رجل أعمال معتقل يطلب الإنصاف

يحبل ملف (م. ش) المعتقل بسجن عكاشة بالبيضاء، بالكثير من الغموض، سيما أن القضية في الأصل تتعلق بقضية مدنية تحولت إلى جنحة ثم جناية، قبل أن تعيدها قناعة سلطة الملاءمة وقضاء التحقيق، إلى جنحة، ليستمر اعتقال المتهم وهو مقاول، لمدة لا تفصلها عن السنة سوى أسبوع. دون أن يمتع بالسراح رغم طلبه إياه عدة مرات، ودون أن يحظى بحكم ينهي المأساة التي ترويها شقيقته، في مقابلة مع "الصباح".وحسب وثائق الملف، فالقضية تتعلق بشقة يملكها المتهم، وهو رجل أعمال، وتقع بشارع 2 مارس بالبيضاء، كان وضعها للبيع، قبل أن تظهر امرأة، وتعبر عن رغبتها في اقتنائها، تروي شقيقة المتهم، ليست أمية أو جاهلة، بل هي إنسانة على مستوى عال، وتتقن أكثر من لغة، كما أنها تجيد المعاملات التجارية والتعامل بالعملات الصعبة. توجه الطرفان لدى الموثق، وأبرما عقدا عبارة عن وعد بالبيع، التزمت فيه بأجل لأجل دفع مبلغ 200 مليون، المحدد في العقد ثمنا للشقة. وبين الأجل المذكور نسجت علاقة بين الطرفين تكللت بتوطد العلاقة بينهما وتطورها لتشمل معاملات مالية، يتوفر الشقيق المعتقل على وثائق تثبتها ومن ضمنها وصل بمبلغ 100 ألف درهم، موقع عليه من قبل المشتكية نفسها.تختصر الشقيقة أن أجل أربعة أشهر انتهى، وطالبت بمهلة أخرى، للحصول على قرض بنكي، حسب ما هو مدون في وثائق الملف، إلا أن شقيقها فوجئ بشكاية من المشتكية وضعت لدى النيابة العامة، تتهمه بالنصب، وهي الشكاية التي أحيلت على قاضي التحقيق بالمحكمة الزجرية عين السبع، كما أوقف بموجبها ووضع رهن الاعتقال الاحتياطي بعد أن تعذر عليه وضع كفالة مالية بقيمة ثمن الشقة، أي 200 مليون، ليقضي 50 يوما رهن الاعتقال الاحتياطي، قبل أن يدبر المبلغ ويضعه في صندوق المحكمة، ليتم إطلاق سراحه.وما إن شرع قاضي التحقيق في الاستماع إلى أطرافها وإجراء تحقيقه التفصيلي، بالاستماع إلى الموثق شاهدا، حتى عمدت المشتكية إلى تحرير شكاية أخرى ضمت فيها اتهامات إلى الموثق نفسه، وأشارت فيها إلى التزوير في محرر رسمي والنصب، إذ حينها رفع قاضي التحقيق يده عن القضية، وأحالها على الجنايات لعدم الاختصاص، وعند مثول رجل الأعمال أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف، أخبر بأنه ينبغي عليه وضع 100 مليون كفالة، تنضاف إلى 200 مليون وإلا سيكون مصيره الاعتقال، وهو ما استجاب له، لتصبح المبالغ التي أودعها المقاول كفالة هي 300 مليون، كما ظل يتردد على المحكمة من أجل معرفة مصير الملف، خصوصا أنه كان يشعر بأن أشياء غير عادية تؤثر في محاكمته، إذ لا يتوصل بالاستدعاءات ليتم الأمر بإحضاره بالقوة وإلقاء القبض عليه، ما دفعه إلى التوجه إلى مكتب نائب الوكيل العام ووضع عنوان شركته بدل منزل لتبليغه بأي استدعاء، سيما أنه لا حظ أن كل الاستدعاءات السابقة التي كانت سببا في اعتقاله، لا يتوصل بها بدعوى عدم وجوده، فتحرر ضده مذكرة بحث، ليتم إيقافه في اليوم نفسه الذي تصدر فيه المذكرة.واعتقل بالطريقة نفسها، آخر مرة في يونيو الماضي، إذ علم أثناء إيقافه أنه لم يعثر عليه حين التوجه إلى منزله لتمكينه من الاستدعاء، رغم أنه طالب بتبليغه في الشركة التي يوجد بها أزيد من 150 عاملا، أو الاتصال به على رقمه الهاتفي.وظل معتقلا إلى أن انتهى التحقيق التفصيلي، ليقرر قاضي التحقيق في ملتمسه المحرر في دجنبر الماضي، بعدم قيام أدلة كافية من أجل ارتكابه جناية التزوير والنصب، بالنسبة إلى الموثق، والأمر بعدم متابعته، فيما أبقى على متابعة المقاول بجريمة النصب، بعد أن قرر عدم متابعته من أجل التزوير، وإحالته في حالة اعتقال على المحكمة الزجرية لمحاكمته من أجلها.شقيقة المعتقل، تضيف أن شقيقها رفع في الآن نفسه دعوى الإفراغ ضد المشتكى بها من شقة التي تحتلها ومازالت تقطن بها، إلا أن المحكمة رفضت القضية، ما يعني أنه دفع 300 مليون سنتيم، وأن الشقة محتلة من طرف المشتكية نفسها، ومع ذلك تم الإبقاء على اعتقاله، وتتساءل في الآن نفسه حول تبرئة الموثق، الذي كان في حكم الفاعل الأصلي، وعدم متابعته، بعد أن تبين أن كل الإجراءات التي قام بها مضبوطة وقانونية، والاكتفاء بمتابعة الشريك، الذي هو شقيقها، وهو ما عبر عنه دفاع شقيقها بأن الأمر غريب، وأنه بقوة القانون وبالضمانات المودعة بالمحكمة لفائدة المشتكية، فإن الاعتقال تعسفي وفيه شطط، ما دام المشتكية قامت بحجوزات فاقت قيمة العقار موضوع النزاع وتقطن الشقة موضوع الخلاف، أكثر من ذلك القيمة المالية للشقة موجودة بين يدي القضاء.وختمت شقيقة المعتقل بالقول إن ما وقع، يعيد طرح تساؤلات حول الأمن التعاقدي، فرغم أن الإجراءات تمت أمام موثق، فإنها لم تسلم من الطعن، رغم أن القضاء نفسه اقتنع بأن ذمة الموثق سليمة وقرر عدم متابعته. وتطالب في الآن نفسه بتدخل وزارة العدل والحريات، لوضع القطار على سكته.المصطفى صفر

رجل أعمال معتقل يطلب الإنصاف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصرع مغربي على يد قاصر بهولندا

الحبس لمصور أشرطة جنسية بخريبكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات