الكتب المستعملة… سلاح الفقراء ضد الغلاء

إقبال مكثف من الأسر المعوزة بوجدة وأرباح يومية تصل إلى 300 درهم يستفيد منها باعة مؤقتون تشكل ظاهرة بيع الكتب المدرسية المستعملة على الأرصفة وفي الأسواق الشعبية بوجدة علامة مميزة من علامات عاصمة الشرق، تنشط في بداية كل موسم دراسي وتعرف إقبالا لافتا من قبل الكثير من التلاميذ وأولياء أمورهم، إذ عادة ما تصنف هذه الكتب حسب المادة الدراسية واللغة التي كتبت بها، حتى يسهل على التلاميذ الزبائن اقتناؤها. وتتحول مجموعات من التلاميذ (حاليون، أو سابقون) مع بداية الموسم الدراسي إلى باعة متخصصين في عرض الكتب القديمة، بعد أن وجدوا في هذه المهنة المؤقتة مصدرا يعينهم على مصاريف العائلة، أو تغطية نفقات اقتناء الكتب والأدوات المدرسية بالنسبة إلى تلاميذ المستويات العليا بعد أن تخلوا عن الكتب المتعلقة بمستويات دراستهم السابقة. ويختار الباعة المؤقتون بعض الأمكنة المحددة، من أجل عرض بضاعتهم، وبالتالي جذب أكبر عدد من التلاميذ وأهاليهم لشراء الكتب المستعملة وبأسعار ملائمة لا تقبل المنافسة، وهذه هي نقطة الاستقطاب الأساسية، بدل اقتناء كتب جديدة بأسعار مرتفعة. ويستعمل معظم الباعة "المتخصصين" طريقة بسيطة لاستقطاب الزبائن، وذلك بتنويع عرض الكتب حسب المستويات الدراسية، ثم يوظفون تلاميذ آخرين للمساعدة وتوجيه التلاميذ حسب المناطق التربوية والمستويات من أجل لفت انتباه المارة، للأسعار التي تقل كثيرا عن أسعار الكتب الجديدة، ما يجعل كثيرين، خاصة الفئات من ذوي الدخل المحدود، الذين ترهقهم أسعار الكتب الجديدة، يفضلون شراء كتب مستعملة لأبنائهم. ويشتغل التلاميذ بمنطق مقاولة صغيرة، إذ يستقطب "رب المؤسسة" مستخدمين آخرين يتكلفون بشراء الكتب التي تحملها الأمهات والتلاميذ، لإعادة بيعها، كما يقوم آخرون بلفت انتباه التلاميذ إلى الكتب المبحوث عنها وإرشادهم نحو البائع الذي يشتغلون لحسابه في عملية "ماركوتينغ" بسيطة في الغالب، ويقوم فريق ثالث بالتجول لدى البائعين الآخرين للتفاوض حول كتب محددة بعينها لإعادة بيعها نظرا لشدة الإقبال عليها. وحسب (ميمون.ص)، الطالب بكلية الآداب بوجدة، الذي يمتهن هذه الحرفة منذ سبع سنوات، فإن تجارة الكتب الدراسية المستعملة تخضع بدورها لقانون العرض والطلب، إذ تتراوح أسعارها بين الصعود والهبوط، حسب الموسم وحجم توفرها وسعرها الأصلي وكذا حسب ندرتها. وأكد ميمون "حين يقل الطلب تنخفض الأسعار، فيقوم الباعة بتخزين البضاعة بدلا من تحمل الخسائر"، مضيفا أن أكثر من ست عائلات تستفيد من تجارته، حيث يشغل معه ستة تلاميذ من شعبة الباكلوريا الذين يسهرون على القيام بكل العمليات من شراء المعروض الذي يحضره تلاميذ بغاية بيعه أو استبداله، ومراقبة السوق وتوجيه التلاميذ وتقييم ثمن ما يعرض عليه. وتتراوح نسبة الأرباح، بالنسبة إليه، بين 150 درهما و300 في اليوم معدلا، وقد ترتفع في الأيام الأولى إلى ما يعادل 500 درهم تقريبا، وحين يضعف السوق تبدأ من جديد عملية المساومة التي تخضع لمهارات البائع التفاوضية، وحاجيات الزبناء بغية الحصول على كتاب مدرسي يتلاءم مع قدراتهم الشرائية، وحتى يستطيع اقتناء ما تبقى من لوازم مدرسية، وتوفير ما تبقى من مال، استعدادا للالتزامات الأخرى. محمد المرابطي (وجدة)

الكتب المستعملة… سلاح الفقراء ضد الغلاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قرعة الكأس للكرة النسوية اليوم

جمعويون يطيحون بمغتصب قاصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات