دوار الحاجة بالرباط… وكر المجرمين

اتجار بمختلف أصناف المخدرات وسرقات بالأسلحة البيضاء وجناة يغيرون المنطقة نحو أحياء أخرى إنجاز:عبدالحليم لعريبي دوار الحاجة بالرباط، كتب فيه للكثير من الأسر إنجاب عتاة المجرمين بالعاصمة الإدارية، يواجه فيه رجال الشرطة مصاعب في الاهتداء إلى المنحرفين بسبب تضاريس الدوار والأحياء المحيطة به ك «جبل الرايسي». جعل منه ذوو السوابق قبلة لترويج مختلف أنواع المخدرات، ناهيك عن السرقات تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض. بنايات متهالكة فوق بعضها البعض، وممرات يصعب على زائر دوار الحاجة سلكها وسكانه يبدو من ملامحهم أنهم مازالوا يقطنون تحت أسقف السكن القصديري، هذا هو حال الحي الذي يعتبر خزانا للمجرمين، الذين كسبوا شهرة بالحي والمناطق القريبة منه كأحياء جبل الراسي والمعاضيد والدوم..فاطمة، تلميذة، غادرت ثانوية إعدادية عائدة إلى بيتها، وحينما كانت تستمتع بالموسيقى تفاجأت بمنحرف يمسكها من الخلف، ويأمرها بعدم الصراخ وإلا سيقوم بتشويه ملامح وجهها، لكن التلميذة المجتهدة لم تستطع المقاومة أو الصراخ، بل سقطت مغمى عليها ولاذ الجانح بالفرار نحو وجهة مجهولة، تاركا وراءه الضحية فاقدة توازنها وقدرتها على الحديث. تجمهر المارة على فاطمة الزهراء، ذات ست عشرة سنة، لكن لم يعلموا أنها تعرضت للسرقة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض إلا بعد حضور أفراد من عائلتها.حالة هذه التلميذة تشبه الكثير من الحالات بدوار الحاجة والتقدم والمعاضيد والدوم...، أحياء تنتمي ترابيا إلى المنطقة الأمنية الثالثة السويسي التقدم، هي منطقة أمنية كتب على عناصر الشرطة العاملة فيها يوميا أن تتواجه يوميا مع اللصوص ومروجي المخدرات والأقراص المهلوسة والمنحرفين الذين يحدثون الفوضى في الشارع العام. منطقة مصنفة ضمن البؤر السوداء دوار الحاجة بني بطريقة عشوائية وكان ملاذ الهاربين من ويلات الجفاف بمناطق بني خيران والسماعلة بوادي زم وقبائل زعير وزمور بازحيليكة والرماني، استوطنوا فيه منذ عقود خلت، بعدما واجهوا مشاكل كبيرة أنتجت مظاهر الانحراف...، وبات بعض عتاة المجرمين بالمنطقة يلقبون ب»ولد السمعلية ولد الخيرانية ولد الزعري..» وغيرهم من الذين تواجه عناصر الشرطة مشاكل كثيرة في اعتقالهم.صعوبة تضاريس المنطقة التي بني فوقها دوار الحاجة والدواوير المحيطة بها، تصعب في الكثير من الأحيان على رجال الأمن العاملين بالمنطقة الأمنية الثالثة الولوج إليها، بعدما وضع الجناة المحترفون «مسالك « للفرار بسهولة من ملاحقة عناصر الشرطة.ويتذكر أحد أبناء المنطقة في حديث مع «الصباح» كيف كانت فرقة التدخل السريع التي أحدثها الجنرال احميدو العنيكري سنة 2006، تشل حركات عدد من عتاة المجرمين بالدوار والأحياء القريبة منه، حينما كان المسؤولون يتغاضون نوعا ما في خرق عناصر الفرقة للقانون أثناء التدخلات عن طريق ارتكاب تجاوزات مخالفة للقانون، وصولا إلى أوكار مروجي المخدرات وزعماء العصابات. معتقلون كثر من المنطقة حينما يقف المتتبع على القضايا المحالة على المحكمة الابتدائية بالرباط أو على محكمة الاستئناف من طرف المجموعة الثامنة للأبحاث التابعة للشرطة القضائية بمنطقة أمن السويسي التقدم أو حتى من الدوائر الأمنية الخمس التابعة للمنطقة ذاتها، يصطدم بأن أغلب الملفات تعود إلى الضابطة القضائية هناك، بالمقارنة مع المناطق الأمنية الثانية الرياض أكدال حسان أو المنطقة الأمنية الأولى المحيط أو حتى مع المنطقة الأمنية الرابعة بحي يعقوب المنصور.ويأتي الاتجار بالمخدرات من شيرا وأقراص مهلوسة ومعجون وكيف وطابا ضمن الملفات المحالة على ابتدائية الرباط، بعدما جعل المتورطون من مناطق ذات تضاريس وعرة سواء بدوار الحاجة أو الدوم أو سيدي قاسم الناظوري وكذا جبال عكراش التابعة ترابيا لأمن المنطقة الثالثة، ملاذا آمنا للفرار وعدم الاستسلام للضابطة القضائية. لكن تبقى أفعال جرمية تهز دوار الحاجة والمناطق القريبة منه بين الفينة والأخرى، أفعال ترتبط باستمرار بتبادل الضرب والجرح والسرقات بالعنف أو إحداث العاهات المستديمة وفي بعض الأحيان الضرب والجرح المؤديان إلى الموت...، هي جرائم لا يخلوا منها دوار الحاجة والأحياء المحيطة به. متهمون يغيرون وجهاتهم قبل أسبوعين سقطت عصابة للسرقة والابتزاز بحي يعقوب المنصور التابع لنفوذ المنطقة الأمنية الرابع، ضبط المتهم الرئيسي في حالة تلبس رفقة قاصر بالسرقة والابتزاز، بعدما كان توهم الضحايا أنها على استعداد لربط علاقات عاطفية معهم، وحينما ترغب في القدوم معه إلى غرفة النوم يحضر المتهم الرئيسي، ويهدد الضحية بالاعتداء على أساس أنها زوجته أو شقيقته ويشرع في ابتزازه مقابل عدم ربط الاتصال بالشرطة.والمثير في العملية أنه بعد نقل المتهم وتنقيط اسمه على الناظمة الالكترونية تبين أنه يتحدر من دوار الحاجة، وقرر اللجوء رفقة شريكته إلى حي يعقوب المنصور، بعدما ضاق ذرعا مطاردات الشرطة هناك، وشرع في ممارساته الإجرامية بحي يعقوب المنصور حتى لا يثير الانتباه، لكن مرور دورية للشرطة غير بعيد عن مسرح جرائمه أسقطته في حالة تلبس. غارات على الأحياء المجاورة من خلال الاطلاع على العديد من محاضر الأبحاث التمهيدية التي تنجزها الضابطة القضائية بالعديد من الدوائر الأمنية أو الفرقة الجنائية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، يظهر في الكثير من الأحيان أن عتاة المجرمين يتحدرون من دوار الحاجة والمناطق المحيطة به كدواري المعاضيد والدوم، جناة احترفوا مختلف مظاهر الإجرام، أكسبتهم شهرة بالمنطقة، وباتوا يغيرون من مناطق ارتكاب جرائمهم إلى وجهات أخرى خوفا من كشف أمرهم بسرعة من طرف المخبرين ورجال الأمن العاملين بمنطقة أمن السويسي التقدم.

دوار الحاجة بالرباط… وكر المجرمين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المال يقتل الغيرة ويكتري السرير

أزواج تخلوا عن فحولتهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات