الموسيقى بدون تطريب مجرد صخب

التدلاوي قال إن "الميديا" نمطت ذوق المتلقي ولم تترك له هامش الاختيار قال الفنان كريم التدلاوي إن المشهد الفني يعيش زخما من الناحية الكمية وإن هناك صعوبة في خلق التميز في ظل هذا الوضع، وتحدث صاحب «الرفيق» عن أغنيته الجديدة «ملزوم بيك» وعلاقته بآلة العود وأشياء أخرى تجدونها في الحوار التالي. < طرحت أخيرا أغنية جديدة بعنوان «ملزوم بيك» جاءت مزيجا بين موسيقى كناوة والجاز والطرب، كيف توصلت إلى هذه التوليفة الموسيقية؟ < ولو أنه من الصعب على أي فنان أن يفسر كيف يصوغ إبداعه، إلا أنني أجد نفسي مضطرا لأن أقول إن الأغنية الجديدة، التي كتب كلماتها الزجال عبد الغفار بنشقرون، حاولت فيها الاقتراب من معطيات الواقع الراهن، وأن أظل قريبا من المستمع ولا أشطّ به بعيدا، لذا جاءت هذه التوليفة التي انفتحت فيها، من حيث اللحن، على أكثر من نمط موسيقي مسنودا بتوزيع موسيقي للفنان كريم السلاوي أخذا بعين الاعتبار التوفيق بين الأسلوب الحديث، والحفاظ على الخصائص الطربية والجمل التعبيرية. < تتسم الأغنية بأسلوبها الهادئ وتوظيف خاص للوتريات والبيانو هل هي مسألة مقصودة وإبحار ضد التيار السائد الخاضع للحركية؟ < بالفعل مسألة مقصودة، فالأغنية بغض النظر عن أنها عمل فني، فإنها في الوقت نفسه تتضمن موقفا من السائد. أن تقدم شيئا مخالفا لما هو موجود، هنا يكمن سر الإبداع، خاصة إذا كان المشهد الفني يعيش زخما كميا من حيث عدد الأغاني التي تخرج بين الفينة والأخرى، يظل السؤال الذي يؤرق الفنان هو كيف أجد لنفسي موقعا، وكيف أقدم شيئا مميزا وسط هذا الزخم، فالجميع يقدم رؤيته الفنية الخاصة، والاختلاف يكمن في الاشتغال على التفاصيل الصغيرة وضبطها بدقة، فكما يوجد المثل الذي يقول إن «الشيطان يكمن في التفاصيل»، فإنني أعتبر أن الفنان هو الذي يجيد تدبير التفاصيل لأنها مؤشر على الدقة والصنعة، بهدف إيجاد صيغة مناسبة لعمل فني لا يضع في حسبانه شيئا سوى الفن، بعيدا عن المنطق التجاري، أو مجاراة الموضة. < لك إصرار غريب على الارتباط باللون الطربي حتى في انفتاحك على الموسيقى الحديثة؟ < الموسيقى بدون تطريب تكون مجرد صخب، فالأساس في الموسيقى والغناء هو إمتاع المتلقي عن طريق الطرب، ولا يمكن لهذه الخاصية أن تصير متجاوزة مهما حاول الكثيرون أن يروجوا، ولن ترسخ في أذهان الناس إلا الأعمال التي تطربهم، أما ما دون ذلك فمجرد فقاعات سرعان ما تزول. < لكن الملاحظ أن الأغاني الأكثر انتشارا في الفترة الحالية وتحقق نسب متابعة عالية بعيدة عن الطرب؟ < مسألة الانتشار ونسبة الإقبال العالية تظل نسبية، لأن الكثير من هذه الأغاني التي تتحدث عنها شبه مفروضة على المتلقي، الذي يجدها تحاصره أينما حل، وكلما فتح وسائل الإعلام أو حتى هاتفه الشخصي يجدها معروضة أمامه عنوة، بأساليب وطرق مختلفة أصبح الكثيرون يجتهدون فيها أكثر مما يجتهدون في تقديم أعمال حقيقية، وحتى لا أسقط في التعميم فإن هناك أعمالا جيدة استطاعت الانتشار، لكن الكثير من المنتشر لا يستحق عناء الاستماع إليه أو الضجات الإعلامية المفتعلة حوله، فللأسف الكثير من وسائل الإعلام تساهم في تنميط الذوق وتوجيه المتلقي نحو أنماط معينة فقط دون أن تتيح له إمكانية توسيع الاختيار. < قبل بضعة أشهر قدمت قصيدة عاطفية بعنوان «قدر أنت» للراحل نزار قباني، ألا تعتبر الأمر تغريدا خارج السرب؟ < أنا أغرد ولا أهتم إن كنت خارج السرب أو داخله، وما زلت مصرا على موقفي وأسلوبي الذي سأظل وفيا له، ولا يهمني إن كانت تلك الأغاني ستنتشر أم لا، لكنني متأكد أن هناك جمهورا يقدرها ويتذوقها، ويقبلني كما أنا. < كيف توصلت إلى تلحين قصيدة لنزار قباني وكيف دبرت مسألة حقوق تأليفها؟ < منذ سنوات عديدة، تعود إلى مطلع الثمانينات، وأنا أحتفظ بحوالي سبع قصائد لنزار قباني انتهيت من تلحينها، لكنني كنت مترددا في تسجيلها بسبب قضية حقوق التأليف، لكن لحسن الحظ توصلت أخيرا إلى صديق مشرقي مقيم في لندن، يسّر لي هذه المهمة من الناحية القانونية، وهو ما شجعني على إخراج هذه القصيدة التي ظللت محتفظا في درجي، وأتمنى أن أفرج عن بقية القصائد قريبا، ولو أن المسألة مكلّفة من الناحية المالية، إلا أنه لا يمكن أن نتنازل و»نربّع» أيدينا. < لديك علاقة خاصة بآلة العود، إلا أنك لم تشتغل كثيرا على هذا الجانب على الأقل من حيث تقديم المعزوفات الموسيقية الخالصة؟ < أعترف أن هذا إهمال مني لهذا الجانب، خلال السنوات الماضية، لكن في الفترة الأخيرة صرت أشتغل على آلة العود كرأس مال، وبدأت أشارك في بعض المهرجانات عازفا على آلة العود، كما قدمت السنة الماضية ألبوما بعنوان «سفر على وتر» تضمن معزوفات موسيقية خالصة دون غناء. < ما هو الجديد الذي تحضّره؟ < هناك أعمال كثيرة، لكن أقربها حاليا هو موشح بعنوان «يا من هواك» من شعر محيي الدين خوجة وأداء المطرب محسن صلاح الدين، وهو عمل نحاول فيه إعادة الاعتبار لقالب الموشح الذي صار مهجورا في الغناء العربي. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

الموسيقى بدون تطريب مجرد صخب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سفارة المغرب بالغابون وزعت أقمصة المنتخب بعد التأهل

تكريم المنياري في النكور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات