ضحـايا 7 أكـتـوبـر

بادو وغلاب والسلاوني والوزاني ومنيب خسروا المعركة الانتخابية باختلاف الأسباب كشفت النتائج المؤقتة للانتخابات التشريعية عن أرقام حارقة، وضعت العدالة والتنمية في الصدارة بـ125 مقعدا، متبوعة بخصمها الأصالة والمعاصرة، بـ102، وأماطت اللثام نسبيا عن قائمة "المكردعين" في هذه التشريعيات، يتعلق الأمر بكبار الخاسرين من أعتد البرلمانيين والوزراء السابقين، الذين لم يقووا على مجابهة التضاريس السياسية الجديدة، فبعضهم لم يحسب حسابا لمستجدات اللعبة الانتخابية، مثل كريم غلاب وياسمينة بادو، مرشحي حزب الاستقلال في دائرتي أنفا وابن مسيك في البيضاء، فيما خاض البعض الآخر مغامرة غير محسوبة العواقب بألوان حزبية أخرى، يتعلق الأمر بمحمد الراضي السلاوني، الذي خسر مقعده في دائرة فاس الجنوبية، حين انتقل من "المصباح" إلى "الجرار"، ونجيب الوزاني، الذي قرر التحالف في الحسيمة، والترشح باسم "البيجيدي"، إلى جانب بعض السياسيين الذين راهن الجميع على فوزهم، إلا أن الحسم جاء من صناديق الاقتراع، التي حرمت نبيلة منيب، أو "ميركل" المغرب من مقعد برلماني باسم فدرالية اليسار الديمقراطي. بادو... الوعكة أفرزت النتائج المؤقتة لتشريعيات 7 أكتوبر، نتائج حارقة، خصوصا في الدوائر الانتخابية التي ظلت حصنا لفائدة أحزاب ومرشحين بعينهم منذ سنين، يتعلق الأمر برجة سياسية، حملت العدالة والتنمية إلى الصدارة بعد حصده 125 مقعدا، منها مقعدان في دائرة أنفا العتيدة وسط البيضاء، إذ تمكن عبد الصمد حيكر، نائب رئيس مجلس المدينة، ووكيل لائحة "المصباح" عن هذه الدائرة، رفقة عبد الحق الناجحي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، ووصيفه في اللائحة ذاتها، من خطف مقعدين من أصل أربعة، ليرسما إلى جانب الفائزين الآخرين، سعيد الناصري، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، ومصطفى الشناوي، مرشح فدرالية اليسار الديمقراطي، تفاصيل أول نكسة انتخابية لبادو، لتلتحق بجيش "المكردعين". دائرة أنفا أو "دائرة الموت" كما سماها المراقبون، شهدت صراعا حاميا على الظفر بالمقاعد البرلمانية الأربعة، قبل أن تحسم، حسب النتائج المؤقتة، لفائدة "بيجيدي"، الذي أحكم قبضته على البيضاء كلها، بفوزه بـ16 مقعدا، و25 على مستوى جهة البيضاء- سطات. بادو التي نافست الرجال، بعيدا عن حسابات "الكوطا" النسائية، على مقعد في هذه الدائرة، تسلحت خلال معركتها الانتخابية، بسنوات طويلة من الخبرة والحنكة السياسيتين، إذ شغلت موقع وكيلة لائحة حزب الاستقلال في الدائرة المذكورة منذ مدة طويلة، وخبرت تفاصيلها عن ظهر قلب، فلم تتردد في التجول والترويج لبرنامجها الانتخابي في النقط السوداء بالدائرة "الراقية"، إذ زارت دور الصفيح وخالطت المهمشين والمعوزين، غير بعيد عن الأحياء "هاي كلاص" والشقق والفيلات الفاخرة. الاستقلالية بالوراثة، تدرجت في مناصب المسؤولية بحزب "الميزان"، قبل أن تبلغ عضوية اللجنة التنفيذية، ومنصب كاتبة عامة جهوية للحزب في جهة البيضاء- سطات، لكنها لم تحسب حسابا لهذه الهزيمة السياسية في دائرة تعتبرها حصنها الانتخابي، الذي كاد أن يحملها ذات يوم إلى عمودية البيضاء. المرأة التي تشاكس عتاة السياسة من الرجال، لم تستطع التخلص من فضحيتين طاردتاها خلال السنوات الماضية، يتعلق الأمر باقتناء وزير الصحة آنذاك، وزوجها، شقتين فاخرتين في باريس، وكذا تورطها في اختلالات جسيمة عند تدبير صفقة للقاحات. الملفات طويت اليوم، لكنها وصمت في صورة السياسة خطوطا سوداء لم تنمح بسهولة، وظلت راسخة في أذهان بعض الناخبين، الذين أصبحت قلوبهم مؤلفة على خطاب محاربة الفساد والريع. بدر الدين عتيقي منيب... انهيار "ميركل" من كان يطالع تصريحات نبيلة منيب، وكيلة اللائحة الوطنية لفدرالية اليسار الديمقراطي، خلال حملتها الانتخابية، يكاد يجزم بفوزها بمقعد برلماني. تصريحاتها النارية التي طالت الحكومة والمعارضة، استدرت تعاطف الناخبين ومريدي اليسار المغاربة، الذين كانوا يرون في السياسية المحكنة "ميركل" المغرب، التي تحمل بين يديها مفاتيح إصلاح طال انتظاره، قبل أن تسفر النتائج المؤقتة لتشريعيات 7 أكتوبر، عن خسارة منيب، وانتهاء رحلتها الانتخابية عند محطة المكردعين. وبالعودة إلى مسار منيب الأكاديمي، فهي مدرسة علم الغدد بكلية العلوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، العضو النشيط في نقابة التعليم العالي وفي عدد من الجمعيات والمنظمات المدنية، العنصر الجديد في معادلة تشريعيات 7 أكتوبر. ورغم أنها تتحدر من عائلة متوسطة، وذات طابع بورجوازي في السلوك والثقافة واللباس وفن العيش، فإن احتكاكها المبكر بعالم السياسة، خاصة بفرنسا أثناء التحضير للدكتوراه ضمن فصيل الطلبة الديمقراطيين في 1984 التابع لحزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، لرئيسه المؤسس محمد بنسعيد آيت إيدير، جعلها تحمل هموم الطبقات المسحوقة والفقيرة، لتخوض معها نضال الدفاع عن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. ولكن ما جعل شخصها محط الأنظار منذ سنتين هو أنها أول زعيمة يسارية في المغرب، ، إذ احتلت هذه الرتبة في الاشتراكي الموحد، بعدما تبوأت نساء أخريات قبلها بسنين قيادة مؤسسة أحزاب أخرى محسوبة على تيار الوسط. ودخلت منيب غمار الانتخابات، من خلال اللائحة الوطنية لثلاثة أحزاب وهي الاشتراكي الموحد، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، التي شكلت تحالفا تحت اسم فدرالية اليسار برمز "الرسالة"، ونالت حظوة لدى الفئات المثقفة، وبعض أوساط الشباب الثائر الذي لا يحبذ المشاركة في الانتخابات. وعندما انتخبت منيب أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد، خلفا لمحمد مجاهد، كان لها هدف هو إعادة هيكلة هذا الحزب الذي كان في 2002 الثمرة المباشرة للصيرورة التوحيدية التي كانت قد انطلقت في يوليوز 2000 بين أربعة مكونات، هي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وحركة الديمقراطيين المستقلين والحركة من أجل الديمقراطية وفعاليات يسارية. وترى منيب أن اتحاد كل القوى اليسارية في المغرب مسألة ضرورية للخروج من المأزق الذي يمر منه المغرب ومن أجل التصدي لما تسميه " تسونامي" سياسة السبحة واللحى لحزب يميني محافظ ، واستعمال المال لحزب يدعي الحداثة، عبر إعلان شأن الخط الثالث الرافض لما تسميه قطبية وهمية خلقها المخزن لضرب الديمقراطية. وبرزت منيب لكافة المغاربة حينما ترأست وفدا حزبيا سافر إلى السويد للدفاع عن القضية الوطنية الأولى الصحراء المغربية، خاصة بعد فشل الاتحاد الاشتراكي المحتكر الوحيد لتمثيلية اليسار في المنظمة الأممية الاشتراكية، إذ تحرم باقي التنظيمات اليسارية، ما جعلها تنتفض وتعبر عن سخطها للطريقة التقليدية في ممارسة الدبلوماسية. أحمد الأرقام غلاب ... " لعنة" المدونة أكد المقربون من القيادي الاستقلالي كريم غلاب، أنه تردد كثيرا في خوض غمار الانتخابات التشريعية بمنطقة ابن امسيك اسباتة بالبيضاء، كأنه يعلم أنه لم يعد يحظى بشعبية كبيرة بالمنطقة، بعد أن نجح خصومه السياسيون في تحريض الناس عليه، للمطالبة بالتصويت العقابي لأنه ليس "ولد المنطقة"، رغم أنه من مواليد البيضاء في 1966، إلا أنه تلقى تطمينات عديدة من قيادة الحزب ومناضليه بالمنطقة بالقدرة على ضمان أحد المقاعد الثلاثة بالمنطقة، جعلته يعدل عن قراره في آخر لحظة ويخوض غمار هذه التجربة، التي شكلت نكسة له ولحزبه. العارفون بخبايا الأمور بمنطقة اسباتة، توقعوا سقوطه، وهو الذي كان في حاجة إلى 500 صوت لضمان مقعد، بعد أن حصل على أزيد من 3500، وذلك لأسباب متنوعة، أولها الخلاف الحاد الذي نشب بين مناضلي الحزب بالمنطقة حول أسماء اختيرت ضمن لائحته، إذ قرر عدد منهم مقاطعة نشاط الحزب، أما آخرون قرروا مساندة مرشحي أحزاب أخرى، وكما كان متوقعا، خسر مقعدا. من بين أسباب السقوط المدوي أيضا، حسب أبناء المنطقة، أن غلاب ضحية تراجع حزب الاستقلال بالمنطقة، لأسباب تنظيمية، والدليل أنه الوحيد الذي فاز بمقعد بمقاطعة اسباتة في الانتخابات الجماعية الماضية، وهي رسالة كانت كافية للاستقلاليين لمراجعة الأوراق بالمنطقة، لكنهم أغفلوا الأمر، فتلقوا الخبر الصادم. عندما ترشح كريم غلاب أول مرة بمنطقة اسباتة، استقبل استقبال الأبطال، رأى فيه سكان المنطقة "المصباح" السحري لحل مشاكلهم، سيما أنه كان على رأس وزارة تعد أهم الوزارات بالمغرب وهي التجهيز والنقل. صوت له الجميع واكتسح المنطقة بأصوات تجاوز بها منافسيه بشكل كبير، إلا أن تبني غلاب مشروع مدونة السير وقتها، نجاحه في دفع البرلمان للمصادقة عليه، استغله الخصوم، وحرضوا الجميع خصوصا السائقين المهنيين بالمنطقة، للتصويت العقابي عليه، لكن ذلك لم ينل منه وإن تراجعت شعبيته، والتي صارت كابوسا مزعجا له ولحزبه، تحول ليلة أول أمس (السبت) إلى حقيقة. مصطفى لطفي السنتيسي... "بايباي" لم يتمكن إدريس السنتيسي، القيادي الحركي الذي كان يصول ويجول انتخابيا في سلا، من حجز مقعد له ضمن المقاعد الأربعة المخصصة لدائرة سلا، بعدما حصد عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية الأخضر واليابس، وفاز بثلاثة مقاعد دفعة واحدة. ولم يكن السنتيسي الذي كان يسيطر انتخابيا على جل الدوائر في سلا، يتوقع هذا السيناريو السيئ الذي جعله لا يحصل حتى على العتبة رغم أنه قام بحملة انتخابية خسر فيها أشياء كثيرة. عندما كان الحركيون في سلا ينتظرون وصول محاضر التصويت في المكاتب من أجل إحصائها، كانت الأرقام المسجلة الخاصة بوكيل لائحة “السنبلة” مخيفة ومخجلة، إذ لم يكن في بعض المكاتب يتجاوز 5 أصوات، فيما منافسه بنكيران كانت تفوق أصواته 500 صوت في بعض المكاتب، ما جعل أنصار السنتيسي ينسحبون في هدوء قبل الإعلان النهائي للنتائج، لأنهم استوعبوا الدرس مبكرا، وتيقنوا أن من كان يوصف بـ”الديناصور الانتخابي”، تحول إلى “شبح انتخابي”، لا يغني ولا يسمن من جوع. السنتيسي المعروف بهدوئه، وعدم القيام برد فعل في الحين، لم يتقبل النتائج الأولية التي كانت تصله تباعا من ممثلي مكاتب التصويت الذين اختارهم لتمثيله، فغادر مقر الحزب، ممتطيا سيارته التي كان يقودها بسرعة جنونية، تعبيرا منه على هذه النتيجة “الكارثية” التي لم يكن يتوقعها على الإطلاق، قبل أن تصبح حقيقة يتداولها السلاويون بالكثير من التندر والسخرية. والآن، وبعد هذه النتيجة المعبرة انتخابيا، هل سيستمر السنتيسي في ممارسة العمل الساسي ؟، والترشح من جديد في المحطات الانتخابية المقبلة، أم أنه سيعلن اعتزاله العمل السياسي، والتفرغ لإدارة شؤونه الخاصة، وأعماله التجارية، الواسعة الانتشار في سلا، التي كان بنكيران يبيع فيها “جافيل” ؟. عبد الله الكوزي احجيرة... "ما لاعبش" قاد عمر احجيرة، القيادي في حزب الاستقلال، ووكيل لائحته في دائرة وجدة، تظاهرة حاشدة عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية، التي احتل فيها المركز الخامس، بعد تجاوز 12 ألف صوت، وكان قريبا من حجز مقعد له عن طريق أكبر بقية، لكن شاءت الظروف والأقدار، يقول مصدر استقلالي، أن تتغير الأمور في اللحظات الأخيرة، ويخسر ولد المقاوم عبدالرحمان حجيرة رهان سابع أكتوبر، وهي الخسارة التي أرجعها استقلاليو وجدة إلى ما أسموه في مسيرتهم الاحتجاجية الليلية بـ "التزوير". وفي انتظار أن تهدأ الأوضاع في المدينة الحدودية التي شهدت يوم الاقتراع أحداثا دامية، سال فيها الدم وعمت الفوضى أمام بعض مكاتب التصويت، فإن استقلاليي وجدة لن يسكتوا على ما تعرض له وكيل لائحتهم من إقصاء قالوا إنه تم بطريقة "مخدومة"، وأن من صنعه وساهم في إخراجه سيفضحون أسراره التي وصفوها ب"الخطيرة"، وهي أسرار لها علاقة بعمله المهني. في انتظار ذلك، فإن عمر حجيرة الذي يقود رئاسة مجلس وجدة، لم يكن يتوقع أن "يتكردع" بهذه الطريقة، خصوصا أنه كان يتوصل من الجهات المسؤولة عن الانتخابات في وجدة، بما يفيد أن الأمور ستمر في أجواء من النزاهة والشفافية، قبل أن يخرج المئات من أنصاره إلى الشارع، تحديدا أمام المقر الرئيسي لولاية وجدة، محتجين ومرددين شعارات تفضح "التزوير"، حسب تعبيرهم، الذي أعطى الفوز لكل من حزب العدالة والتنمية بمقعدين، والأصالة والمعاصرة بالعدد نفسه. ع . ك مرون… الراية البيضاء يعتبر إدريس مرون، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، أكبر "المكردعين" في انتخابات سابع أكتوبر بجهة فاس مكناس، ممن بينهم برلمانيون بمختلف الأقاليم التسعة، فشلوا في الحفاظ على مقاعدهم بالغرفة الأولى أو استرجاعها بعد فترات غياب مختلفة ومتباينة. كل التخمينات سارت في اتجاه فوز مرون ابن جماعة عين مديونة التي يرأسها منذ ولايتين، بمقعد رغم إيمانهم بشراسة المنافسة بدائرة تاونات تيسة أو "دائرة الموت" في مواجهة مباشرة مع الوزير محمد عبو وبرلمانيين آخرين ووكلاء لوائح أخرى لا تقل قوة وصلابة. راهن الرجل على الكتلة الناخبة بعين مديونة التي اكتسح جل دوائرها في الانتخابات الجماعية، رصيدا ومنطلقا يقويه بشكل لا يحتاج معه إلا إلى أصوات متناثرة بمختلف الجماعات والمناطق التابعة إلى الدائرة، لكن "الحساب" لم يكن دقيقا أو كفيلا بحمله على جناح السلامة لقبة البرلمان. رسوب الوزير في هذا الامتحان، لم يكن استثناء، فناخبو الدائرة نفسها أجهضوا حلمه وحلم البرلمانيين جمال البوزيدي عن حزب الاستقلال، كما عبد العزيز العبودي البرلماني بدائرة غفساي قرية با محمد، ووكيل لائحة "الكتاب" محمد الحناوي البرلماني السابق لحزب "الحمامة". حميد الأبيض (فاس) الوزاني... "لا ديدي لا حب الملوك" خرج نجيب الوزاني، رئيس حزب العهد الديمقراطي، خاوي الوفاض من الانتخابات التشريعية، في هزيمة مدوية، وهو الذي أثار سابقة في العمل الحزبي بالمغرب، من خلال ترشحه وكيلا في لائحة حزب العدالة والتنمية، في رهان خاطىء على حسم النتيجة لصالحه في دائرة الحسيمة، التي تعتبر معقلا لحزب الأصالة والمعاصرة، ومركز حضور الأمين العام لـ"البام"، إلياس العماري.الوزاني راهن على أصوات "بيجيدي" بالريف، ليخسر أصوات حزبه وأصوات باقي الناخبين، الذين رأوا في ارتماء زعيم حزب في أحضان بنكيران، انتحارا سياسيا، وسابقة تسائل العمل الحزبي، والزعامات التي تلهث وراء المنصب، بعيدا عن أصول العمل السياسي وقواعد اللعبة الديمقراطية. وحصل نجيب الوزاني على تزكية "بيجيدي" بعد لقاء جمعه بأعضاء الأمانة العامة للحزب يوم 29 غشت الماضي، بحضور عبد الإله بنكيران، الذي زج به في صراع العدالة والتنمية مع غريمه الرئيسي إلياس العماري، ورمى به إلى فوهة بركان "البام"، الذي ألحق به هزيمة مدوية، ليخسر المنصب والحزب معا، بعد أن قدم استقالته للترشح باسم الحزب الإسلامي. وبالعودة إلى مسار الوزاني الأكاديمي، حصل ابن إقليم الدريوش على الباكلوريا العلمية في 1971، بتأهيلية الشريف الإدريسي بتطوان. وانتقل بعد ذلك إلى الرباط لدراسة الطب ليبدأ بذلك مشوار حياة آخر، أهم مرحلة في حياته ليحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1979، لينطلق مشوار عمله طبيبا في المستشفى الجامعي ابن سينا، الذي عمل فيه 28 سنة، باعتباره طبيبا داخليا، ليلتحق بعدها بالجراحة العامة، ثم جراحة المفاصل والعظام. برحو بوزياني السلاوني... حلم "التراكتور" تبخر لم يحقق محمد الراضي السلاوني، الكاتب الجهوي السابق للعدالة والتنمية بجهة فاس، حلمه في دخول قبة البرلمان، ممتطيا الجرار الذي اختاره لونا سياسيا بديلا عن المصباح الذي أنار بداية طريقه في عالم السياسة قبل تبوئه مسؤوليات حزبية مختلفة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا. هالة كبيرة أحيطت بالتحاق هذا الرجل المعروف بحسن سلوكه ومعاملته للناس، بالأصالة والمعاصرة، إذ اعتبر ورقة رابحة مراهنا عليها في انتخابات سابع أكتوبر، للفوز بمقعد برلماني أو أكثر بدائرة فاس الجنوبية، لكن الحلم سرعان ما تبخر بإعلان نتائج صدمت رفاقه الجدد. لا أحد حتى من خصومه، توقع سقوطه في نزال احتدم بين لوائح قوية، لشعبيته والكم الهائل من الجمعيات والفعاليات المدنية المحيطة به، سيما تلك التي أثثت وقفات احتجاجية للمطالبة بعودته إلى تسيير دواليب مقاطعة سايس، بعد ساعات من إشهار استقالته المدوية منها. تقوى اسم السلاوني بقراره الجريء المتخذ جماعة مع أعضاء بالمكتب المسير للمقاطعة سرعان ما تراجعوا عن استقالتهم، ليتشبث وحيدا بموقف أملته عدة أسباب راكمها احتكاكه اليومي بتنظيمات العدالة والتنمية التي كان يطمح في تزكيته قبل أن يخذل و"يقلب" الطاولة على الكل. كل التقارير الإعلامية التي رافقت التحاقه بالجرار أملا في "حرث" تلك الدائرة وأحيائها المتناثرة طمعا في أصوات ناخبيها، زادت شعبيته سيما أمام ما أثير من نزوح جماعي لمناضلي "لامبة" إلى "التراكتور"، ما رسخ اعتقادا بكونه سيتحول إلى سلاح يضرب به إخوانه في "بيجيدي". أثث السلاوني لائحته بأسماء لها وزن بينها فتاتان علاقة إحداهما الوافدة من الاستقلال، ب"حرب" الدعاية، انطلقت ساخنة باعتداءين جسديين لم يمنعاها من النزول إلى الشارع للدعاية للائحة قدمت على أنها بحظوظ أوفر حتى في آخر ساعات الدعاية، بساحة فلورانسا بالمدينة الجديدة. بحماس تحدث السلاوني في مهرجان الخميس الخطابي، واعدا حضور الساحة من مجندي حملته ومواطنين، ب"فتوحات" غير مسبوقة في محاربة الفقر والبطالة وتعميم التعليم وترسيخ مجانيته والتوزيع العادل للثروة، في حالة إذا حاز "البام" أغلبية برلمانية تتيح له القفز لدكة المسؤولية. في كلمته وعد بمعدل قياسي للنمو يفوق الخمسة سنويا، ورسم خارطة طريق ل"مغرب آخر" في مخيلة حزبه الجديد، كما أفراد لائحته قبل أن ينفض الجمع راكبا سفينة الحلم استفاق مناصروه منه مفجوعين في صدمة عجز عن الظفر بالكرسي الوثير بقبة الغرفة الأولى المباركة. ح . أ (فاس)

ضحـايا 7 أكـتـوبـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وهبي... "شكرا شباط"

الكآبة والحزن يخيمان على "الوردة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات