أزمة ملاعب تخنق أندية الرباط

إغلاق مركب مولاي عبد الله يثير غضب مسؤولي الوداد والجيش والفتح ويعيد جدل مونديال الأندية اصطدم الجيش الملكي والفتح الرياضي والوداد الرياضي بقرار إغلاق المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، من أجل الإصلاحات، بعد تضرر عشبه مرة أخرى. وأعاد إغلاق المركب سيناريو عاشته أندية الرباط منذ ثلاث سنوات، بعدما أغلق لأول مرة، لإعادة تأهيله من جديد، حتى يكون في مستوى استقبال مباريات دولية للمنتخبات الوطنية، التي عانت بدورها من الإغلاق، وتحملت مشاق التنقل بين ملعبي أكادير ومراكش وفي مرات قليلة إلى الملعب الكبير لطنجة. الجيش أكبر المتضررين يعد الجيش الملكي من أكبر الأندية المتضررة من إغلاق المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، إذ عانى الفريق التنقل والترحال لثلاث سنوات، ولم يتمكن من استغلال الملعب الذي يشكل معقله الأساسي إلى حدود الدورة الثانية التي يستقبل فيها أولمبيك آسفي، بعد عطلة عيد الأضحى. وتفاجأت إدارة الجيش الملكي لدى معاينتها لأرضية ملعب مركب الرباط بتضرر عشبه في بعض جنباته وأمام مرمى الحارس، الشيء الذي دفع مسؤوليها إلى الاحتجاج والتذمر، سيما أنه كان يعول على استقبال أولى مباريات البطولة به، وتجنب مشكل الملعب الذي نقله على مدى ثلاث سنوات إلى فاس والجديدة والخميسات وسلا، قبل أن يستقر الموسم الماضي بملعب بيلفيدير، بعد مفاوضات عديدة مع جاره الفتح الرياضي. وكبد إغلاق مركب الرباط الجيش الملكي خسائر كبيرة في تنظيم المباريات، إذ أنه اضطر إلى رفع ميزانيتها لتسديد نفقات التنقل، فضلا عن انعكاس ذلك على نتائج الفريق التي لم ترق إلى مستوى الفريق في السنوات الأخيرة، وعطلت عودته إلى التتويج بلقبي البطولة والكأس اللذين غابا عن خزانة الفريق منذ سنوات. كما كان للجمهور العسكري نصيب من المعاناة، إذ اضطر إلى التنقل في كل دورة من أجل متابعة مباريات فريقه، وهو ما تسبب في ضياع موارد مالية مهمة على خزينة الفريق، التي تأثرت بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث الأخيرة، واضطرت الفريق إلى الاعتماد على موارد ذاتية من أجل تغطية نفقات التنظيم والتنقل. الوداد والفتح في مأزق تلقت جماهير الوداد الرياضي إغلاق مركب الرباط بخيبة أمل كبيرة، إذ أنها كانت تعول على استقبال الزمالك المصري، لحساب إياب نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بالرباط، وتجنب مشقة السفر إلى مراكش أو أي مدينة أخرى. ولم تكتمل فرحة الوداديين بافتتاح ملعب الرباط، وشرف خوض أول مباراة لهم على أرضيته بعد الافتتاح، ليشكل الإقفال من جديد صدمة للجمهور والمسيرين على حد سواء، سيما أن مصاريف تنظيم المباريات ترتفع كلما خاض الوداد مباراة في ملعب آخر، كما هو الشأن بالنسبة إلى ملعب مراكش الكبير. وسيكون على الوداد الرياضي بذل مجهود كبير من أجل التأقلم مع أي ملعب آخر، بعد أن استأنس لاعبوه مع أرضية مركب الرباط خلال المباريات الثلاث التي خاضوها فيه، لحساب دور المجموعتين بدوري أبطال إفريقيا. ولن يكون قرار إغلاق مركب الرباط في صالح الوداد الرياضي، بعد أن منح للطاقم التقني للفريق ارتياحا معنويا، وجنبهم كثرة التنقل إلى مراكش تحديدا، والتي تتطلب مصاريف إضافية من أجل الإقامة، في الوقت الذي لا يتطلب اللعب في الرباط من الوداد التنقل والإقامة بالعاصمة إلا في يوم المباراة. واعتبر قرار إغلاق المركب ضربة موجعة إلى مسؤولي الفتح الرياضي، الذين كانوا يعولون على استقبال النادي القنيطري به، لحساب ذهاب ثمن نهائي كأس العرش، إذ منعت إدارته على الفتح خوض المباراة به، ولم يسمح إلا للجيش الملكي باستقبال شباب الريف الحسيمي به استثناء. وساهم القرار في خوض الفتح الرياضي مباراته أمام النادي القنيطري بملعب بيلفيدير، الذي يعاني مشاكل في أرضيته ويتطلب إصلاحات عميقة من أجل تجهيزه لمباريات كبيرة في البطولة أو الكأس، كما أنه منع الفريق من خوض مباراة مريحة من الناحية التقنية والبدنية، بعد أن أبدى اللاعبون تخوفهم من أرضيته. أزمة الملاعب بالعاصمة تعاني أندية العاصمة غياب ملاعب مع انطلاق البطولة الوطنية، بعد إغلاق مركب مولاي الحسن لإجراء الصيانة على عشبه، وهو ما دفع مسؤولي الفتح إلى اللجوء لمركب الرباط، غير أن إدارته منعتهم من ذلك، بحكم أن الجامعة سبق لها وأن برمجت مباراة المنتخب أمام ساوتومي فوق أرضيته، فضلا عن أن الجيش سبق له أن انتزع موافقة بشق الأنفس لاستقبال شباب الحسيمة. وإذا كان مركب الرباط الفضاء الرياضي الوحيد للجيش الملكي في استقبال منافسات البطولة والكأس، وخيارا أفضل للوداد لاستقبال منافسيه في دوري أبطال إفريقيا، فإن إغلاقه أعاد إلى الواجهة مشكل أزمة الملاعب بالرباط، التي أضحت تتوفر على ملعب وحيد بمواصفات احترافية، ويتعلق الأمر بمولاي الحسن الذي يعد معقلا خاصا بالفتح الرياضي، كما أن طاقته الاستيعابية شكلت على الدوام أرقا لمسؤولي الجيش الملكي والوداد البيضاوي، هذا الأخير الذي يتوفر على قاعدة جماهيرية لا يمكن لمدرجات مولاي الحسن أن تستوعبها. ويؤكد ضعف الطاقة الاستيعابية لملعب مولاي الحسن، عدم وجود ملاعب بالرباط بإمكانها استقبال مباريات دولية، كما أن ملعب الفتح لا يمكنه أن يحتضن مباراة دولية، وأرضيته لا يمكن الوثوق بها في ظل المشاكل التي تعانيها، كما أن غالبية المدربين يسعون إلى تجنب اللعب فيه خوفا من تعرض لاعبيهم لإصابات خطيرة، وهو ما عاناه الجيش في الموسمين الماضيين. ولا يمكن الحديث عن باقي الملاعب بالرباط، إذ أنها لا تتوفر على عشب طبيعي في المستوى، كما أنها لا تصلح للعب مباريات خاصة بأندية القسم الوطني الأول، وإنما تبقى مجرد ملاعب يمكنها أن تحتضن مباريات أقل أهمية. لغز مركب الرباط لم يستسغ العديد من المتتبعين بالأندية الوطنية خاصة التي تستغل مركب الرباط قرار إغلاقه، رغم أنه لم يمض على افتتاحه إلا شهران فقط، إذ أعادت إلى الأذهان واقعة إغلاقه على هامش النسخة الثانية من مونديال الأندية التي احتضنها المغرب. فبعد أن أغلق في المرة الأولى لإعادة عشبه، أغلق للمرة الثانية بسبب سوء نظام صرف المياه، وهو ما تسبب في فضيحة لوزارة الشباب والرياضة، وعلى رأسها محمد أوزين، إذ كانت سببا في استبعاده من المسؤولية، لكن إغلاقه للمرة الثالثة ولم تمر على افتتاحه ثلاثة أشهر، أثار غضب الأندية الوطنية خاصة الجيش والوداد الرياضي والفتح الرباطي، باعتبارها الأندية التي تستفيد منه. ورجحت العديد من التقارير إغلاق مركب الرباط للمرة الثالثة إلى افتتاحه قبل الأوان، وإلى عدم انتظار اكتمال نمو عشبه بشكل طبيعي، خاصة أن الطريقة التي وضع بها تتطلب على الأقل ستة أشهر، ليكون جاهزا لاستقبال المباريات، إذ اضطرت إدارته إلى فتحه قبل الأوان من أجل تجنب الانتقادات. غير أن إدارة مركب الرباط ردت على الاتهامات المذكورة، بأن إقفاله يعد أمرا طبيعيا، إذ أنه في حاجة إلى الصيانة بعد مرور مدة معينة، كما أنه يتطلب وضع برمجة قارة طيلة الموسم، تراعي مشكل الصيانة من جهة، وتجنب ضغط المباريات من جهة ثانية. وتبرأت إدارة المركب من مشاكل أرضية ملعب كرة القدم، على اعتبار أن هناك مراكز تعنى بهذا الجانب، وتضع تقارير بشكل دوري من أجل تتبع وضعيته، وهي التقارير ذاتها التي أشارت إلى إغلاقه إلى غاية الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل، وهي التي فرضت على إدارته برمجة مباراة واحدة كل 15 يوما. ارتفاع التكاليف ارتفعت تكاليف صيانة مركب الرباط بعد الإصلاحات الأخيرة التي خضع لها، وأضحى يتطلب موارد مالية إضافية من أجل الحفاظ على سلامة أرضيته، خاصة أن العشب الذي وضع به، يتطلب عناية خاصة، وسريع التأثر بالأحوال المناخية، وهو ما يفرض على إدارته توفير السيولة اللازمة لإجراء الصيانة في وقتها المحدد، كما أن تدبيره يتطلب إستراتيجية جديدة تراعي نظامه الخاص، بحكم أنه تابع لمصلحة الدولة المسيرة بطريقة مستقلة، الشيء الذي يفرض تدبير أموره المالية بطريقة ذاتية. وتدرس إدارة مركب الرباط إلحاقه بشركة سونارجيس، من أجل تجاوز مشاكل الصيانة، سيما أن الأخيرة تطلب تعويضا أكبر من الأندية التي تستغله، على عكس نظام مصلحة الدولة المسيرة بطريقة مستقلة، وهو ما يحتم على إعادة النظر لتجنب إغلاقه المستمر. وإذا كان الجيش الملكي النادي الوحيد الذي وقع اتفاقية مع إدارة المركب على استغلاله، فإن الأخيرة ملزمة بمراعاة أجندة المراكز المختصة بتتبع صيانته، والبحث عن موارد قارة بإمكانها تجنب الوقوع في خصاص مالي، ما قد يدفعها إلى طلب منحة من وزارة الشباب والرياضة. معضلة العشب إن المشكل الوحيد الذي يعانيه مركب الرباط، يكمن في عشبه فقط، بعد أن أصلحت جميع العيوب الأخرى التي واجهته، وشكلت محل انتقاد شديد من قبل الجميع، سيما أن المعاينات العديدة التي أجريت عليه، صادقت على سلامتها من الناحيتين التقنية واللوجيستيكية، ومنحت إصلاحات المرافق تغييرا جوهريا في البنية التحتية التي يتوفر عليها. وأضحى مركب الرباط يتوفر على إنارة بلغت مستوى جيدا، وحلبة مطاطية من الفئة ألف، والتي يسمح لجامعة الكرة باستقبال ملتقى العصبة الماسية، كما أنه أصبح يتوفر على مقصورات لكبار الضيوف وكراس جديدة بمواصفات أفضل مما كان عليه الأمر في السابق. إنجاز: صلاح الدين محسن

أزمة ملاعب تخنق أندية الرباط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ديناصورات" انتخابية بسيدي بنور

"التشواط"... أزبال إضافية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات