“فيسبوك”… منصة إطلاق صواريخ العنف

مواقع التواصل الاجتماعي فضاء للدعم والتحريض والتخطيط لاعتراض الجماهير المنافسة يتعاظم الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي يوماً بعد يوم، ويتزايد أثرها في حياة المجتمعات والأفراد، ورغم الفوائد والفرص الكبيرة التي باتت تمنحها تلك الوسائل لمستخدميها، فإن مخاطر وتهديدات متزايدة تنشأ عن سوء استخدامها.مع تصاعد أثر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) في تعزيز سبل الاتصال، وإتاحة الفرص لنقل الأفكار، وتسهيل الحصول على الخدمات، برزت في السنوات الأخيرة تداعيات خطيرة لتلك الشبكة في ما يتعلق بتسهيل ارتكاب الجرائم، حتى بات هناك ما يعرف بـ “الجرائم الإلكترونية”، التي خصصت لها معظم دول العالم آليات لمكافحتها، كما تم سن قوانين عديدة لمواجهة التهديدات الناشئة عنها.وتعطينا مواقع التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها نحو 88 في المائة من مستخدمي شبكة “الإنترنت” المثل الأوضح على إمكانية تحول الفرص الكبيرة إلى مخاطر جمة في بعض الأحيان.وثمة تأكيدات كثيرة تشير إلى اعتماد الإلترات وحتى جمعيات المحبين على مواقع التواصل الاجتماعي آلية تجنيد وكسب تعاطف على نطاق واسع.وظهرت في السنوات الأخيرة مواقع متخصصة في الوعد والوعيد، وتبادل السب والقذف، ضاربة مواعد في تظاهرات بعينها، وفي أماكن بعيدة عن عيون السلطات. وتعد مواقع التواصل الاجتماعي ميداناً خصباً لتأجيج النزاعات والتحريض على العنف والكراهية في مجتمعات عديدة، خصوصاً في المغرب في السنوات الأخيرة.وأوردت صحيفة “ذا ديلي ميل” البريطانية، في أحد أعدادها الصادرة في 2012 أن ثمة 12.300 جريمة مزعومة، ارتبطت بموقع “فيسبوك” في 2011، مشيرة إلى أن “جريمة مفترضة تقع كل 40 دقيقة ارتباطاً بهذا الموقع”. كما تفيد إحصاءات موثوقة، أنه تجري إضافة 250 مليون صورة يومياً على “فيسبوك”، كما تضاف 200 مليون تغريدة إلى “تويتر”، فضلاً عن أربعة ملايير مشاهدة فيديو يومياً عبر “يوتيوب”، وقد تم رصد آلاف الصفحات التي تحوي محتوى ذا صلة بالعنف على تلك المواقع. ونعيش عصر وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت مؤشراً على التحول السريع في حياة الناس، كما باتت جزءاً حيوياً رئيسياً من الطريقة التي يفكرون بها، ويكونون مواقفهم، ويتخذون قراراتهم، ويرتكبون الجرائم عبرها في بعض الأحيان.ويقضي المرء أمام شاشة الحاسوب، أزيد من ثماني ساعات في اليوم، حسب الإحصائيات الأخيرة، بإمكانها أن تغير حياته، من إنسان عاد، إلى آلة متحكم فيها، قد تدفعه إلى البحث عن العنف، والتحريض عليه، ومن ثم تأتي الخطورة. وعلى مدى الشهور 12 الماضية، كرست مجموعة من الباحثين التابعين للمركز الدولي لدراسات الحركات الراديكالية نفسها لمتابعة نشاط نحو 190 من المواقع الاجتماعية، وتوصلوا إلى نتائج مهمة في هذا الصدد.وخلص هؤلاء الباحثون إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، تمثل “مصدراً أساسياً للتحريض والمعلومات” لهؤلاء.ويقول السير ديفيد أوماند في كتابه “استخبارات وسائل التواصل الاجتماعي” إن أحداث العنف التي اندلعت في بريطانيا في أعقاب مقتل أحد المواطنين على يد شرطي، في غشت 2011، لم تكن لتحدث بالاتساع والتأثير نفسيهما لولا استخدام ناشطين لقنوات التواصل الاجتماعي في تأجيج حس العداء للشرطة والتحريض على الأعمال الإجرامية”. وينشط خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً في الدول العربية، خصوصا بعد اجتياح ظاهرات الإلترا. وفي بلد مثل المغرب، تعد وسائل التواصل الاجتماعي منصة لتأجيج الكراهية، بين محبي ومشجعي الأندية، وبسبب الأزمة الاجتماعية في هذا البلد، يتم استخدام تلك الوسائل على نطاق واسع في التحريض على العنف ضد الدولة والمجتمع وقوى الأمن.يفيد أي تحليل دقيق لمحتوى معظم وسائل التواصل الاجتماعي في أوقات الأزمات والاضطرابات وأعمال العنف، أن تلك الوسائل تلعب دوراً تأجيجياً في كثير من الأحيان، خصوصاً أن المستخدمين عادة ما يكونون في مأمن من ملاحقة السلطات رغم ارتكابهم جرائم التحريض وإشاعة الكراهية.نورالدين الكرف

“فيسبوك”… منصة إطلاق صواريخ العنف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدمنو " القرقوبي " يهددون صيادلة الحسيمة

شهادات صادمة لنساء تعرضن للعنف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات