شهدت تطوان والضواحي، مساء أول أمس (السبت)، تساقطات مطرية عاصفية مرفوقة برياح قوية، تسببت في خسائر بشرية ومادية، بعدما لقي مستشار جماعي حتفه. ويتعلق الأمر بمحمد ياسين مفتاح، الذي قالت مصادر إنه أصيب بصعقة كهربائية أردته قتيلا في الحين، حين كان يساعد أحد الأشخاص على إخراج الماء من منزله، حيث غمرت المياه محولات الكهرباء. وكانت أربع ساعات من الأمطار التي تهاطلت على تطوان، كافية لإغراق كبريات الشوارع، وتحويلها إلى سيول جارفة، بعدما عجزت بالوعات المياه عن استيعاب غزارة الأمطار، سيما على مستوى شارع عبد الخالق الطريس والحي الإداري وشارع الجيش الملكي، وأغلب الشوارع الرئيسية.وعلمت "الصباح" أن المداشر والقرى المجاورة لتطوان عاشت بدورها أوقاتا عصيبة طيلة مساء أول أمس (السبت)، بسبب التساقطات المطرية القوية وارتفاع منسوب وادي المحنش، لتغمر المياه عددا من الإسطبلات والمنازل المجاورة له، بعد فتح السد الجديد.وكشفت بعض المصادر بضواحي بن قريش والزينات، عن نفوق بعض المواشي والدواجن، بسبب فيضانات الوادي نتيجة فتح السد دون إخبار للمواطنين، الذين بقي عدد منهم محاصرا هناك لعدة ساعات، قبل وصول الشاحنات والجرافات لإنقاذهم.وانقطعت جل الطرق المؤدية من وإلى تطوان، ليلة أول أمس (السبت)، وارتفع منسوب المياه في بعض منها بشكل كبير وتسبب في توقف السيارات وخسائر مادية جسيمة للبعض، فيما أكد مسؤول بشركة أمانديس، في تصريح لـ "الصباح" أن مشكل القناة الرئيسية بشارع الجيش الملكي، مرتبط بنسبة ملء وادي المحنش، إذ لم تعد القناة قادرة على نقل المياه بشكل عاد، ما أدى لتوقف الصبيب وبالتالي حدوث فيضان كبير بالقرب من المنطقة المعروفة بدار الباشا.وروى بعض المتضررين لـ "الصباح"، أنهم عاشوا رعبا حقيقيا هم وأبناؤهم، وأن منهم من اضطر إلى اللجوء إلى منازل الجيران أو الأهل لتكون معاناة من قرر التوجه إلى مارتيل أكبر، بعدما غمرت المياه كل المنافذ وظلوا محاصرين داخل سياراتهم.ووضعت السلطات المحلية في حالة تأهب قصوى، نتيجة تلك الأوضاع التي قالت مصادر مسؤولة إنها كانت طارئة ولا يمكن التحكم فيها بسرعة، وأن كمية الأمطار المتساقطة كانت كبيرة جدا، فاقت المتوقع.يوسف الجوهري (تطوان)