السريتي: وزير الداخلية لم يكن مقتنعا بالرواية التي قدمها

كنا نتابع من خارج الملف الرواية الرسمية، وفي هذا الصدد جرى عرض أسلحة قيل إنها ضبطت لدى أعضاء خلية بليرج، التي اعتقلتم في إطارها، أكيد لما سمعتم ذلك انتابكم إحساس معين، وكصحفي كيف قرأتكم هذا، وما تعليقكم حول التهم التي وجهت بشأن هذا الملف؟ سبق أن أشرنا إلى أن الملف طبخ في وزارة الداخلية، وأنتم تابعتم اللحظات الأولى للمحاكمة، والدفاع الذي أحييه بالمناسبة، قام بفضح هذه المؤامرة وطالب بالتحقيق في حقيقة الأسلحة التي عرضت في المحكمة، ولم يسمح له بذلك. حتى الرواية الرسمية، لم تصمد أمام الواقع، وأخذ النقاش مسارات متعددة، وصمت المحكمة آذانها، رغم كل ذلك، ولكن المسألة كانت ثانوية، لأن المؤامرة كانت شاملة، وكانت تضع ضمن أهدافها توريط الجميع، وكانت تراهن على إقناع المجتمع بهذه المؤامرة، لأنه حينما طالب شكيب بنموسى، وزير الداخلية آنذاك، بعدم التشكيك في هذه الرواية، فهذا يعني من وجهة نظر علم النفس، أن الوزير نفسه لم يكن مقتنعا بها، لأنه إذا كنت تتوفر على الأدلة والحجج فلا يمكن أن تطالب الناس بتصديق الرواية المقدمة، لأن ذلك لا يتم عبر الإكراه والتهديد، بل عن قناعة، ولذلك لم يقتنع هو نفسه بتلك الرواية، وكان عليه أن يمثل هذا الدور الذي رُسم له، ولذلك فنحن قلنا، آنذاك، إن شكيب بنموسى، وكذا خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، هما أدوات في مشروع تم تحريكه من قبل أطراف في الأجهزة الأمنية، كانت تريد أن ترهن المغرب لحقب طويلة، ولولا نضال الشرفاء والحقوقيين، والسياسيين، والمجتمع المدني، لصارت الأمور في طريق مختلف. بالنسبة إلينا، دخلنا السجن في ظرف سياسي خطير كان يجتازه المغرب، وبالتالي، حتى أولئك الذين قاموا بطبخ هذه الجريمة، كانوا في موقع قوة، و وجودهم في ذلك الموقع كان يمنح لهم إمكانية الافتراء على المواطنين، ويدفعهم إلى نسج قضايا متعددة لتربك الناس.ولكي أجيب عن سؤالكم، أقول إن الصحافة المستقلة والمهنية، حتى الغربية، قالت إن الملف مخدوم، وكان هناك إجماع حول هذه المسألة، وأن الذين يقفون وراء الملف يفتقدون إلى الدليل والحجة. لقد جرى الحديث عن خلية تريد قلب النظام، دون أن يكون هناك دليل مادي، ولا حجة ثابتة، فهذا إشكال، لكن ميزان القوى كان لصالح الطرف الذي سهر على طبخ الملف، وحبك المؤامرة، وحتى هذه المؤامرة لم تكن محبوكة بالطريقة التي تٌقنع الناس. الذين ساروا في هذه الجنازة، مشوا فيها وهم غير مقتنعين، لأن هؤلاء كانوا يمتلكون أدوات الترهيب والهيمنة، والسيطرة، ولذلك مارسوها بشكل خطير في تلك اللحظات العصيبة، ولكن بفضل الشرفاء سقط مخططهم.

السريتي: وزير الداخلية لم يكن مقتنعا بالرواية التي قدمها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعتصم : البديل الحضاري أكبر متضرر في الملف

الركالة: نحن ممتنون لشباب 20 فبراير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات