< في كل مرة تؤكدون أن استهلاك المخدرات بكل أنواعها يرتفع خلال رمضان، هل الأمر ذاته بالنسبة إلى رمضان الجاري؟< من الملاحظ أن هذه السنة، لم تشكل الاستثناء، إذ أن استهلاك المخدرات والقرقوبي، يشهد ارتفاعا كبيرا، وذلك راجع إلى عدة أسباب، من بينها تزامن رمضان مع فصل الصيف، الأمر الذي يفتح المجال بشكل كبير، للسهر وقضاء ساعات الإفطار خارج المنزل، وأيضا انتشار نقط البيع "السوداء"، إذ أن عددها يعرف بدوره ارتفاعا كبيرا، الشيء الذي يجعل المخدرات في المتناول. دون الحديث عن السبب المتعلق بالتوقف عن استهلاك وترويج الخمر طيلة هذا الشهر. < غالبا ما تنظم القافلة حملات تحسيسية خلال هذا الشهر، هل الأمر له علاقة بمحاولة السيطرة على ارتفاع الاستهلاك؟< بكل تأكيد، ففي الوقت الذي ترتفع فيه نسبة استهلاك المخدرات، نكثف بدورنا من الحملات التحسيسية، التي من خلالها نسلط الأضواء على التأثيرات السلبية لتعاطي المخدرات بكل أنواعها. كما ان خطوة القافلة تأتي بناء على الأرقام المقلقة التي تؤكد أنه خلال رمضان، يرتفع عدد مدمني المخدرات، ويشهد تسجيل حالات جديدة، وذلك، لأسباب كثير، من بينها توافد الشباب، بشكل كبير، على أماكن يروج فيها المخدرات، بهدف التسلية، قبل أن يقرروا تجربة الأمر، إلى أن يصلوا مرحلة الإدمان. والخطير في الأمر أن هؤلاء غالبا ما يكونون من الأطفال والشباب. < من خلال تجربتكم، ما هي المشاكل التي تترتب عن ارتفاع استهلاك المخدرات خلال رمضان؟< ارتفاع استهلاك المخدرات، يقابله، بشكل مباشر، ارتفاع الجريمة و"التشرميل"، والعنف، وذلك أن المدمن، حسب الدراسة الميدانية التي أنجزتها القافلة، يمكن أن يقترف جرائم السرقة بالعنف، والضرب وحتى الاغتصاب، وأشياء أخرى، تحت تأثير تلك المخدرات. فهناك خطورة على المجتمع الذي يشهد ارتفاع الجريمة، وأيضا على صحة الشاب المتعاطي للمخدرات، سيما القرقوبي، إذ أنه يعاني مجموعة من الأمراض التي تهدد صحته الجسمانية وأيضا العقلية، علما أن المواطن المغربي يؤدي الثمن والضريبة في كلتا الحالتين، إذ أنه يكون ضحية تلك الجرائم. من جهة أخرى، فرمضان يعد مناسبة جيدة للعلاج من الإدمان، لكن الأمر يحتاج، قبل أي شيء، إلى الإرادة القوية للتوقف عن التعاطي للمخدرات، إلى جانب المواكبة والتي من الضروري أن تقدمها الجهات المسؤولة في وزارة الصحة، والمجتمع المدني، إذ لابد أن يخلصوا الفرصة لتحقيق الهدف، وهناك حالات كثيرة استطاعت تجاوز الإدمان في الوقت الذي توفرت لها الظروف المناسبة، ومدت لها يد العون.أجرت الحوار: إيمان رضيف * المنسق الوطني للقافلة "لا للقرقوبي ولا للمخدرات"