صيف ساخن ينتظر القراصنة والقنوات المشفرة

مغاربة يشنون حربا لفكها والقنوات العالمية ترصد ميزانية لمواجهتهمدخل عدد من القراصنة المغاربة حربا صامتة، مع مهندسين وتقنيين بالقنوات المشفرة الرياضية العالمية، وذلك مع اقتراب صيف ساخن بالأحداث الرياضية الهامة ، من قبيل الألعاب الأولمبية الصيفية بالبرازيل، وكأس أوربا للأمم بفرنسا، ناهيك عن كأس أمريكا الجنوبية.ومع اقتراب الأحداث الرياضية المذكورة، يحرك بعض القراصنة المغاربة تقنياتهم من أجل الحصول على بث مباشر وجيد للقنوات التي تبث حصريا هذه المنافسات العالمية، وذلك من أجل بيعها للزبناء الشغوفين بمتابعة هذه الأحداث بالمغرب وخارجه.ويعتبر القراصنة المغاربة الأفضل في العالم، بشهادة مواقع ومهندسين عالميين، بحكم توفرهم على أساليب متطورة في البحث عن شفرة أبرز القنوات الرياضية العالمية، ما وضع المغرب طيلة هذه السنوات، في مقدمة الدول التي تعرف قرصنة مستمرة وكثيفة للقنوات المؤدى عنها. حرب إلكترونيةتجري معظم أطوار هذه الحرب الصامتة، حسب بعض القراصنة الذين رفضوا الفصح عن هوياتهم، في المجال الإلكتروني، وذلك رغم الضغط الكبير الذي تمارسه بعض القنوات العالمية، خاصة الأوربية على المغرب.ويتوفر المغاربة على بعض التقنيات العالمية والبرامج الخاصة، والتي تتيح لهم البحث عن «كودات» و»شفرات»، تمكنهم من اختراق البرنامج الأمني القوي للقنوات العالمية، من أجل فكها وتوفيرها بالمجان لعموم المغاربة، مقابل مبلغ مالي مهم.وسبق لقناة «كانال بلوس» الفرنسية، أن عانت بسبب اختراقات القراصنة المغاربة في سنوات خلت، إذ لم تقدر على مواجهة تقنياتهم المتطورة، لتستسلم في النهاية، معلنة عن انسحابها النهائي من المغرب بسبب القرصنة.ورغم وجود جمهور كبير لها في أغلب المدن المغربية، خاصة البيضاء وطنجة والرباط وفاس وأكادير ومكناس، فإنها قررت سحب كل منتوجاتها واعتماداتها من السوق، وذلك من أجل «الهروب» من القراصنة، الذين تمكنوا في وقت وجيز من اختراق نظامها الأمني، ليبدؤوا في المتاجرة بقنواتها بشكل كبير في المدن المذكورة. قنوات مستهدفةأعلنت بعض القنوات العالمية والعربية، قبل أسابيع من الآن، أنها ستبث منافسات كأس أوربا وكأس أمريكا الجنوبية في يونيو المقبل، ثم الألعاب الأولمبية الصيفية بالبرازيل، وذلك بشكل حصري، ليكون ذلك إعلان بداية تنقيب وبحث مكثف من القراصنة المغاربة، على تصيد الثغرات لفك شفرة هذه القنوات.ومن بين هذه القنوات الكبرى، هناك «بي إن سبورت» القطرية، و«كانال بلوس» الفرنسية و«سكاي سبورت» الأمريكية، والتي تشكل قاطرة لأكبر القنوات العالمية الرياضية، والتي تبث أبرز الأحداث عبر القارات الخمس، في مقدمتها البطولات العالمية لرياضات كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد، ثم ملتقيات ألعاب القوى والسباحة والبطولات الكبرى للتنس، إذ ستكون من القنوات التي ستبث حصريا المنافسات التي سيشهدها صيف 2016.بالمقابل، ولأنها على علم باستهدافها، فإن أغلب هذه القنوات توفر ملايين الدولارات في هذه الفترة من السنة، من أجل حماية أنظمتها وقنواتها من القرصنة، وذلك بالاعتماد على مهندسين دوليين لهم خبرة في المجال.ولا تكتفي هذه القنوات بالاعتماد على هؤلاء المهندسين، ولكنها تعمل في صمت من أجل الرفع من هالة تأهب أقمارها الاصطناعية، وذلك لحماية شاملة من التشويش والعبث بذبذباتها، ما يجعلها حربا قوية تستخدم فيها كل الوسائل المتاحة. أوربيون يستفيدون من المغاربةيتجاوز صيت المغاربة في القرصنة حدود القارة الإفريقية، إذ وصل إلى أوربا، إذا علمنا أن بعض المهووسين بمتابعة أبرز المنافسات العالمية، يحلون بسوق درب غلف من أجل الاستفادة أيضا من الخدمات المقرصنة.وعاين «الصباح الرياضي» أوربيين تحملوا عناء السفر من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، من أجل اكتشاف سر درب غلف، الذي أصبح يعتبر من أكبر الأسواق ترويجا للقنوات المشفرة.ويحاول هؤلاء الزوار، الاستفادة من خدمات قنوات مشفرة بالمجان، أبرزها الفرنسية والأمريكية، إذ لا يهمهم ثمن الخدمة بقدر ما تهمهم متابعة الأحداث الرياضية العالمية. وينشط السوق الذي يوجد وسط البيضاء في هذه الفترة من السنة، لتزامنها مع كأس أوربا وكأس أمريكا الجنوبية في كرة القدم الشهر المقبل، والألعاب الأولمبية في غشت المقبل.ولمعرفة سر عملهم وكيفية «اجتياح» أنظمة هذه القنوات العالمية، زار «الصباح الرياضي» السوق، غير أن كل محاولاتنا باءت بالفشل، بحكم أن تلك المعلومات مصنفة ضمن «الأسرار الكبرى» لأصحاب المحلات التجارية. وبخصوص أثمنة الخدمات التي يقدمها القراصنة، فإنها تتراوح بين 1500 درهم إلى 3000، كما تتضاعف في بعض الأحيان، على حسب الطلب المتزايد، وتوقيت المنافسات الرياضية العالمية.إنجاز: العقيد درغام

إنهاء التحقيق التفصيلي مع الشقوري

اتحاد أسا إلى بطولة الهواة

مقالات ذات صلة