تنقيلات “مشبوهة” تشل مستشفيات مراكش

المركز الجامعي يحدد مواعد تقديم العلاج للمرضى في 2018 يهدد الشلل التام المرافق الصحية العمومية الأساسية بمراكش، على خلفية سوء تدبير للعرض والخريطة الصحيين، من مظاهره استفادة طبيبات متزوجات بنافذين، وأطباء منتمين لأحزاب سياسية، قبل أيام، من تنقيلات استثنائية، أدت إلى إفراغ المستشفى الجهوي ابن زهر من الأطر وإغلاق عدد من أقسامه، وتشديد الضغط على المركز الجامعي، الذي صار يمنح للمرتفقين، منذ الجمعة الماضي، مواعد علاج وفحص تحمل تاريخ 2017 و2018. وانكشفت فضيحة تأزيم «التنقيلات الاستثنائية» لوضعية الخدمات الصحية بمراكش على لسان أطر نقابية التقتها «الصباح» في زيارة إلى أكبر مستشفيات المدينة، بقولها إن «الهجرة غير المشروعة» للأطباء أعدمت تقريبا وجود المستويين الأول والثاني من العلاج (المراكز الصحية والمستشفى الجهوي) فصار المستوى الثالث، ممثلا في المستشفى الجامعي، يعيش ضغطا ينذر بوقف استقبال المرضى إلى غاية 2018. واستفاد من «الهجرة» التي شلت أقساما حيوية بالمستشفى الجهوي «المامونية»، حسب إبراهيم المومن، الكاتب الجهوي للمركزية النقابية الفدرالية الديمقراطية للشغل بمراكش وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، وثلاثة أطر كبيرة، الأول طبيبة مختصة في الأشعة وزوجة قيادي في حزب «الاستقلال»، والثانية زميلة لها متخصصة في أمراض القلب ومتزوجة ببروفسور رئيس قسم بالمركز الجامعي، وطبيب عام ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة. ويتجلى التأثير السلبي لتلك التنقيلات، في أن قسم الفحص بالأشعة بالمستشفى الجهوي، صار رسميا، بحلول أول أمس (الاثنين)، مشلولا، إذ أنه زيادة على تنقيل الطبيبة الاستقلالية المذكورة، تستفيد طبيبة ثانية من عطلة طويلة الأمد بسبب معاناتها داء السرطان، ليبقى طبيب واحد هو الذي يسهر على القسم، غير أنه في عطلته السنوية إلى غاية شتنبر المقبل. وفيما يعد التنقيل الذي استفادت منه طبيبة الأشعة «الثاني لها في ظرف خمسة أشهر إذ كانت إلى غاية بداية السنة تعمل في مستشفى سيدي احساين الإقليمي بورزازات»، أضاف النقابي إبراهيم المومن، أن تنقيلها إلى المركز الجامعي محمد السادس، يعد من صميم «سوء التدبير»، إذ أن قسم الأشعة بالمركز الجامعي، «ليس بحاجة إليها في ظل وجود عدد كبير من الأطباء الأساتذة والمبرزين والمقيمين والمتدربين يؤمنون سير قسم الأشعة هناك». وتنطبق الوضعية نفسها على مصلحة أمراض القلب بالمستشفى الجهوي، التي وقفت «الصباح» على أنها مغلقة نهائيا، بسبب تنقيل الطبيبة الوحيدة المتخصصة لتلتحق بدورها بقسم أمراض القلب الذي يرأسه زوجها بالمركز الاستشفائي الجامعي، علما أنه قسم، يقول إبراهيم المومن، الكاتب الجهوي للفدرالية الديمقراطية في لقائه مع «الصباح»، إنه «لا يعرف خصاصا وماعندها مادير تما». وتخص الحالة الثالثة، طبيبا عاما، تم تمكينه من مغادرة المستشفى الجهوي إبن زهر (المامونية) للالتحاق بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، «رغم أن المستشفى الجامعي سبق أن حصل قبل أشهر على حاجاته من الأطباء العامين، بمباراة لتوظيف 35 طبيبا عاما»، يؤكد إبراهيم المومن، الذي أوضح أن «الطبيب المعني استفاد من التنقيل صبيحة حصوله على مسؤولية في حزب الأصالة والمعاصرة وأصبح متفرغا للمشاركة في المؤتمرات والندوات باسم المستشفى الجامعي». ولم تتوقف مظاهر سوء تدبير الموارد البشرية والعرض الصحي بمراكش عند ذلك الحد، إذ كشف المسؤول النقابي نفسه لـ»الصباح»، أن «ثلاثة أطباء متخصصين في المسالك البولية تفرغوا للعمل في القطاع الخاص مضطرين، بسبب إغلاق جناح الجراحة الخاص بهم بالمستشفى الجهوي». أما قسم الولادة بالمستشفى الجهوي، «فهو بدوره في وضعية كارثية، فزيادة على فتحه دون إتمام أشغال صيانته، صار بدون طبيب يتولى الحراسة والإشراف على المولدات، إذ من أصل ثلاثة أطباء من المفترض أن يعملوا فيه، واحد فقط يؤمن الحراسة من الثامنة صباحا إلى الرابعة عصرا، في حين الاثنان المتبقيان، واحد استفاد من التقاعد النسبي، والثاني طبيبة تستفيد من عطلة طويلة الأمد بمبرر إصابتها بمرض عضال». وتمتد اختلالات الخريطة الصحية بمراكش إلى المستوى الأول من العلاج ممثلا في لمراكز الصحية للقرب أو الحضرية، إذ أن «مركزا واحدا تم فيه تعيين سبعة أطباء لوجوده في منطقة سكنية راقية، في حين تظل ستة مراكز في أحياء شعبية بدون أطباء»، وهي الاختلالات التي أثرت على التكامل بين مستويات العلاج الثلاثة، فصار المركز الجامعي يمنح مواعد للعلاج تمتد إلى 2017 وبداية 2018، وهو ما ستعود إليه «الصباح» في ربورتاج مفصل ينشر لاحقا. امحمد خيي

تنقيلات “مشبوهة” تشل مستشفيات مراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال كولونيل و12 دركيا

رباح يتلقى ضربة موجعة قبل الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات