التيار الرسالي والخلية الأولى للفكر الشيعي

الشـــادلــي... بقلب مفتوح لم يكن المغرب، في السابق، يعرف تيارات إسلامية بمفهومها الحركي، إذ كان المغاربة يمارسون شعائرهم الدينية بشكل فردي إلى أن برزت في الساحة حركات إسلامية، يغيب عن الكثير ظروف نشأتها وتطورها وعلاقاتها مع التيارات الإسلامية بالخارج. وانصب الاهتمام على هذه الحركات بعد الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب، خاصة تفجيرات 16 ماي 2003، التي تلتها اعتقالات واسعة في صفوف الحركات الإسلامية. يحدثنا عبد الكريم الشاذلي، أحد معتقلي هذه الأحداث الذي عايش مسار تأسيس التيار الحركي الإسلامي بالمغرب، من خلال حلقات حول أبرز المحطات التي ميزت تطور الحركة الإسلامية بالمغرب وما نتج عنها من انقسامات في صفوفها وتفرعها إلى جماعات متعددة. التيار الرسالي والخلية الأولى للفكر الشيعي أعضاء "جند الله" كانوا يترصدون حركات بنكيران ويتهمونه بالعمالة وخيانة الحركة الإسلامية جاء تأسيس تيار جند الله، خلال 1981، وذلك بعد اتصالات ونقاشات بين طلبة تونسيين من النهضة، الذي كانوا محكومين بالإعدام بتونس، الذين يتابعون دراستهم بالمغرب وطلبة مغاربة في شعبة الاقتصاد. وكان إشعاع الثورة الإيرانية يعرف اتساعا وهناك افتتان بنتائجها، خاصة في الجانب المتعلق بتحدي الولايات المتحدة الأمريكية ونعتها بالشيطان الأكبر، فكان الطلبة المغاربة والتونسيون يقولون، لنترك الجانب العقائدي جانبا ونركز على مواجهة هذا الشيطان الأكبر. وهكذا تقرر تأسيس تيار "جند الله"، الذي كان يتخذ شكل حركة شيعية لكن على المستوى الحركي فقط وليس العقائدي، وكان تنظيما سريا ينشط بدرب السلطان والمعارف. وكان تنظيما سريا خيطيا، كما يصطلح على هذا الصنف من التيارات، وعرفت جامعة مراكش ميلاد التيار الرسالي، الذي يعتبر امتدادا لـ "جند الله"، الذي تأسس بالرباط وكانت له فروع بالدار البيضاء. وتأسس التيار الرسالي من قبل طلبة كانوا يقطنون بدرب السلطان بالبيضاء وينتمون لتيار جند الله، فلما انتقلوا للدراسة بجامعة القاضي عياض بمراكش نقلوا معهم الفكرة، فجاءت فكرة إنشاء فرع بمراكش. وسيشكل التيار الرسالي، الخلية الأولى، التي سينبثق عنها التيار الشيعي بالمغرب. وسيعمد أعضاء التيار إلى تأسيس مجلة النبأ، التي كان يسهر عليها محمد المرواني، الذي أسس حزبا أسماه حزب من أجل الأمة، بالموازاة مع ذلك أنشأ مصطفى المعتصم مجلة الجسر، الذي أسس، بدوره، حزب البديل الحضاري. وهكذا تطور "التيار الرسالي"، لتنشأ عنه هذه التشكيلات الحزبية والمجلات.واستمر الأمر على هذا المنوال إلى حين اعتقال محمد المرواني ومحمد المعتصم في ما أصبح يعرف بخلية بلعيرج، إذ سيتم حل الحزبين. لكن استمر التيار الرسالي، ما بعد، وهو الذي ينشط، حاليا، بطنجة وبعض المدن الأخرى. وكانت الثورة الإيرانية هي التي ساهمت في إنشاء هذا التيار لأول مرة بالمغرب، خلال 1981، ليستمر وينشأ عنه التيار الشيعي بالمغرب. وشن أعضاء "التيار الرسالي" و"جند الله حربا كبيرة على عبد الإله بنكيران، إذ كانوا يترصدونه في كل حركاته، سواء في مجمع أو وليمة أو ندوة، وينظمون وقفات احتجاجية كانوا يتهمونه فيها بالعمالة للنظام وخيانة الحركة الإسلامية بالمغرب. مطيع يستلهم من الخميني كانت تربطني علاقة جيدة مع التيار رغم أنني كنت عضوا في الشبيبة الإسلامية، إذ كانت تحفظات بطبيعة الحال في ما يتعلق بالجانب العقائدي، لكن لم يؤثر ذلك على علاقتي الإنسانية بأعضاء التيار. وظلت، خلال 1981، علاقتنا بالشبيبة الإسلامية متواصلة مع عبد الكريم مطيع، الذي حاول الاستلهام من تجربة الخميني، على اعتبار أنه قاد ثورة في إيران من منطقة إقامته بنوفل لوشاطو بفرنسا. وقرر اعتماد الخيار الثوري ضد النظام، على غرار الخميني، فشرع في إرسال مجلة إلى أتباعه تدعوهم إلى نهج الجهاد ضد النظام لتبدأ مرحلة جديدة في مسار الشبيبة الإسلامية. عبد الواحد كنفاوي

التيار الرسالي والخلية الأولى للفكر الشيعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التعليم العالي الخاص... الصفوة

الاحتراف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات