غضبة ملكية أخضعت مسؤولين أمنيين للتحقيق لتحديد المسؤوليات فتحت مصالح الأمن بالبيضاء أول أمس (الثلاثاء) تحقيقا في حادث رشق مختل عقليا للموكب الملكي بشارع 10 مارس، بحي لالة مريم بعمالة مولاي رشيد، بثلاث قنينات زجاجية، اضطر معها الموكب إلى تخفيف السرعة تفاديا لشظايا الزجاج، قبل أن يواصل مساره إلى القصر الملكي بمرس السلطان. وعلمت «الصباح» من مصادر مطلعة أن لجنة أمنية، استدعت رئيس المنطقة الأمنية لمولاي رشيد ورئيس الاستعلامات وضباطا كبارا بهذه المنطقة الأمنية للحضور مباشرة بعد الحادث، إلى مقر ولاية أمن البيضاء للاستماع إليهم، مشددة على أن هؤلاء المسؤولين خضعوا لتحقيق داخلي طيلة ليلة أول أمس (الثلاثاء)، للوقوف على مكامن التقصير، وتحديد المسؤوليات، قبل اتخاذ العقوبات التأديبية في حق المتورطين منهم. وحسب مصادر «الصباح» فإن المختل عقليا، يبلغ من العمر 32 سنة، معروف بعدوانيته بالمنطقة، إذ سبق أن رشق مواطنين بالحجارة وقنينات من سطح منزله المطل على شارع 10 مارس، دون أن تتدخل السلطات المختصة. وتعود تفاصيل القضية، والتي أثارت استنكارا كبيرا لدى سكان لالة مريم، عندما قام الملك بزيارة إلى منطقة الهراويين لإعطاء انطلاقة حملة طبية تضامنية متنقلة لفائدة سكان الهراويين ومولاي رشيد، وأثناء عودة الموكب الملكي عبر شارع 10 مارس، وبالضبط بحي لالة مريم، سيتمكن مختل عقليا من رمي ثلاث قنينات زجاجية، من سطح منزله المطل على الشارع، تناثرت شظاياها على الطريق، لحظات قبل مرور الموكب الملكي، وهو ما خلف استنفارا أمنيا كبيرا. وأكدت المصادر أن جميع الأجهزة الأمنية والموازية، داهمت منزل المختل، وتمكنت من اعتقاله رفقة شقيق له، كما أخضعت المنزل لتفتيش دقيق تحسبا من أن تكون للعملية نوايا عدوانية، قبل نقلهما إلى مقر ولاية الأمن لإخضاعهما للتحقيق. وشددت المصادر على أن هذه الحادثة، كشفت تقصيرا في الخطة الأمنية لتأمين الموكب الملكي، إذ، توضح، أنه قبل أي زيارة ملكية، تتكلف مصالح الأمن وعناصر الاستعلامات بوضع مخطط أمني محكم لتفادي الشوائب الأمنية، أو أي مفاجآت محتملة، عبر اتباع مجموعة من الإجراءات منها، وضع لائحة تضم أسماء المبحوث عنه، والمختلين عقليا والأشخاص المعروفين لدى الأمن بتربصهم بالملك بالمنطقة التي ستحظى بالزيارة الملكية، تليها عملية إبعادهم من المكان إلى حين انتهاء الزيارة الملكية، إضافة إلى انتشار فرق أمنية بمحيط المنازل المجاورة للشوارع التي سيمر منها الموكب الملكي، وتشديد المراقبة عليها، وانتشار أمنيين على سطوحها لضمان خطة أمنية فعالة، وهي النقطة التي أغفلتها مصالح الأمن وتسببت في «غضبة ملكية» سيما أن المختل حسب شهادات الجيران، في تصريحات لـ»الصباح» معروف بعدوانيته، إذسبق أن رشق مواطنين في مناسبات بقنينات زجاجية وحجارة من سطح منزله، قبل أن يتسبب في هذه الهزة الأمنية. وعاينت «الصباح» بقايا شظايا زجاج القنينات بشارع 10 مارس، المجاور لحي لالة مريم، كما وقفت على حالة من الغضب عمت سكان الحي، الذين استنكروا الواقعة، وانتقدوا التقصير الأمني بحكم أن الزيارة الملكية لمنطقتهم، حسب أحد المواطنين، تعد عرسا إليهم. مصطفى لطفي