“ريو2016″… الانتكاسة

كرست أولمبياد ريو 2016، التي اختتمت أول أمس (الأحد)، تواضع الرياضة الوطنية، رغم الميزانية المرصود لها من أجل تأهيل وإعداد رياضيي النخبة. واكتفت الرياضة الوطنية بميدالية برونزية وحيدة، على غرار دورة لندن 2012، لتوقع بذلك على أسوأ مشاركة لها، علما أنها شاركت ب49 رياضيا ورياضية يمثلون 13 نوعا رياضيا. وتلقت اللجنة الوطنية الأولمبية صفعة في اليوم الأول أربكت كل حساباتها باعتقال الملاكم حسن سعادة، بتهمة التحرش الجنسي ضد عاملتي نظافة في القرية الأولمبية، ثم تلقت الرياضة الوطنية ضربات متتالية بسقوط الرياضيين المغاربة تباعا. وفي تقييم لحصيلة المشاركة المغربية، فإن 26 رياضيا من أصل 49 غادروا الأولمبياد في الدور الأول، من بينهم 11 عداء وثلاثة رياضيين في المصارعة وبطلان في الجيدو ومثلهما في السباحة ورفع الأثقال وثلاثة ملاكمين، فضلا عن إقصاء رياضيي المسايفة والكاياك والرماية، في الوقت الذي خاض ثلاثة دراجين المسابقة دون أدوار إقصائية. وتمكن 11 رياضيا فقط من تجاوز الدور الأول، فيما وصل إلى الأدوار النهائية أربعة رياضيين فقط. وخالفت ألعاب القوى كل التوقعات، عندما خرجت خاوية الوفاض في دورة ريو دي جانيرو، ليتجمد رصيدها في 19 ميدالية، التي انتزعتها خلال مشاركاتها ما بين 1960 بروما و2012 بلندن. وأنقذت رياضة الملاكمة وجه المشاركة المغربية بانتزاع محمد ربيعي برونزية 69 كيلوغراما، لتؤكد حضورها في الألعاب الأولمبية، بعد برونزيتي الشقيقين عبد الحق ومحمد عشيق في دورتي سيول 1988 وبرشلونة 1992 وسيدني 2000، التي انتزع فيها الطاهر التمسماني البرونزية. ولعبت رياضات الجيدو والمصارعة والسباحة ورفع الأثقال والكانوي كاياك والرماية والمسايفة دور الكومبارس في أولمبياد ريو دي جانيرو، بعد أداء ضعيف للرياضيين المشاركين، في الوقت الذي كادت رياضة التايكووندو تعزز رصيد المغرب من الميداليات، بعدما أهدر كل من عمر حجامي ونعيمة بقال ووئام ديسلام فرصة التتويج في آخر لحظة، عقب هزيمتهم في المباريات الاستدراكية. وتبخرت كل آمال اللجنة الأولمبية في تعزيز إنجازات الرياضيين وإعدادهم للتظاهرات الرياضية الكبرى رغم صرف ما يناهز 19 مليارا خلال دورتي لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن المغرب سابعا عربيا تلقت المشاركة المغربية صفعة قوية بحلولها في المركز السابع عربيا و78 عالميا إلى جانب النمسا والدومنيك وإستونيا وفيلندا ومولدوفيا ونيجيريا والبرتغال وترنيداد وتوباغو والإمارات العربية المتحدة. وتصدرت البحرين سبورة الميداليات، بانتزاع ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع بفضل العداءة الكينية الأصل روث جيبيث، وفضية العداءة أوني سكيرو في الماراثون، تليها الأردن من خلال إحراز أحمد أبو غوش ذهبية التايكووندو في مسابقة 68 كيلوغراما. وحلت الجزائر في المركز الثالث، بعد انتزع توفيق المخلوفي فضيتي 800 و1500 متر، متقدمة على قطر، التي حصلت على فضية معتز عيسى برشم في الوثب العلوي. وحلت مصر وتونس في المركز الخامس بانتزاع كل منهما ثلاث برونزيات، بواسطة الرباعين المصريين سارة أحمد ومحمد إيهاب، وهداية ملاك في التايكووندو، وإيناس بوبكري في صنف الشيش في مسابقة المسايفة بالنسبة إلى تونس، ومرة العمري في المصارعة الرومانية وأسامة الوسلاتي في التايكووندو. أما المغرب، فاحتل المركز السابع ببرونزية الملاكم محمد ربيعي، إلى جانب الإمارات. وكادت الحصيلة أن ترتفع أكثر لو احتسبت ميداليتين ذهبية وبرونزية للكويت حققهما فهد الديحاني وعبد الله الرشيدي في مسابقة الرماية، إلا أن توقيف اللجنة الأولمبية الكويتية من طرف اللجنة الدولية جعل بطلي الكويت ينتزعانهما تحت العلم الأولمبي. أسوأ مشاركة لأم الألعاب منذ 32 سنة لم يتمكن عداءا الماراثون عبد المجيد الهيسوف ورشيد كيسري من منح المغرب ميدالية، خلال اليوم الأخيرة من فعاليات الألعاب الأولمبية التي اختتمت بريو دي جانيرو، أول أمس (الأحد). وأنهى الهيسوف وكيسري الماراثون في الرتبة 68 و73 على التوالي، بعد أن قطع الأول مسافته في ساعتين و20 دقيقة و13 جزءا من المائة، فيما أنهى الثاني السباق في ساعتين و21 دقيقة، لتوقع ألعاب القوى الوطنية على أسوء مشاركة لها منذ 32 سنة. وحضرت ألعاب القوى الوطنية في منصة التتويج في جميع دورات الألعاب الأولمبية منذ لوس أنجليس 1984، عندما أهدى سعيد عويطة المغرب ذهبية 5 آلاف متر، ونوال المتوكل ذهبية 400 متر حواجز، إذ سجلت حضورها ولو بميدالية في الدورة الماضية بلندن عندما أحرز عبد العاطي إيكيدر نحاسية 1500 متر، وكانت الميدالية الوحيدة التي أحرزها المغرب قي تلك الدورة. وشكلت دورة ريودي جانيرو انتكاسة لألعاب القوى الوطنية، بحكم أنها ألفت الصعود إلى منصة التتويج في الأولمبياد، وسجلت حضورها في سبورة الميداليات والنقط، من خلال تأهل عدد من العدائين إلى المسابقات النهائية، واحتلال رتب متقدمة. وسجلت دورة ريو حضور أربعة عدائين فقط في المسابقات النهائية، ويتعلق الأمر برباب عرافي في 1500 متر، وسفيان البقالي وحميد الزين في سباق 3 آلاف متر موانع، وعبد العاطي إيكيدر في سباق 1500 متر، علما أنها الرياضة الوحيدة التي أهلت رياضيين إلى السباقات النهائية، في الوقت الذي خرجت غالبية الرياضات من الأدوار الأولى. وتميزت الدورة ببروز أسماء جديدة في بعض السباقات، أبرزهم سفيان البقالي صاحب 20 ربيعا في سباق 3 آلاف متر موانع، ورباب عرافي في 1500 و800 متر، وإبراهيم كعزوزي في 1500 متر، ومصطفى سماعلي وعبد الطيف الكص في 800 متر، إذ تعتزم الجامعة إجراء تغييرات جذرية في المنتخب الوطني. وأكد محمد النوري، الناطق الرسمي باسم جامعة ألعاب القوى، في تصريح لـ «الصباح الرياضي» أن هناك مجموعة من العدائين الذين لم يعد لهم مكان بالمنتخب الوطني، وعلى الجامعة أن تستبعدهم لأنهم لم يقدموا أي جديد منذ حملهم قميص المنتخب. وأضاف النوري أن الجامعة ستعتمد إستراتيجية جديدة تهدف إلى تطوير إمكانيات 10 عدائين شباب، تمكنوا من تسجيل نتائج جيدة في المنافسات الدولية الأخيرة، ومنهم من تألق في ريودي جانيرو، رغم أنهم صغار السن، ويتعلق الأمر بسفيان البقالي ومصطفى سماعلي ورباب عرافي وإبراهيم كعزوزي وسفيان بوقنطار ويونس الصالحي، وأن هناك عدائين آخرين لم يشاركوا في الأولمبياد. وشاركت ألعاب القوى في أولمبياد ريو بأكبر وفد مغربي، إذ ضم 22 عداء. برونزيتان تكلفان 19 مليارا كلفت ميداليتا عبد العاطي إيكيدر خلال 2012 ومحمد ربيعي في 2016 النحاسيتين في الألعاب الأولمبية بلندن وريو دي جانيرو على التوالي، اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية 19 مليار سنتيم، حسبما أكده نور الدين بن عبد النبي، كاتبها العام وأمين مالها، في تصريح لـ ”الصباح الرياضي”. وكشفت نتائج أولمبياد ريو دي جانيرو، مدى هشاشة إستراتيجية تكوين رياضيي النخبة، التي اعتمدتها اللجنة الوطنية الأولمبية باتفاق مع الجامعات الرياضية، إذ أنها لم تقو على منح رياضيين بإمكانهم المنافسة على أعلى مستوى، وخروج أغلب المشاركين من الأدوار الأولى، كما هو الشأن في رياضات المصارعة ورفع الأثقال والجيدو والتايكووندو، وبعض السباقات في ألعاب القوى والغولف والفروسية والرماية. وتبين أن إستراتيجية اللجنة الأولمبية في إعداد الرياضيين وصرف أزيد من 50 في المائة من المنحة الملكية، على دورتين أولمبيتين لم يحصد من خلالها المغرب غير نحاسيتين، فاشلة، وغير قادرة على تكوين رياضيين، بالنظر إلى عدم اعتمادها برامج واضحة تستهدف التتويج الأولمبي، بقدر ما تهدف إلى تأهيل أكبر عدد ممكن من الرياضيين إلى الأولمبياد. وعرى أولمبياد ريو دي جانيرو الواقع المزري للرياضة الوطنية، سيما أن المشرفين على إعداد رياضيي النخبة والتحضير للأولمبياد لم يعد لديهم أي سند قانوني داخل اللجنة الأولمبية من جهة، كما أن غالبيتهم لا يتوفر على تكوين تقني أو تدبيري عالي المستوى، وإنما يقتصر على اعتماد برامج تراعي بالدرجة الأولى الحصول على بطاقة التأهل إلى الأولمبياد. كما يفتقد جل أعضاء اللجنة الأولمبية الصفة القانونية للإشراف على إعدادي رياضيي النخبة، علما أن البعض منهم لم يتم تعويضه رغم خروجه من اللجنة الأولمبية بسبب الوفاة. وفضحت الألعاب الأولمبية سوء التدبير باللجنة الوطنية الأولمبية، إذ أنها من أصل 41 رياضة أولمبية لم تتمكن إلا 13 جامعة من تأهل رياضييها إلى الألعاب الأولمبية، كما أن بعض الرياضات لم تتمكن من تأهيل إلا رياضيا واحدا فقط، زد على ذلك أن غالبيتهم يقصى من الأدوار الأولى.

“ريو2016″… الانتكاسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محسن يلتقي جمهوره بمهرجان الشواطئ

9 أعضاء في مكتب أمل تيزنيت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات