بعد الإفطار… العرض يفوق الطلب

المغاربة لم يجدوا صعوبات في الحصول على المتطلبات ״الروحانية״ في المساجد أو المقاهي أعطت الليالي الأولى من رمضان الدليل على أن العرض فوق مستوى الطلب على مستلزمات ما بعد الإفطار، إذ في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية، لم يجد الخارجون للصلاة و الباحثون عن المتعة صعوبة في الحصول على متطلبات الحياة «الروحانية». وكما اجتهدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية معززة بإمدادات المحسنين في توفير الأماكن اللازمة لاستضافة ملايين المصلين، تنافست أنواع المخدرات في الوصول إلى المستهلكين ، وتعددت وسائل العرض والنقل من محيط المطاعم والمقاهي والكباريهات إلى مجامع أصحاب البلية في الأحياء والحارات. ولم يحل ارتفاع ثمن الكوكايين دون تضاعف أعداد المغاربة الدائرين في فلك المخدرات المستهلكة عن طريق الاستنشاق، بالإضافة إلى ازدهار سوق المخدرات الصلبة المغشوشة، أو ما أصبح يعرف "الغبرة "السوداء، التي استعملت مكونات الصباغة والسوائل اللاصقة ومواد تلميع الأحذية في تكسير الأثمان.ومن القنب الهندي تعددت طرق الوصول إلى النشوة بداية من الحشيش، وصولا إلى "الكالة"، مرورا بالكيف التقليدي، إذ أصبح كثير من المغاربة يفضلون تدخينه على السيجارة العادية وذلك إلى حد أصبحت أعداد حاملي "السبسي" تتضاعف بشكل كبير خلال الشهر الفضيل. ويزيد من إقبال المغاربة على الكيف أنه يوفر لهم فرصة القيام بطقوس من أجل قتل الوقت، فهم يشترون مخدرهم المفضل بكميات كبيرة ، لأن العشبة تباع في العادة على شكل "قبطة" (إكليل)، يتم تلفيفها في ورق جرائد ثم توضع في أكياس بلاستيكية حتى تحافظ على مفعولها ونكهتها كاملة، وقبل تدخينها وجب المرور من مرحلة "التقساس". واتسعت دائرة الوافدين الجدد على أصناف المخدرات بخروج الـ"الكالا" إلى السوق وهو نوع من المخدرات التي أصبحت تغزو صفوف الشباب، خاصة من بين الطلبة و التلاميذ، ومع بداية العطلة غادر الممونون محيط المؤسسات التعليمية، بحثا عن قنوات جديدة لتصريف هذه "التبويقة" المطلوبة نظرا لأنها سرية وغير مكشوفة ولا تترك رائحة ولا تؤثر في الآخر، الذي لا يشعر بها في الحين، إذ توضع تحت اللسان مباشرة. تعدد الأشكال المعروضة ساهم في دمقرطة المخدرات إذ أظهرت الأرقام أن 600 ألف مغربي يدمنون على استهلاك المخدرات بشكل يومي، بينهم 16 ألفا يدمنون على المخدرات القوية من هيروين وكوكايين، وذلك لسهولة الحصول على المخدرات، خصوصا الحشيش، الذي تضاعفت أعداد المدنين على استهلاكه بشكل يومي، ولم يعد زبناءه يتركزون في المناطق المعروفة تاريخيا بزراعته.الجديد خلال هذه السنة تجسد في استهلاك المخدرات في الشارع العام من قبل صغار السن، وذلك في ظل أرقام تتحدث عن تنامي ظاهرة الإدمان بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة بنسبة 70 في المائة، لكن المتجول بين تجمعات الأحياء والدروب بين الإفطار والسحور يدرك أن المخدرات أصبحت تصل دون عناء إلى أطفال دون الـ15 من العمر، خاصة في المناطق الهامشية للمدن.ياسين قُطيب

بعد الإفطار… العرض يفوق الطلب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

ليـالي رمضـان...نايضـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات