قبل ثلاث سنوات، نهض المصطفى حموش باكرا، تناول فطوره وتفحص محتويات ملفه الصغير، ثم توجه إلى مقر الدائرة الإدارية 56 لاستكمال إجراءات استفادته من سكن في إطار إعادة إسكان قاطني وذوي الحقوق بدرب الخليفة (الحفرة) بالبيضاء الآيل للسقوط.من ضمن الوثائق الرسمية التي كان يتوفر عليها حموش جوابا يحمل عدد 003732 موقعا من عامل المقاطعات (الكتابة العامة-قسم التعمير) على طلب تقدم به المعني للاستفادة من سكن، باعتباره من ذوي الحقوق، بعد التنازل الصريح لشقيقه القاطن بالدرب نفسه.الجواب الذي يحمل تاريخ 25 يونيو 2013، يقول بالحرف "إن اللجنة المشرفة على ترحيل قاطني درب الخليفة حددت معايير الاستفادة من هذا البرنامج للقاطنين بمختلف أصنافهم". وقال العامل في معرض الجواب نفسه إن صاحب الطلب (أي المصطفى حموش) يعد أحد ورثة المحل الموجود بزنقة 6 الرقم 01، وبالتالي تنحصر استفادته في شقة واحدة تعويضا عن "التزيينة" التي آلـــــــت إليه.واعتبر المستفيد هذا الرد كافيا بالنسبة إليه، ليتجه في نونبر من السنة نفسها، رفقة زوجته، إلى مقر الدائرة الإدارية 56 لاستكمال إجراءات الاستفادة مدليا بجميع الوثائق التي طلبت منه، وأساسا الجواب الصريح للعامل.اقتنع رئيس الدائرة بصواب الطلب والاستفادة وضرب لهما موعدا بعد 15 يوما من أجل العودة إلى المقر نفسه لتسلم وثيقة تخول لهما زيارة مكان المشروع السكني الجديد، واختيار الشقة التي تناسبهما، وهي وثيقة محررة وممهورة بطابع القائد.بعد شهر من الزيارة، وبالضبط بعد الحركة الإدارية لرجال السلطة التي حملت العامل إلى سلا، فوجئ المصطفى حموش بـ"الوجه الثاني" للقائد الذي بدأ في مماطلته والتهرب من التزاماته السابقة، وأساسا استكمال إجراءات الاستفادة المنصوص عليها وعلى معاييرها في رسالة رسمية لوزارة الداخلية، ممثلة في عامل المقاطعات.فجأة، تغيرت لهجة القائد مع المستفيد الذي لم يتوان في فضح خروقات برنامج ترحيل سكان درب الخليفة وتورط رئيس الدائرة الإدارية 56، وهو ما اعتبره الأخير حربا ضده، رد عليها بحرمان المشتكي من شقته.بعد دخول الملف النفق المسدود، عاد القائد ليخبر المستفيد أن مؤسسة إدماج سكن، هي التي تسلمت المشروع بدل مؤسسة العمران، مؤكدا له أن هناك معايير جديدة تحدد الاستفادة في المالكين المقيمين دون غيرهم، ما اعتبره المشتكي جورا في حقه، لأنه استفاد ضمن المعايير السابقة، كما تساءل عن مصير الشقة التي زارها؟ ولمن آلت في الأخير؟ محملا القائد مسؤولية ذلك. ي. س