الإدارة… عدو الاستثمار!

تعقد المساطر الإدارية وعدم استقلالية القضاء وسوء الحكامة تؤخر المغرب في سلم النمو قد تكون إحدى المعضلات الكبرى للمغرب أنه يسير بسرعتين: واحدة إلى الأمام تروم جعل الاستثمار الوطني والأجنبي دعامة إستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وقاطرة لتوفير مناصب الشغل لآلاف العاطلين وتحسين مستوى البلد على سلم النمو العالمي، وأخرى تجر إلى الوراء، اسمها الإدارة العمومية بكل أعطابها وإرثها وعقلياتها وثقافتها وترسانتها السلبية، التي تجعل من أحلام المغاربة في التطور والتقدم كوابيس سوداء.منذ سنوات، يسعى المغرب لوضع عدد من التدابير المؤسساتية والاقتصادية والتشريعية والتنظيمية لتشجيع الاستثمار المنتج للنمو بكل أنزاعه، بموازاة مواصلة سياسة الإعفاءات الضريبية الممنوحة في إطار القانون العام، والامتيازات الخاصة ذات طبيعة مالية وضريبية وجمركية لفائدة المستثمرين، والتركيز على قطاعات النمو الأساسية وتحسين مناخ الأعمال وتقوية الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص وغيرها من الإجراءات والتدابير المؤسساتية الأخرى التي يعترف، الجميع اليوم، أنها تسير ببطء، بسبب "ماكينة معطلة" اسمها الإدارة.هذه الماكينة الضخمة، المشكلة من الجماعات المحلية وإدارات الضرائب والجمارك ومصالح الترخيص والتأشير...، تجر خلفها إرثا ثقيلا من البيروقراطية والفساد والعراقيل، بحسن نية وغيرها، والأعطاب البنيوية، ممثلة في وضعية البنيات التحتية، وبنية الاستقبال والموارد البشرية وضعف التكوين والتكوين المستمر وسيادة قانون الرشوة، أو ما يسمى مغربيا "دهن السير يسير".وتقاوم الإدارة العمومية مشاريع إصلاحها على نحو غريب، آخرها مخطط عمل للفترة الممتدة بين 2014 و2016، الهادف إلى تحقيق إدارة أكثر نجاعة في خدمة المواطن والمقاولة، كما قاومت مشاريع الرقمنة، وتنزيل آليات الشفافية والنزاهة التي قد تحد كثيرا من تدخل العنصر البشري. والأخطر أن هذه الأعطاب لا ينتبه إليها المستثمرون المغاربة فحسب، بل أشار إليها تقرير التنافسية العالمي 2016-2015 للمنتدى الاقتصادي العالمي، حين قال إن من بين العوامل المعيقة للاستثمار، يأتي الفساد في الرتبة الثالثة بعد البيروقراطية وصعوبة التمويل، وهو حال الإدارة المغربية التي تمثل اليوم العدو رقم واحد للاستثمار دون منازع. ي. س

الإدارة… عدو الاستثمار!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

100مشروع تؤرق "الوسيط"

خولة تعوض "الشعيبية" في الكوبل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات