المدرب الوطني… فشل أم “حكرة”؟

إقالة الزاكي وقبله فاخر فتحت الباب للنقاش حول طريقة التعامل والكفاءةقسمت إقالة بادو الزاكي من تدريب المنتخب الوطني، الآراء حول الإطار الوطني، بين من يقول إن هناك ”حكرة” للمدربين المغاربة ، ومن يشكك في كفاءتهم.وبررت الجامعة قرارها ب «عدم الاستقرار الحاصل داخل بيت المنتخب»، ثم ب «سوء العلاقة بين الطاقم التقني نفسه»، وذلك على خلفية التوتر الذي عرفته علاقة الزاكي بمساعدة مصطفى حجي، ثم ببعض اللاعبين المحترفين في أوربا، والذي أثار «خوفا كبيرا على مستقبل الأسود»، الذين تنتظرهم مباراة مصيرية أمام الرأس الأخضر الشهر المقبل، برسم إقصائيات كأس إفريقيا 2017.وما سرع من توقيت إقالة الزاكي، النتائج المخيبة للآمال والصادمة، التي لاحقت المنتخب المحلي بقيادة امحمد فاخر في كأس إفريقيا للاعبين المحليين برواندا، والذي خرج من الدور الأول بعد هزيمة أمام كوت ديفوار (1-0)، وتعادل أمام الغابون (0-0)، ثم فوز في المباراة الأخيرة أمام رواندا (4-1).ورغم كل هذه العوامل، اعتبر البعض إقالة الزاكي دليلا على «الحكرة» التي تطول المدربين الوطنيين، رغم أن الجامعة تحدثت غير ما مرة عن دورهم المهم في مستقبل كرة القدم الوطنية، مانحة إياهم مكانا محوريا في سياسة التكوين التي تنهجها في الفترة الأخيرة، وأبرز دليل على ذلك، عدم تخليها عن الزاكي، وفتح مفاوضات معه من أجل منحه منصبا آخر لتتبع عمل المنتخبات الوطنية. أوغني: المدرب الوطني شماعةالإطار الوطني «محكور» في المنظومة الوطنية، إذ أصبح الشماعة التي يمكن أن نعلق عليها أخطاءنا، لأننا نمنح قيمة أكبر للمدرب الأجنبي ونوفر له كل ظروف العمل. أعتقد أن هناك سياسة في المنتخبات تتجه نحو تعيين أطر أجنبية. من جهة ثانية، يمكن القول إن بعض النتائج السلبية هي التي تتسبب في إقالة المدربين الوطنيين، كما حدث مع امحمد فاخر في كأس إفريقيا للمحليين. لا ننقص من قيمة المدرب فاخر لكن النتائج السلبية في المنافسة الإفريقية، زادت الطين بلة.فقد المسؤولون الثقة في الإطار الوطني بعد إقصاء المنتخب المحلي، ما ساهم في إقالة بادو الزاكي من تدريب المنتخب الوطني الأول.بالنسبة إلى الفرق الوطنية، يمكن القول إن النتائج تكون سببا في إقالة المدربين الوطنيين، لكن ذلك لا يخفي استصغارا للمدرب الوطني، رغم أنه أبان عن كفاءات علية بتحقيق نتائج جيدة في بعض المنافسات المحلية والدولية، وخير دليل فوز رشيد الطاوسي بكأس إفريقيا للشباب رفقة المنتخب الوطني للشباب، ثم وصول فتحي جمال إلى نصف نهاية كأس العالم للشباب، ناهيك عن النتائج الباهرة التي حققها مصطفى مديح رفقة المنتخب الأولمبي في وقت سابق، وغيرهم من المدربين الوطنيين الجيدين.أتمنى أن يتجاوز المدرب الوطني هذه الفترة، وأن يمنح الثقة مجددا، لأن مشكل كرة القدم الوطنية لا يقتصر فقط على المدرب الوطني، وإنما في البنية التحتية ومراكز التكوين. الرعد: المدرب "كيحكر راسو"لا أعتقد أن فكرة أن المدرب الوطني «محكور» موجودة أصلا في منظومتنا الكروية. هناك معايير يمكن أن تقارن بها بين مدرب وآخر، بعيدا عن هذا النقاش.هناك معايير كثيرة يمكن عن طريقها الحكم على أداء المدرب كيفما كان نوعه وجنسيته، وهي العمل ومستوى التكوين والمستوى الفكري وكيفية التعامل مع المحيط الذي ينتمي إليه. أي مدرب لا يتوفر على هذه الخصال التي ذكرتها، فإنه «يحكر على راسو»، ولا يمكن لأحد أن «يحكره». أعتقد أن هذه الدوامة التي دخلنا فيها أخيرا، والتي تقارن بين المدرب الوطني والأجنبي غير صحية، لأننا نمارس مهنة لا يمكن احتكارها في الأطر الوطنية، وإنما هناك كفاءات تأتي من خارج الوطن لها ما تضيف لكرة القدم الوطنية.يجب أن نتقبل التعامل مع الإطار الأجنبي، بحكم أن النتائج والكفاءة والمؤهلات التي يملكها، هي مقومات يمكن من خلالها أن نقيم مستوى الإطار. المدرب هو الآخر عليه أن يتسم بخصال كثيرة، أبرزها التكوين الذاتي وحسن التعامل مع اللاعبين ومحيطه، ثم إيجاد التواصل بين كل المكونات. نجمي: طريقة التعامل تؤسس لـ "الحكرة"لا وجود ل»الحكرة»، ولا يمكن أن «نحكر» مدربا وطنيا بحجم امحمد فاخر مثلا، الذي يملك ألقابا عديدة ونتائج متميزة. كل ما هنالك هو أن الإقالة التي تعرض لها بادو الزاكي أثارت الجدل، لأنه حقق الأهداف المتفق عليها لحد الآن، بنتائج جيدة، لكنك تفاجأ باستبعاده. أعتقد أن طريقة الاستغناء عن الزاكي تجعلنا نشك في تعرض المدرب الوطني ل»للحكرة».لا يمكن أن نتعامل مع أي مدرب كيفما كانت جنسيته بالطريقة التي عومل بها الزاكي. قبل ساعات من الإقالة، نفت الجامعة تغيير مدرب المنتخب الأول، غير أنها بعد ذلك بقليل أكدت إقالته من منصبه، بناء على اجتماع للمكتب المديري للجامعة الملكية لكرة القدم.التعامل الذي كان مع الزاكي، هو ما يؤسس لمنطق «الحكرة»، والخوف من أن يكون الأمر عاديا لدى بعض رؤساء الأندية، في تعاملهم مع المدربين الآخرين. أعتقد أنه أصبح لزاما على ودادية المدربين التدخل وإصدار بيان واضح وجريء في القضية، بناء على اجتماع للمدربين ليتسنى لهم توضيح موقفهم مما يحدث، وأن تكون المواقف موحدة، بعيدا عن المحاباة.موقف الودادية مهم من أجل رد الاعتبار للمدرب الوطني. المشكل ليس في الإقالة بحد ذاتها، لأنها عادية إذا ثبت عدم احترام المدرب لبنود في العقد أو تراجع النتائج، لكن عندما تأتي في حالات مثل ما حدث ما الزاكي، فإنها تكون غريبة.بخصوص المدرب الأجنبي، فإنه من حق أي شخص أن يعتمد عليه شريطة أن يقدم الإضافة، وأن نمنح الثقة أولا للمدرب الوطني المحلي كما يحدث في عدد من الدول. أعتقد أن المدرب الوطني في نفق حاليا، ومع الأسف ليس هناك موقف موحد للمدربين حول الوضعية الحالية. ماندوزا: إقالة الزاكي مفيدةيرفض عبد الحق رزق الله، الملقب بماندوزا، رئيس ودادية المدربين، منطق الحكرة في التعامل مع المدرب الوطني، إذ اعتبر أن الانفصال عن المدرب بادو الزاكي في صالح كرة القدم الوطنية.واعتبر ماندوزا في تصريحات صحافية له سابقة، أن الزاكي لم يقل من تدريب المنتخب الأول، ولكنه انفصل بالتراضي مع الجامعة الملكية لكرة القدم، مبرزا أنه سيكون له دور فعال في المنظومة الكروية الوطنية مستقبلا.وكان ماندوزا أشد المدافعين عن المدربين المغاربة، الذين يتعرضون للضغط والإقالات المتواصلة من الفرق الوطنية والمنتخبات في الفترة الأخيرة، وكان من أشد المطالبين بتعيينهم على رأس المنتخبات الوطنية.وكان مدربون وطنيون طالبوا الودادية بالاجتماع في الفترة المقبلة، من أجل توضيح موقفها من إقالة الزاكي من المنتخب الأول، ثم إبعاد امحمد فاخر من تدريب المنتخب الوطني المحلي، لرد الاعتبار للمدرب الوطني.إنجاز: العقيد درغام أبرز المدربين المغاربة بالمنتخببادو الزاكي (2002 - 2005 / 2014 - 2016)رشيد الطاوسي (2012 - 2013)حسن بنعبيشة (2014)حسن مومن (2009 - 2010)فتحي جمال (2008)امحمد فاخر (2006 - 2007)مصطفى مديح (2000)محمد العماري (1994 - 1995)عبد الله بليندة (1990 /1993 - 1994)عبد الخالق اللوزاني (1992 - 1993)عبد الله العماري (1978 - 1979/ 1981 - 1982)عبد الرحمن بلمحجوب (1972)عبد الله السطاتي (1969 - 1970)

النهيري يغيب عن الفتح أمام "الماص"

ضحايا الانتهاكات يرفعون مطالبهم إلى الهيآت الدولية

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات