‎الجواهري يعري الأداء الحكومي

كشف للملك بطء تنفيذ الإصلاحات الهيكلية وضعف حصيلة المشاريع الاجتماعية أعاد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، التأكيد على مكامن الخلل في تدبير الشأن العام، خلال عرضه أمام جلالة الملك لمناسبة تقديمه التقرير السنوي لحصيلة السنة الماضية. وأكد أن وتيرة التقدم أخذت منحى تنازليا في السنوات الأخيرة، وذلك رغم تضافر عوامل عديدة مواتية على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأشار إلى استمرار ضعف الأنشطة الفلاحية والتشغيل، كما يزداد النسيج الإنتاجي هشاشة. واعتبر أن التقدم الذي تم إحرازه في مجال التنمية البشرية يظل دون الانتظارات وضعيفا مقارنة بالتجارب الدولية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن المبادرات العديدة التي تم إطلاقها بهدف تقوية شبكات الحماية الاجتماعية لفائدة الفئات الأكثر هشاشة لقيت نجاحا من ناحية الانخراط فيها، لكن ضعف القدرة على الاستجابة للطلب المتزايد على الخدمات المعنية بهذه المبادرات، خاصة الصحية منها، من شأنه أن يقوض مصداقية التزامات الدولة نفسها. وأكد أن استمرارية بعض هذه المبادرات أصبح مهددا على المدى القصير، ويمكن للصعوبات التي تواجهها هذه المبادرات أن تتفاقم ما لم يتم إيجاد الحلول الملائمة في أقرب الآجال. كما اعتبر الجواهري بطء وتيرة إصلاح صناديق التقاعد أمرا يبعث على القلق، موضحا أن تفاقم التكلفة الباهظة الناجمة عن التأخر في تفعيل الإصلاح من شأنه أن يقوض استدامة المالية العمومية على المدى المتوسط. وأشار إلى أن تكلفة التأخر يتعين أن تشكل حافزا لجميع الفرقاء من أجل تسريع وتيرة إصلاح أنظمة التقاعد، خاصة أن عملية الإعداد التقني استكملت منذ سنوات. ‎ومن بين الأوراش الأخرى، التي سجل والي بنك المغرب بطئا في تنفيذها، ورش الإصلاح الضريبي، إذ أكد والي بنك المغرب أن وتيرة تنفيذ العديد من التوصيات المنبثقة عن هذه المناظرة ما تزال بطيئة، خاصة تلك المتعلقة بتوسيع الوعاء الضريبي، وإدماج القطاع غير المهيكل، وتخفيض الإعفاءات الضريبية العديدة والمكلفة التي لم يظهر لها مردود اقتصادي واجتماعي. ‎وأشار الجواهري، أيضا، إلى بطء إصلاح منظومة التربية والتكوين، وطالب برفع وتيرة الإصلاحات وضرورة التعبئة العامة لإنجاح هذا الورش المرتبط بإشكالية الكفاءات والنخب، وأكد أنه يتعين إعطاء الأولوية إلى تحسين المردودية الداخلية للتعليم لأن مستواها الحالي يؤدي إلى خسائر جسيمة في الرأسمال البشري، إذ أن نسبة كبيرة من الشباب، خاصة النساء منهم، تعاني أشكالا متعددة من الإقصاء، مشيرا إلى أن ثلث الشباب محرومون من التشغيل والتمدرس والتكوين. وتساهم مظاهر القصور في منظومة التربية والتكوين في ضعف جودة التشغيل، إذ أن خمس السكان النشيطين يزاولون عملا غير مؤدى عنه، وأربعة من أصل كل خمسة منهم لا يستفيدون من التغطية الصحية. ‎وخلص الجواهري إلى أن ما يواجه المغرب من تحديات كبيرة لا يترك مجالا للتردد والتقاعس في إدارة السياسات العمومية، وطالب بضرورة إحداث قطيعة مع ماهو معمول به من أجل تسريع وتيرة الإصلاحات الهيكلية وتعزيز ثقة المواطنين والفاعلين الاقتصاديين. وطالب بضرورة إحداث قطيعة مع ماهو معمول به من أجل تسريع وتيرة الإصلاحات. واعتبر أنه إذا كانت الخصومات السياسية واقعا متأصلا في الديمقراطيات الحديثة، فإن الرهانات الإستراتيجية العليا للبلاد يجب أن تكون فوق أي اعتبارات سياسية أو فئوية. ‎عبد الواحد كنفاوي

‎الجواهري يعري الأداء الحكومي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

"برك العار"... مضطر أخوك!

مقالات ذات صلة