تحقيق تركيا كاد يكلفني حياتي

هدى حسوان معدة "45 دقيقة" قالت إن البرنامج سلط الأضواء على مواضيع كان مسكوتا عنها قالت هدى حسوان معدة «45 دقيقة»، إن البرنامج حقق عدة مكاسب، من بينها التطرق لعدة مواضيع كان مسكوتا عنها من قبل، وهو ما مكنه من اكتساب شعبية كبيرة. وكشفت حسوان في حوار أجرته معها «الصباح» كواليس تصوير حلقة «تركيا الوجهة الجديدة للحريك» التي كانت تكتنفها العديد من المغامرات ووقوفها على جوانب خفية من التجارة بالبشر، وكيف تعرضت رفقة المصور لخطر الموت. في ما يلي تفاصيل الحوار: < كيف تقيمون برنامج «45 دقيقة»، وهل حقق الأهداف التي جاء من أجلها؟< البرنامج بنظري حقق عدة مكاسب، من بينها التطرق لعدة مواضيع كان مسكوتا عنها من قبل، وهو ما مكنه من اكتساب شعبية كبيرة والدليل على ذلك نسب المشاهدة، ويمكنني القول إن الأكثر من هذا وذاك أن «45 دقيقة» نجح في اكتساب ثقة المشاهد. < أثارت حلقة «تركيا الوجهة الجديدة للحريك» جدلا كبيرا باعتبارها سلطت الضوء على نوع جديد من «الهجرة غير الشرعية»، ما هي الكواليس التي عاشها طاقم البرنامج أثناء إنجاز التحقيق؟< بعد بلوغ المكان الذي يجتمع فيه المرشحون للهجرة، كان أمرا سهلا، لكن الوصول إلى الأشخاص المشرفين على تجارة البشر لم يكن بالأمر السهل، وأثناء إنجاز الربورتاج بدأت أقترب من المختصين في الوساطة واستقبال المهاجرين، إلى أن اقتربنا من الأشخاص المكلفين بنقل المرشحين للهجرة انطلاقا من الحافلات التي تقلهم إلى الغابة وبعدها إلى قوارب العبور، لكننا ووجهنا بالرفض إلى درجة التهديد إذا ما حاولنا التصوير، غير أنني لم استسلم وقررت الرجوع عندهم هذه المرة لكن بدون كاميرا لإقناعهم بعدم الخوف من استهدافهم أثناء إجراء هذا التحقيق. < وكيف أقنعتهم؟ < بعد اللقاء بهم عدة مرات نجحت في إقناعهم باصطحابي معهم، إذ أكدت لهم أن هدفي من هذا التحقيق ليس هو فضح المتاجرين بالبشر، وإنما لتسليط الضوء على معاناة المغاربة الذين سافرت معهم من المغرب إلى تركيا وأرغب في الذهاب معهم إلى آخر نقطة من رحلتهم، والحمد لله وثقوا في كلامي وأنا كذلك وثقت بوعودهم بعدم المس بسلامتي الجسدية، لأن الغابة التي يجتمع فيها المرشحون للهجرة إلى ألمانيا وأوربا تقع فيها عدة أشياء فظيعة، من بينها الضرب والسب والاغتصاب، والأكثر من ذلك يمكن التهديد بالقتل في بعض الحالات، وهناك حالات أخرى تعرضت للخطف وسلمت لداعش لأن بعض المكلفين بالهجرة عملاء لهذا التنظيم الإرهابي حسب الروايات التي ترددت على مسامعنا. < وماذا وقع بعد ذلك؟< أثناء الاتفاق الذي جرى بيننا، قام أحد المكلفين بالهجرة غير الشرعية بإطلاعي على مسدس، موضحا لي أنه إذا كنت لا أثق فيهم وأردت حماية نفسي يمكن الاحتفاظ به، وهي طريقة تؤكد أنهم كان يوجهون لي رسالة مفادها عدم المغامرة بالتلاعب بهم وخداعهم، وهذا الحادث وقع لي في مكان عام أي في مقهى وسط إسطنبول.وبعد الموافقة لم تكن رحلتنا بالسهولة التي تصورتها، إذ كانت تتأجل عدة مرات، إما بسبب صعوبة الجو وتأثير ذلك على البحر أو خوفهم من السقوط في يد الشرطة التركية، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي قرروا فيه الذهاب إلى الغابة من أجل انطلاق الرحلة عبر القوارب والهجرة إلى أوربا، وهي التفاصيل التي عاشها المشاهد أثناء بث الحلقة الأسبوع الماضي.هناك أحد أهم الأحداث التي عشتها في كواليس التصوير، حينما لم ينجح المرشحون في الهجرة إلى ألمانيا في ذلك اليوم، لأن القارب تعطل وعجز عن التحرك وأثناء قدوم الشرطة التركية لإلقاء القبض على المهاجرين والمشاركين في العملية، هرب الجميع وتفرق أغلبهم وسط الغابة. < بعد هروب الجميع خوفا من السقوط في يد الشرطة، هل يمكن أن تحدثينا عن صعودك رفقة المصور مع أفراد من العصابة التي ذهبت بكم إلى وجهة مجهولة؟ < بعد تفرق المرشحين للهجرة على شكل مجموعات وفرار كل واحد إلى وجهة غير معلومة، كنت أجري رفقة مصور الحلقة للبحث عن وسيلة نقل تعيدنا إلى مقر إقامتنا، لكن بعد لحظات أقلتنا سيارة أخبرنا أصحابها أنهم من الأفراد المكلفين بالهجرة غير الشرعية وأن هناك من أوصى بضرورة مساعدتنا على العودة إلى مكاننا، لكن بعد لحظات وقفت سيارة أخرى سوداء اللون وعرضت علينا الصعود لكنني رفضت أنا والسائق وبعدها أرغمنا على مرافقتهم بادعاء أنه لن يمسنا سوء.بعد ذلك لاحظت أن السيارة سلكت اتجاها آخر غير الذي نعرفه وبدأنا بسؤال السائق ومن معه لكنهم رفضوا الإجابة وواصلوا السير، هنا سأكتشف أن حياتي والمصور في خطر من قبل المافيا التي أقلتنا على متن سيارتها، وبعد لحظات من الرعب قرر أفراد العصابة التوقف وأمرونا بضرورة الاطلاع على ما رصدته الكاميرا خلال المدة التي تم قضاؤها رفقة المرشحين للهجرة والقائمين على مشروع تهريب البشر من تركيا إلى ألمانيا، وهو ما استجبت له رفقة المصور، إذ بدأت العصابة في إعطاء ملاحظاتها التي تتعلق بضرورة إزالة اللقطات التي لا تريدها أن تمر في البرنامج، لكن المصور كان يتظاهر بمسحها وهو ما كاد أن يؤدي إلى عواقب غير محمودة، في حال أراد أفراد العصابة التأكد مجددا مما يحتويه شريط الفيديو، وبعد ذلك تم في الأخير إيصالنا إلى المحطة التي نرغب في النزول بها.

تحقيق تركيا كاد يكلفني حياتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رفض نقض أحكام دركيين

"المريخ الرياضي" على "راديو مارس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات