعبد الرحمان السليماني، الذي أثنى على طريقة اشتغال أطرها الفنية، كما تحدث عن أهمية الإعداد البدني في تطوير الممارسة الكروية. وشكلت هذه الدورة العلمية حضور العديد من المهتمين وأعضاء الإدارة التقنية الوطنية، فإضافة إلى لارغيت والسليماني، حضر جون بيير مورلان وعز الدين بلكبير وحسن اللوداري وحسن الطالب وآخرون. مسرور: أكاديميتنا تعتمد التدبير المقاولاتي قال إدريس مسرور، الدولي المغربي السابق وأحد مؤسسي أكاديمية فاس الأدارسة، إن إحداث مدرسة لتكوين المواهب جاء لمواكبة التطور الاجتماعي والاقتصادي للمغرب. وأضاف مسرور في تصريح ل»الصباح الرياضي»، أن أكاديمية فاس الأدارسة تعتمد سياسة التكوين والتدبير المقاولاتي المحكم من أجل الرقي بالممارسة الرياضية. وأوضح مسرور أن الأكاديمية منفتحة على محيطها من خلال فتح باب التواصل والتعاون مع المؤسسات، التي تسهر على تدبير الشأن الرياضي على المستويين المحلي والوطني، فضلا عن عقد شراكات وتفعيلها مع مدارس وأكاديميات أجنبية، وتابع مسرور «رغبة منا في الاستفادة من تجربة الدول الرائدة في المجال الرياضي، فإننا عملنا على تحقيق التقارب مع عدد من الأندية الأوربية والخليجية، وكذلك التعاون مع عدد من الأكاديميات والأندية الإفريقية». وكشف مسرور أن الأكاديمية ماضية في تنظيم ندوات ومحاضرات علمية للرفع من المستوى المعرفي لأطرها وتطوير المردود التقني والذهني لممارسيها، فضلا عن إشراك الأندية الوطنية ممثلة في إداريين وتقنيين وممارسين من أجل تعميم الاستفادة. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى فاس)

“فاس الأدارسة”…أكاديمية بنكهة فرنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ربيعي يشترط 75 ألف دولار لبث نزالاته

عملية جراحية تغيب باسين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات