الاتحاد الأوربي يجنح إلى السلم

لم يجد الاتحاد الأوربي بدا من الجنوج إلى التهدئة في مواجهة المغرب، الذي أظهر استعداده الذهاب بعيدا في رده على ضرب وحدته الترابية باسم استقلالية محكمة العدل الأوربية، وهي الرسالة التي تأكدت بالزيارة الملكية إلى موسكو العدو الاقتصادي رقم واحد للاتحاد.وعبر المغرب عن رفضه الشديد لحكم محكمة العدل الأوربية القاضي بوقف استيراد منتجاته الفلاحية، خاصة الوافدة من الأقاليم الصحراوية، مهددا باتخاذ إجراءات لازمة، لكن فيدريكا موغريني، الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوربي، لم تكف منذ بداية الأزمة عن القول بأن "علاقة الاتحاد بالمغرب ثابتة وشاملة ومستقرة، وأن كل الاتفاقيات الثنائية بين الطرفين شرعية"، مؤكدة أن "جميع الاتفاقيات الثنائية بين الطرفين تظل قائمة ومستمرة".وبخلاف ما ذهبت إليه المحكمة الأوربية، فندت موغريني، عقب لقائها مع وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري حول ليبيا، أي حديث عن إلغاء الاتفاقية الأوربية المغربية في المجال الفلاحي، ومع ذلك أعلنت الحكومة أنها ستعلق التواصل مع مؤسسات الاتحاد الأوربي، إذ اعتبر بيان صادر عن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، أن المغرب جدد رفضه القاطع لقرار محكمة الاتحاد الأوربي المتعلق برفع القيود عن تبادل المنتجات الزراعية والسمك، معتبرا أن "طابعه سياسي محض" وفيه "خرق للقانون الدولي".وقبل ذلك طالب مزوار موغريني بتوضيح موقف الاتحاد الأوربي من اللبس الحاصل والمغالطات التي بنت عليها المحكمة الأوربية حكمها، باعتبار أن "القرار كان ذا طابع سياسي، ويتعارض مع الشرعية الدولية، ويهدد مستقبل العلاقات التاريخية الشاملة والإستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوربي".وشدد وزير الخارجية على أن "المغرب مهتم بقرار اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، القاضي بعزم الاتحاد استئناف حكم المحكمة الأوربية، مما سيمكن من تأكيد أن العلاقات بين الطرفين ثابتة ومستقرة، ويضفي مزيدا من الوضوح لدى الطرف الأوربي في علاقته بالمغرب".وبعدما توالت الأصوات الرافضة للقرار والداعية إلى إعادة النظر فيه، أعلن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، عن قرار إعادة الاتصالات بين المغرب والاتحاد الأوربي نظرا للتطورات الإيجابية التي عرفها الملف، وذلك بعد العرض الذي قدمته مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون حول تطور العلاقات مع الاتحاد الأوربي، في المجلس الحكومي.وأكدت بوعيدة أن الزيارة الأخيرة لموغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي، والتي أتت عقب قرار المغرب قطع الاتصالات مع الاتحاد الأوربي، "تمت في جو جد إيجابي، تم خلالها طمأنة المغرب وتقديم الضمانات من أجل إيجاد حل للأزمة الناتجة عن قرار المحكمة الأوربية".وكشفت بوعيدة، أن موغيريني أكدت على أهمية الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوربي، "واستعداد هذا الأخير للتنسيق وتقريب الرؤى، وعلى أن الاتحاد متفهم لأهمية القضية الوطنية بالنسبة لكل المغاربة، كما أنه مستعد للتعاون في إيجاد الحل".ياسين قُطيب

الاتحاد الأوربي يجنح إلى السلم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بلوكاج" التقاعد بمجلس المستشارين

أم تحتجز طفلين معاقين بأكادير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات