البغاء المقدس… التطبيع مع الجنس عند القدماء

في بعض القبائل الإفريقية كان الأب يفتض بكارة ابناته تطرقت الكثير من الكتابات المهتمة بتاريخ البغاء وأشكاله، إلى نوع خاص منه أطلق عليه "اسم البغاء المقدس" والذي يجمع في اسمه بين عنصرين لا يقبلان الجمع وفق الثقافة الجمعية للبشرية. في كتابه "نساء في خدمة اللذة" يتحدث الفلسطيني مصباح محجوب عن هذا النوع من البغاء قائلا إنه ظهر خلال الفترة التي كانت فيها المعابد منتشرة في مدن الحضارات القديمة (بابل وآشور وأثينا وروما ومصر وغيرها)، وكانت المعابد آنذاك تحمل أسماء شتى، وتدين بالولاء للآلهة ذاتها مع تحوير في الأسماء. ويضيف أن بغايا المعابد، في تلك الفترة، كن يمارسن العمل نفسه والطقوس عينها مع اختلافات بسيطة، لكن المنحى العام هو هو، أي جمع المال بهدف إدامة العمل في المعابد وتعميرها وزخرفتها وتجميلها لتليق بالرب، وينفق جزء منه على كهنة المعابد والعاملين فيها. ويردف المؤلف أن فتيات المعبد كن يمارسن البغاء خدمة للرب ولبيته مقابل رضى الرب عنهن واقتطاع جزء من المال يسير لصالحهن الشخصي، أي أنهن كن يدخرنه لحين خروجهن بغرض الزواج في ما بعد. ولم يكن عمل البغايا في المعابد معيبا أو مخجلا، يقول مصباح محجوب، بل بالعكس أضفى هذا العمل عليهن من الاحترام ما يفوق أو يساوي احترام النساء المتزوجات، وكان نخبهن يُشرب إثر كل انتصار في الحرب، أو إثر الخلاص من أي وباء يصيب المدينة. ولم يكن الاحترام والتقديس يقتصر على الفتيات والنساء اللواتي يمارسن البغاء في المعابد ابتغاء رضى الرب، بل كان الآباء الذين يدفعون ببناتهم ونسائهم إلى المعابد للمارسة البغاء المقدس هذا، ويحصلن على الكثير من هالة الاحترام ويوصفون بالمثالية. وكان سائدا آنذاك أن فضّ بكارة البنت من قبل الناس العاديين مجلبة للعنة والأمراض، أما كهنة المعبد والملك وخدام الآلهة فهم وحدهم القادرون على تجنيب الفتاة الإصابة بالأمراض وصد اللعنات عن الناس والمدينة. ولعل بقايا هذه العادات استمرت وشاعت وانتقلت إلى كثير من بقاع الأرض، إذ صار على الأب في بعض القبائل الإفريقية أن يفضّ بكارة ابنته ليهيئها للزواج. لكن الدوافع الدينية التي لعبت كل هذا الدور الكبير ما لبثت أن تغيرت وانقلبت على هذه الصفة، أي ممارسة البغاء المقدس، بعد أن سادت التعاليم الموسوية والمسيحية والإسلامية، وتكشفت نظرة الدين الزاجرة/ المتسامحة نحو البغي والبغاء، وبدا الدافع الديني مغريا لكثير من نساء العصور القديمة والوسطى، ولرجال السلطة والكهنوت. عزيز المجدوب

البغاء المقدس… التطبيع مع الجنس عند القدماء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خمس سنوات لهاتك عرض قاصر بمكناس

10 سنوات لمتهم بالقتل بميدل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات