أزولاي: الحسن الثاني “مهندس” الاستثناء المغربي الراهن

المستشار الملكي قال إن ثلاثة قرارات للملك الراحل جعلت من المغرب اليوم متفردا وسط محيط فاشل كشف أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، عن تفسيره للاستثناء المغربي الراهن، الذي يجعل من البلد متفردا في محيطه، و»أكثر قدرة على المقاومة» في مرحلة من «الفشل التاريخي والردة الحضارية»، فقال إن ثلاثة قرارات متبصرة للملك الراحل الحسن الثاني، اتخذت قبل 60 سنة، هي التي كانت لبنات تأسيسية للتفرد المغربي الراهن. وحدد مستشار الملك، الذي كان يحاضر الاثنين الماضي، بالجامعة الدولية في البيضاء، الخيار أو القرار الأول، في حظر الحزب الوحيد، بمقتضى دستور 1962، وكان المغرب، البلد الوحيد في المنطقة المحيطة به، الذي سار في ذلك التوجه، ومن التداعيات الإيجابية للقرار أن المواطن المغربي، يعيش واقعا من التنوع الإيديولوجي والفكري، المتجذر أصلا في الحضارة والتاريخ المغربي منذ القدم.وفيما كانت باقي بلدان المنطقة، تحكمها إما أنظمة الحزب الوحيد أو أنظمة عسكرية بفكر وحيد، يتمثل القرار الثاني الأساسي والمهيكل، حسب أندري أزولاي، مستشار الملك، في الخيارات الاقتصادية للمغرب منذ تلك الفترة، متمثلة في الانفتاح الاقتصادي وتحرير السوق (الرأسمالية)، وهو القرار الذي كان بدوره متناغما مع الحضارة المغربية وتاريخها على الصعيد الاقتصادي منذ القديم.وينضاف ذلك القرار إلى آخر، ساهم بدوره في جعل المغرب حينها، بلدا يسير عكس التيار بالمنطقة التي يوجد فيها، لكنه يجني ثماره اليوم، ويتجسد في خيارات المغرب على صعيد التحالفات الدولية، وأساسا التوجه نحو المعسكر الغربي والقيم التي يدافع عنها، بينما كان محيط البلد يساند المعسكر الشرقي.وبالنسبة إلى مستشار الملك، الذي كان موضوع درسه في الجامعة الدولية للبيضاء، يدور حول «المغرب: فن العيش المشترك في أرض الإسلام»، يعد بلدنا اليوم، أكثر قدرة على المقاومة، وتجربة متميزة ومتفردة، وصوتا ثمينا ومسموعا على مستوى العالم، في مرحلة من «الفشل التاريخي للمنتظم الدولي والردة الحضارية الكبرى والمآسي والشك».ويحظى المغرب بذلك الامتياز، لأن التنوع خيار متجذر في تاريخه وحضارته، ولأنه اختار أن يكون بلدا «ليس فقط متفردا، إنما هو نفسه»، فاختار إسلاما يميزه عن الآخرين، لذلك، فجميع المغاربة اليوم، كل من موقعه، عليهم أن يجعلوا من ذلك، دينامية مستمرة، ويبادروا كل من موقعه، إلى مقاومة الردة، والتحرك والتعبير وتجسيد التفرد المغربي.وشدد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس، الذي لم يخف تفاؤله الكبير والمستمر إزاء مستقبل المغرب، على أن المغاربة حاملون لإرادة متجذرة في تاريخنا وحضارتنا أساسها التنوع، وهي مسؤولية على أعناقهم، قائلا إنه شخصيا، حينما يقدم نفسه في أكثر من مناسبة، يقول «أنا مغربي، يهودي الديانة، لكن أيضا أمازيغي وعربي»، ثم يضيف: «لا أقول هذا من أجل استفزاز أحد، لكن هذا واقعي وحقيقة أعيشها منذ زمن بعيد».م . خ

أزولاي: الحسن الثاني “مهندس” الاستثناء المغربي الراهن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لافتة "طنجة العاهرة" تغلق ملعب تطوان

مخمور اختطف مومسا واغتصبها في الخلاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات