الذكورية ليست حكرا على الرجال

أم البشائر لمرابط قالت إن هناك سياسيات ينتصرن لمنطق الوصاية على المرأة شددت أم البشائر، المستقيلة من عضوية المكتب السياسي للحركة الشعبية ومن رئاسة جمعية النساء الحركيات، على أن العقلية الذكورية ليست حكرا على الرجال، معتبرة، في حوار مع "الصباح"، أن هناك سياسيات ينتصرن لمنطق الوصاية على المرأة، تماما كما وقع معها عندما رفضت أن تكون لعبة تتحكم فيها امرأة أخرى وتوظفها ورقة في التدافع داخل الحزب لصالح هذا الطرف أو ذاك. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: ياسين قُطيب لم تكن مشكلتك في الحركة الشعبية مع الرجال، بقدر ما كانت مشكلة نسائية، ألا يعني ذلك أن مواقف نساء الأحزاب قد تكون في غير صالح المرأة؟ المشكلة ليست في الرجال بل في منطق التحكم وفرض الوصاية، التي توجد في الجنسين معا، إذ هناك نساء سياسيات ينتصرن لمنطق الوصاية على المرأة، أنا لا أنكر بأن حليمة العسالي بحكم القرابة العائلية هي من شجعتني على الانخراط في الحركة الشعبية وهي مشكورة على ذلك، لكن ما لم أتقبله هو أن تعتقد بأنني لعبة ستتحكم فيها أو أنها ستوظفني ورقة في التدافع داخل الحزب لصالح هذا الطرف أو ذاك.قد تكون المرأة عدوة للمرأة وهذه حالة عايشتها عن قرب في الحركة الشعبية لأن المرأة القوية في الحزب كانت في مقدمة المعارضين لتوسيع تمثيلية المرأة في المكتب السياسي، وهو ما جعل التمثيلية النسائية فيه لا تتجاوز 6 في المائة، كما أنها تصدت لمقترح جمعية النساء الحركيات للرفع من عدد النساء بالمجلس الوطني إعمالا بمبدأ المناصفة. توترت علاقتك بقيادة حزبك (الحركة الشعبية) ووصلت حد إعلان استقالتك، هل هو اعتزال قبل الأوان للسياسة أم فقط طلاق رجعي ؟ لا مشكلة لي مع الحركة الشعبية فهذا الحزب باعتباره إطارا سياسيا عريقا بتاريخه الحافل ومواقفه الثابتة بخصوص المقدسات والثوابت الوطنية ودفاعه عن الهوية المغربية ، شكل بالنسبة إلي حافزا أساسيا للانخراط في صفوفه والمساهمة في توسيع دائرة إشعاعه. لكن مشكلتي كانت مع جهة معلومة تتحكم في القرارات وفي تسيير الحزب وفق مصالحها وبمنطق التحكم، وهذا ما رفضته وجعلني أقدم استقالتي من رئاسة جمعية النساء الحركيات خطوة أولى ومن بعد ذلك أعلنت استقالتي نهائيا من كل أجهزة الحزب.واستقالتي من الحركة الشعبية لا تعني القطيعة مع السياسة، لأنني سأستمر في العمل السياسي، خاصة بعد اتصالات تلقيتها من أحزاب بغرض الانضمام إلى صفوفها وأنا بصدد دراسة هذه العروض ليكون اختياري موفقا وينسجم مع قناعاتي. سياسيات كثيرات يشتكين من صعوبة العمل في المجال، هل تنطبق هذه الشكوى على حالة أم البشائر؟ شخصيا لم أكن أشتكي من صعوبات العمل السياسي لأنني آمنت بأن هذا المجال يتطلب الصبر ونكران الذات، وقد ساعدني على ذلك أنني ترعرعت في كنف والدي عباس المرابط الذي كان مقاوما ورجلا سياسيا وكنت أحضر لقاءاته في المنزل مع شخصيات سياسة ونقابية بعضهم رحل إلى دار البقاء وبعضهم أطال الله في عمرهم، وهذه التنشئة في بيئة سياسية هي التي منحتني قوة وطاقة لولوج العمل السياسي.لكن هذا لا يعني بأن المرأة لا تواجه صعوبات في التوفيق بين العمل المهني والسياسي وبين متطلبات الأسرة ورعاية الأبناء. وبالنسبة لي فدعم العائلة جعلني أتغلب على هذه الصعوبات. تحقق النساء نجاحات ملموسة في مجالات تخصصهن لكن قليلات من يفلحن في اقتحام القلاع الحزبية، ما هو تفسيرك ؟ أعتقد أن المسألة تعود للعقلية الذكورية التي لا تزال للأسف سائدة في الأحزاب السياسية وإن كانت بدرجات متفاوتة. وهذا ما يجعل المرأة مطالبة ببذل مجهودات أكبر من الرجل لإثبات ذاتها. كما أن بعض الأحزاب تشترط معيار الكفاءة المهنية والعلمية في المرأة في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن المستوى التعليمي المتواضع لبعض الرجال لا لشيء سوى لأنهم كائنات انتخابية فعالة وربحها مضمون. من جهة أخرى فإن الاستقلال المادي للمرأة يعتبر شرطا حاسما يؤهلها للعمل السياسي بأريحية. ورغم ذلك فهناك أمثلة مشرفة لنساء تمكن من فرض ذواتهن في المشهد السياسي المغربي وهذا ليس اعتباطيا بقدر ما هو نتيجة لتضحياتهن ونضالهن المتواصل. في سطور > من مواليد 1972 بأزمور > متزوجة وأم لطفلتين> غادرت المغرب في سن 16 سنة لمتابعة دراستها الثانوية بلندن > حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الحسابات والإدارة والتسيير من جامعة تايمز فالي ماجيستير في الإدارة والتسيير الدولي من المدرسة الوطنية للقناطر والطرق بباريس > شهادة تسيير السياحة المستدامة من مدرسة ماستريخ للتسيير و التدبير بهولندا> اشتغلت مسؤولة عن الإدارة والحسابات بالخطوط الجوية البريطانية في المغرب> عضو لجنة حقوق الانسان بالليبرالية الأممية> نائبة رئيسة الليبرالية الأممية للنساء مكلفة بشمال افريقيا والشرق الأوسط

الذكورية ليست حكرا على الرجال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا أعيش بشكل عاد بطنجة

جمعيات أولمبيك آسفي تساند الكوكب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات