ما هي طبيعة المشاكل التي يواجهها المنعشون العقاريون مع الإدارة؟ يواجه المنعشون العقاريون جملة من المشاكل في علاقتهم مع الإدارة، ويظهر هذا الخلاف بشكل جلي في مساطر استخلاص الرخص، وبطء عمل اللجان، التي لا تجتمع في بعض المدن، وهو ما يخالف مضامين مرسوم ضابط البناء التطبيقي، الذي يحتاج اليوم إلى التقييم، بعد مرور أزيد من سنة على دخوله حيز التنفيذ.المراكز الجهوية للاستثمار وتجربة الشباك الوحيد، نقط سوداء حاليا في علاقة المنعشين بالإدارة، ذلك أن طريقة معالجتهم للمعاملات الإدارية، لا تستجيب لسرعة الحركية التجارية، وهو الأمر الذي يشير إلى فشل تطبيق مدونة التعمير، إذ لم يتم تحضير الإدارة بشكل كاف، من أجل مواكبة التطبيق، فهي تعاني ضعف الموارد البشرية والتكوين، وكذا التجهيزات الضرورية للقيام بمهامها. هل يعاني المستثمرون الأجانب المشاكل نفسها؟ يختلف الوضع كثيرا مع المنعشين العقاريين الأجانب، إذ يلجون السوق عبر مسؤولين كبار، ويحصلون على ضمانات كافية، بتسهيل المعاملات الإدارية، إلا أنهم يواجهون صعوبات من نوع آخر، تتعلق بالخلافات التي تنشب مع شركات مغربية، إذ سيسجل بطء في تذييل الأحكام الأجنبية بالصيغة التنفيذية، وبالتالي يقضي هؤلاء المنعشون سنوات في التقاضي، ويتكبدون خسائر مالية مهمة، ومنهم من يقرر سحب استثماره ومغادرة البلاد بشكل نهائي. كيف تعالجون مشاكلكم مع الإدارة في لجنة مناخ الأعمال بـ"الباطرونا"؟ بطبيعة الحال، فإننا دائمو التنسيق مع لجنة مناخ الأعمال باتحاد مقــــاولات المغـــرب "الباطـــرونا"، الذي نحمل عضويته، ونمرر عبـــرها مشاكلنا وانشغـــالاتنا إلى اللجنة الوطنية لمناخ الأعمال، التي يرأسها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إلا أن هناك تنـــاقضا واضحا بين الخطاب والتطبيق، ذلك أننا تعودنا تلقي تطمينات من قبـــل الإدارة المركزية، إلا أن المشكل يظــل فــي التزام الجماعات والمجالس المحلية بتطبيق المقررات الصادرة عـــن اجتمـــاعات اللجنة المذكــورة، وهنا يمكن الحديث عن غياب الوعي لدى الإدارة بأهمية الاستثمار وقيمته، ويظهر ذلك، من خلال نظام العمل اليومي، المرتكز على صيغة محددة وتوقيت معين روتيني، لا يستجيب لخصوصية نشاط المستثمرين. أجرى الحوار: بدر الدين عتيقي (*) رئيس الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين