لن أتراجع عن إصلاح التقاعد حتى لو سقطت الحكومة

بنكيران: ليست لدي عداوة مع العماري فهو خصم سياسي وتصرف حزبه غير طبيعي التقى عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، مجموعة من الصحافيين، في لقاء خاص، أول أمس ( الأحد) بمنزله بحي الليمون، حضرته " الصباح"التي وضعت خلاله أسئلة تخص إمكانية تعديل القوانين الانتخابية، على ضوء مطالب الأحزاب وتقليص العتبة وتشكيلة الحكومة المقبلة، وأثر الإضراب على قوانين التقاعد، وإمكانية تقليص عدد أعضاء النواب من 395 إلى 160، وتقليص المنتخبين من 31 ألفا إلى 4 آلاف وأعضاء المجالس الوطنية… في ما يلي أجوبة بنكيران الذي كان بين الفينة والأخرى يستعين ببعض قفشاته للتعبير عن موقف سياسي أو اجتماعي… كشف بنكيران أن حزبه مغربي مائة بالمائة، ولا يفهم لماذا كل هذا التهجم عليه، من قبل جهات معلومة، مؤكدا أنه حينما تابع في برنامج خاص للقناة الثانية، دوزيم، لقاءها مع فؤاد عالي الهمة، الذي كان بصدد إنشاء جمعيته، قبل أن يصبح مستشارا للملك محمد السادس، استغرب تهجم الهمة على " بيجيدي"، هكذا دون أسباب موضوعية تستوجب ذلك، بدلا من وضع برامج لحل مشاكل المواطنين. وإثر ذلك، اتصل القصر الملكي، يحكي بنكيران، بالدكتور سعد الدين العثماني، ليخبره أن القصر لا دخل له في خطاب الهمة، وتم التماس حق الرد عليه كما يكفل ذلك القانون، فاتفق بنكيران والعثماني، والراحل عبد الله بها على الرد في القناة الثانية، لكنه في الأخير استقر الرأي على الرد في صحيفة وطنية عوض القناة الثانية. لكن بنكيران أعاد السؤال على مسامع الصحافيين، لماذا يكرهون حزبه، الذي جاء لإصلاح البلاد والعباد كي يتبنوا منطق العصر الذي يقتضي التنافس الشريف في كل المجالات لتطويرها، وضمان تكافؤ الفرص لجميع المواطنين، كي يستفيدوا من حقوقهم كاملة، مع أداء واجباتهم ترسيخا لحقوق المواطنة المكفولة دستوريا. تهكم وامتعاض من لشكر امتعض بنكيران من الطريقة التي تكلم بها إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، في اجتماع قادة الأحزاب الثمانية، بمقر رئاسة الحكومة، حيال توقع هيلاري كلنتون، المرشحة للرئاسة الأمريكية، بأن العدالة والتنمية، سيتصدر نتائج الانتخابات، إذ تهكم على لشكر حاثا إياه على مساءلة هيلاري أو باراك أوباما، أو بوتين، لمعرفة نوايا التصويت، مؤكدا أن كل شخص في العالم يتوقع ما يريده من مرشحين لتحقيق الفوز الانتخابي، بل التمس من لشكر أيضا وضع السؤال على بان كي مون، الأمين العام لهيأة الأمم المتحدة، لمعرفة رأيه في الانتخابات. حذف العتبة أكد بنكيران أن حذف العتبة نهائيا، قد يرفع عدد الأحزاب الممثلة في مجلس النواب من 16 إلى 24، بطريقة تؤسس للبلقنة، موضحا أن مبرر الدعوة إلى إلغائها لن يغير الخريطة الانتخابية، في تشكيل الأغلبية والحكومة معا، كما أن تقليص العتبة، من 6 إلى 3 في المائة، لن يغير أيضا من ترتيب الأحزاب إذ كل حزب محتل الصفوف الثلاثة الأولى سيفقد 3 إلى 4 مقاعد، قد تمنح لمن يليهم أو لمن بعدهم في سبورة الترتيب حسب نمط الاقتراع المعمول به، مشددا على أنه يتفهم دواعي مطلب حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يوجد في وضع صعب جدا، لكنه شدد على أن الهدف من التخفيض أو حذف العتبة لن يحققا الأهداف المسطرة، لأن الذين ينعتون بالصغار قد لا يمرون بدون تحقيق أصوات كثيرة مؤهلة للفوز. تذكار زعيمة " البام" استغرب بنكيران للحرب التي استعرت ضد لائحة الشباب، وكأنها سبب مشاكل المغرب، مؤكدا أن حركة 20 فبراير هي من أوحت بضرورة تمثيلهم كي يشاركوا في صناعة القرار داخل المؤسسات، وليست فقط المساهمة، مؤكدا أنه حينما اجتمع بقادة شبيبات ثمانية أحزاب، حثهم على الدفاع عن مكتسباتهم للإبقاء على لائحتهم، إذ لم يحرضهم على زعمائهم. وأقر بنكيران، بما كانت " الصباح" سباقة لنشره بأنه منح تذكارا لزعيمة شبيبة " البام" باعتبارها كانت الأنثى الوحيدة، وهي قارورة عطر مهداة إليه من قبل الأتراك، مرصعة بالذهب، دون أن يكشف قيمتها الحقيقية، مضيفا أنه ضد فكرة تمديد اللائحة النسائية للمرة الثانية، لأن الهدف منها هو دفع النساء وتشجيعهن للمشاركة في الحياة السياسية عبر مؤسسة البرلمان، ومن ثم تفتح في وجهوهن الأبواب للعمل الميداني المباشر كي تحصل كل واحدة على مكانتها الطبيعية. عازمون على مراجعة دعم السكر كشف بنكيران، أن الحكومة، عازمة على إصدار مرسوم يتعلق بتخفيض الدعم عن مادة السكر، المدعم بين 3 و5 ملايير درهم، والذي توجد بشأنه شكوك أنه لا يصل إلى المستفيدين الحقيقيين، وتحويل جزء من هذا الدعم المحدد في1 مليار درهم مساعدة مباشرة إلى المعاقين كليا، على أساس أن يحصل ذوو الاحتياجات الخاصة، كاملو الإعاقة على 500 درهم شهريا تساوي ثمن الأدوية، فيما الباقي يوزع لتشييد مستشفيات إقليمية. وتحدث بنكيران عن معاناة الأسر مع الإعاقة التي صادفها في أمكنة قرب المساجد، وبمنزله أيضا لأن ابنته تعاني الإعاقة. معاش الوزراء اعتبر بنكيران مطلب "الفيسبوكيين" الرامي إلى تقليص عدد أعضاء مجلس النواب من 395 إلى 160 وعدد منتخبي الجماعات ومجالس الأقاليم والجهات، من 31 ألفا إلى 4 آلاف، وعدد أعضاء المجالس الوطنية، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المجلس الأعلى للتعليم، مجلس الجالية، مجلس المنافسة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الوقاية من الرشوة، الوسيط، الهيأة العليا للسمعي البصري، ليس مكلفا، رغم أنهم يحصلون على تعويضات تتجاوز كلفة 5 مستشفيات كبرى، وعشرات الطرقات لفك العزلة عن العالم القروي. وأكد بنكيران أن الملك محمد السادس، أذن له بمراجعة تقاعد الوزراء، إذ كانت " الصباح" سباقة إلى نشر الخبر، حينما صرح بنكيران لها أنه قرر الاستجابة لمطلب المواطنين بمراجعة تقاعد الوزراء، لكنه ليس له يد في معالجة تقاعد البرلمانيين، مضيفا أن تمثيلية النواب تتناسب وعدد السكان، إذ يرى ما لا يراه المواطنون، بأن الإكثار العددي والمؤسساتي سينفر الشعب من النخبة، التي تستفيد وترسخ لنظام " الريع السياسي" تطبيقا لشعار" إنا حلفنا القسما"، أي تقسيم المسؤوليات والمناصب بين المتحزبين والنقابيين، والحقوقيين والجمعويين، سواء كانوا أغلبية أو معارضة. إصلاح التقاعد أكد بنكيران أن الإضراب العام الذي نظمته المركزيات النقابية احتجاجا على رفضها لوصفته بإصلاح أنظمة التقاعد، لن يغير شيئا من دفاعه عن مشروعه لأنه سيساهم في إنقاذ الصندوق المغربي للتقاعد من الإفلاس، مشددا على أنه لن يسحب القوانين الستة من مجلس المستشارين، حتى ولو أدى ذلك إلى إسقاط الحكومة، مشيرا إلى أنه جاء بقرارات لحل مشاكل الموظفين، وليس لإرضاء المواطنين، وإعجابهم. الاقتطاع من أجور المضربين يعرف الكل أن الإضرابات بالمغرب تحولت إلى عطل وأن أي نقابة تدعو إلى ذلك، يضرب كل العاملين، ولا يحضرون للعمل ويذهبون لقضاء مآربهم، وتتعطل مصالح المواطنين، ويحصلون على أجور، علما أن منظمة العمل الدولية تقر بأن الأجر يساوي العمل، مذكرا أن إدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، وعبد الواحد سهيل، وزير التشغيل السابق كانا موافقين على ذلك، وتم إقناع الراحل عبد الله بها، ومن ثم اقتنع الوزراء أن الأجر يساوي العمل، كما في أوربا، إذ أن النقابة الداعية للإضراب هي من تؤدي قيمة الاقتطاعات المالية. سأبقى رئيسا للحكومة توقع بنكيران أن يبقى رئيسا للحكومة في حال فوز حزبه في الانتخابات المقبلة لأن " البيجيديين" متفقون على ذلك، في حال إذا رغب الملك الذي يمنحه الدستور حق تعيين من يشاء من رؤساء الحكومات، إذ لا يوجد خلاف على ذلك. لكن بنكيران أقر أن بقاءه أمينا عاما للحزب، في المؤتمر المقبل، لم يحسم بعد، مشيرا إلى أنه سيكمل ولايته الثانية شهر يوليوز، وقد يتم التمديد له لمدة سنة بمؤتمر استثنائي في مرحلة انتقالية، أو إنهاء ولايته، كما يرى أعضاء حزبه، مشددا على أنه لا يريد ولاية ثالثة. بلمختار نسي أن هناك رئيس حكومة قال بنكيران إنه انتقد رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية، لأنه اتخذ قرار" فرنسة مواد علمية" دون الرجوع إليه، وكأنه وزير في حكومة تفتقد لرئيس لها، وهذا ما أجج غضبه، موضحا أن بلمختار سار يحدثه في أي موضوع ذي أهمية كي يتحمل بنكيران سياسيا كل القرارات المتخذة، بينها تعويضه في الحوار الجاري مع أساتذة الغد رفقة والي الرباط، مؤكدا أن هؤلاء المتدربين غرر بهم سياسيا، كي يحتجوا في الشارع على الحكومة، وتظهر على مقربة من الانتخابات عاجزة، فيما واقع الحال أنهم ولجوا التدريب وهم على علم بشروط التخرج عبر إجراء مباريات، والحكومة تنازلت لهم من خلال ضمان إجراء مباراتين، واحدة في غشت لأجل نجاح 7 آلاف متدرب والثانية في يناير لأجل نجاح ألفين، يعني 5 أشهر كفارق بينهم، كي يصبحوا جلهم مدرسين في أقسامهم ، فيما هم يطالبون بإسقاط المرسومين، وهذا يدل على أنهم أرادوا الدخول في مواجهة مع الدولة لإظهار أنها ضعيفة، وليس غرضهم التوظيف. ليس لدي مشكل شخصي مع العماري قال عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة إن إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، ليس عدوا له، بل خصم سياسي، يواجهه، ردا على مواقفه تجاه حزبه " المصباح"، لو أراد أن يلتقيه لمناقشة أي قضية من القضايا، فلن يخفي شيئا عن الرأي العام الوطني، بل سيصدر بلاغا رسميا حول دواعي عقد اللقاء، إذ باعتباره رئيس الحكومة فهو لا يغلق الباب في وجه أي مسؤول التمس منه ذلك، ولا يمكنه أن يمارس التمييز بين مسؤولي الأحزاب، حينما يودون التواصل معه لحل أي مشكل أو اقتراح أي حل لأي مشكل قائم. وأكد بنكيران أنه لا يحارب " البام" لأنه مختلف معه في المرجعية الفكرية، أو لأن بعض قيادييه يطالبون بحقوق للأقليات بذريعة حماية الحرية الفردية، لفئة الشواذ مثلا، وهي أفكار منتشرة في العالم، أو لأنه يريد الدفاع عن مزارعي الكيف، لأسباب ما، أو يسعى إلى تطبيق الحداثة كما يفهمها هو، ولكنه أراد الرد على ملحاحية العماري في رفع تحديه ل"محاربة الإسلاميين دفاعا عن المسلمين". وأوضح بنكيران أنه لا يوجد أحد يمكنه الدفاع عن المسلمين سوى الله، ثم أمير المؤمنين الملك محمد السادس، بموجب بنود من الدستور التي تحمي الملة والدين، مؤكدا أنه كان سيتقبل التعامل مع حزب "البام" إذا مارس السياسة بشكل طبيعي وليس عبر أساليب التحكم والتدخل في المؤسسات، لدرجة دفع بها منتخبين إلى التصويت ضد مرشحي أحزابهم في مشهد غريب، قصد ترجيح كفة منتخبي " البام"، ضد سيادة المنطق السياسي السليم المنتشر في كل بقاع العالم، مؤكدا أنه استشف أن البعض يخاف من العماري رغم أنه ليس " سوبرمان"، والذي ما إن ترشح في دائرة صغيرة بإحدى القرى، حتى تركها له المرشحون، معتبرا ذلك إضرارا بالعمل السياسي التنافسي لأن العالم بأسره يتابع ما يجري والمغاربة واعون بكل التفاصيل، مؤكدا أن ذلك يضر بالعمل الحزبي أكثر، ولا ينفع البلاد ولا مستقبلها، ولا مصالحها العليا، مشيرا أن محاربة حزبه مجانا، ستساهم في رفع أسهمه، حاثا العماري على استيعاب ما يقوله ويقرره لأنه يضر بمصالح البلاد. مزوار اتصل بي هاتفيا لتقديم توضيحات بدا بنكيران أنه طوى خلافه مع صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وزيره في الخارجية، مؤكدا أنه اتصل به هاتفيا لتقديم توضيحات، علما أن وزراء الحزب لم يكونوا على علم بمضمون تدخل مزوار الذي أثار الاستغراب لأنه لم يصرح به مباشرة بعد نهاية الانتخابات، إذ أن الأمر كان سيبدو عاديا، ذاك الوقت. وقال بنكيران إن مزوار أخبره أنه فهم كلامه عن خطأ ولم يقصد التهجم على الحكومة، كما أنه متمسك بالتحالف الحكومي، وأن التصريحات التي تم تداولها على لسانه أخذت تأويلا آخر. على شباط أن "يكون راجل" لا يزال بنكيران متشبثا بفكرته أن شباط لم يغادر الحكومة في منتصف ولايتها، بمبرر أنه اختلف معه حول طريقة إصلاح صندوق المقاصة، ولا أحد يصدق ذلك، لأن حزب الاستقلال احتل الرتبة الثانية انتخابيا وكان يستحيل عليه الانسحاب من الحكومة هكذا، كما أن المغاربة لن يصدقوا مبرره، مؤكدا أنه في يوم ما سيقر بمن أملى عليه مغادرة الحكومة مقابل وعد لم يتحقق، قائلا " كون راجل وافضح اش وقع". وأوضح بنكيران أن شباط تمكن من تفادي موت سياسي محقق، حينما انتبه لمناورات " البام" ووضع مسافة مع التحكم، وعليه أن يواصل ذلك عوض التنازل من جديد، موضحا أن التحكم لن يفلح بالمغرب المؤمن بالتعدد، والاختلاف، ناصحا شباط بمواجهة من يعرقل ترسيخ الديمقراطية، ومواجهة من يميع الحياة السياسية، حاثا إياه على توضيح موقفه من قضية الاتهامات التي كالها للعماري بخصوص ابتزاز تجار الكيف، كما طالب العماري بالرد عبر توضيح هذه القضية، بشكل نهائي.

لن أتراجع عن إصلاح التقاعد حتى لو سقطت الحكومة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

روماو مهدد بالإقالة بعد صفعة الحسنية

ثلاثة أسئلة: الإدمان مرض مزمن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات