جامعة لقجع… قاطرة بعربات معطلة

تعقد جمعها العام اليوم والأندية والعصب الجهوية وأعضاء خارج التيارتعقد جامعة كرة القدم جمعها العام اليوم (الثلاثاء) بالصخيرات، على إيقاع الرضا عن أداء المكتب المديري برئاسة فوزي لقجع ، واستياء من وضع الأندية والعصب الجهوية وأداء بعض اللجان الجامعية.وحققن جامعة فوزي لقجع نسبة كبيرة من أولويات السنة الانتقالية، خاصة حل معضلة الملاعب، ودعم الأندية وهيكلة الجامعة، لكن ذلك لا يوازيه تطور في أداء الأندية، والعصب الجهوية، وبعض اللجان، خصوصا الأجهزة القضائية، بشكل يسمح لها بالسير بالسرعة نفسها التي يسير بها المكتب الجامعي والرئيس فوزي لقجع. أندية هشة وعصب مرهونةتعاني أغلب الأندية، بما فيها الأندية التي تعتبر رائدة في كرة القدم الوطنية، مشاكل تدبيرية كبيرة تسببت في اختلالات مالية.وتعجز أغلب الأندية عن تحقيق التوازن المالي، بسبب الفرق الكبير بين العائدات والنفقات، في ظل تسابق أغلب الأندية على انتداب اللاعبين الجاهزين بعقود مرتفعة، دون الأخذ بعين الاعتبار الميزانيات التوقعية لكل فريق.ولا تبذل الأندية مجهودات ناجعة في تنمية مواردها، إذ مازال أغلبها ينتظر الدعم ومنح الجامعة، كما لا تستمر أغلب الأندية في تكوين اللاعبين، بما في ذلك الأندية التي تلعب أدوارا ثانوية.وأدى هذا الوضع إلى ارتفاع ديون أغلب الأندية، بما فيها الرجاء والوداد والجيش، وذلك في غياب أي مراقبة من قبل لجنة مراقبة الأندية بالجامعة، التي لم تصدر أي قرار طيلة الفترة الانتقالية.وفي المقابل، لم يتطور أداء العصب الجهوية، وفق ما هو محدد في أنظمتها، إذ مازال دورها مقتصرا على تنظيم بطولات مرتبكة بسبب مشاكل الملاعب ومشاكل الأندية، كما أن كل العصب مازلت معلقة في انتظار الموقف النهائي من التقسيم الجهوي الجديد. الدعم وحده لا يكفيحاولت جامعة فوزي لقجع في السنة الأولى، تخفيف المشاكل المالية للأندية، إذ رفعت قيمة الدعم المباشر المخصصة لها إلى 600 مليون لكل فريق بالقسم الأول، مقابل 300 مليون لكل فريق بالقسم الثاني، ما ساعد الأندية على توفير حد أدنى من ميزانيتها السنوية.وتخصص الجامعة 90 مليون سنتيم لأندية القسم الأول هواة (32 فريقا)، و50 مليون سنتيم لأندية القسم الثاني (96 فريقا)، إضافة إلى تحملها مصاريف التحكيم بجميع الأقسام.وإضافة إلى ذلك، تخصص الجامعة منحا مالية للأندية المحتلة للمراكز الأولى في مختلف الأقسام، ليصل مجموع ما تصرفه لدعم الفرق أكثر من 25 مليار سنتيم سنويا.وساهمت المبالغ المخصصة لأندية الهواة في تحسن ظروف الممارسة، وتحسن المستوى في الموسمين الماضيين، ما جعل أندية هذه الأقسام تساهم في إعداد لاعبين قادرين على الممارسة في القسمين الأول والثاني.وعمل فوزي لقجع على مراجعة عقدي الاحتضان الموقعين مع شركة اتصالات المغرب، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، في إطار تنمية الموارد المالية للجامعة، كما يستعد لإعداد نظام محاسباتي موحد للأندية لمساعدتها على ضبط عملياتها المالية.ورغم هذا التحرك، فإنه لا يكفي لحل مشاكل الأندية، التي يطالب عدد منها بتدخل على نطاق أكبر، لتحديد موقف الجماعات المحلية والسلطات العمومية منها، إذ مازال دعمها لها مبنيا على العلاقات والحسابات الانتخابية.وتدعو بعض الأندية إلى إحياء الاتفاقية التي هيأ لها الرئيس الأسبق الجنرال حسني بنسليمان ووزارة الداخلية، والقاضية بوضع سلم خاص وموحد لدعم الأندية، حفاظا على تكافؤ الفرص بينها في ما يخص استفادتها من الأموال العمومية. المدربون المغاربة... آخر فرصةأدخل فوزي لقجع، عند توليه رئاسة جامعة، تغييرات واسعة على المنتخبات الوطنية، وعمل على مغربة الأطر المشرفة عليها، إلا أن أغلبها فشل في مهمته.وعين لقجع بادو الزاكي على رأس المنتخب الأول في ماي الماضي بمساعدة أطر مغربية هم مصطفى حجي وسعيد شيبا وخالد فوهامي، ليتغير وجه الأسود بنسبة كبيرة، ما انعكس على نتائجهم وعلاقتهم بالجمهور، الذي عاد لحضور المباريات بكثافة، منهيا مرحلة جفاء امتدت طويلا.وعينت الجامعة امحمد فاخر على رأس المنتخب المحلي، بمساعدة أطر مغربية، يتعلق الأمر بحفيظ عبد الصادق وعبد العالي العلوي السليماني ومصطفى الشادلي، لكنه فشل في المهمة، ببعد الإقصاء المبكر من دورة رواندا لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ليترك منصبه، وهو المصير نفسه الذي لقيه عبد اللطيف جريندو مع منتخب أقل من 17 سنة، وحسن بنعبيشة مع المنتخب الأولمبي، وعبد الله الإدريسي مع منتخب أقل من 20 سنة. التكوين... الأندية لا تساير الإيقاعحاولت جامعة كرة القدم رفع وتيرة تكوين اللاعبين، من خلال مضاعفة أعداد الأطر التي استفادت من دورات تكوينية، تحت إشراف المدير التقني السابق حسن حرمة الله، والاستمرار في تخصيص منح للأندية التي تتوفر على مراكز للتكوين، لكنها تصطدم بغياب إرادة حقيقية لدى الأندية للسير وفق هذا التوجه.ومازالت أغلب الأندية تنفق نسبة كبيرة من ميزانياتها على الفريق الأول وجلب اللاعبين، فيما أندية أخرى تخصص مراكز التكوين لإيواء اللاعبين، كما فعل النادي المكناسي.ويعتبر فوزي لقجع التكوين من أولويات الجامعة، إذ قال في حوار سابق»العمل القاعدي يجب أن يحظى بالأولوية. الإدارة التقنية يجب أن تواصل تكوين أطر في المستوى، فالتكوين عامل من العوامل التي تؤثر في ممارسة كرة القدم. إذ لا يمكن أن نصنع لاعبا بين عشية وضحاها، لذا يجب الاهتمام بالتكوين والعمل القاعدي. أقول إن هذا العمل لا يعطي النتائج الآنية بالضرورة، لكن يجب أن نشتغل، ونقوم بما ينبغي فعله».وأضاف «العمل القاعدي أخذ مني جهدا كبيرا. أعرف أنه عندما سيعطي النتائج، قد لا أكون هنا، وقد لا أكون في كرة القدم، لكن هذه المسائل ضرورية، وهذا ما يجب أن نقوم به. والرأي العام والصحافة يجب أن يعرفا أن هذه المراحل ضرورية. العمل في التكوين والعمل القاعدي لن يضمن بالضرورة النتائج الآنية، لكنه القاطرة التي تقود كرة القدم». استكمال الهياكل ولكن!شكل تأهيل الجامعة إحدى أولويات فوزي لقجع في السنة الأولى.تم تأسيس العصبة الاحترافية في الجمع العام التأسيسي لثالث يونيو الماضي، بمشاركة أندية القسمين الأول والثاني، التي انتخبت سعيد الناصري رئيسا لها.وتولت العصبة الاحترافية تسيير بطولتي القسمين الأول والثاني، خصوصا في ما يتعلق بالبرمجة والتأديب والمصادقة على النتائج والبحث عن الموارد المالية.وعين عبد الرحمان البكاوي، كاتبا عاما للعصبة، لضمان السير العادي لها، بالنظر إلى التجربة التي راكمها طيلة سنوات اشتغاله الجامعة، فلم يسجل أي ارتباك على أداء البرمجة، رغم بعض الملاحظات بخصوص برمجة مباريات في توقيت واحد، وبرمجة مباريات أخرى عصرا في أوقات العمل، وكما تطور أداء اللجنة التأديبية، في ما يتعلق بسرعة البت في الملفات وتراجع نسبة الاستنئافات والتواصل، عكس لجنة المصادقة على النتائج، التي تعاني مشاكل كبيرة.وانتخب جمال السنوسي، رئيسا لعصبة الهواة، فكانت أولى خطواته تشكيل منتخب للهواة، ومراسلة الداخلية ورؤساء الجهات، لتنظيم دعم الأندية، التي تطالب أيضا بالحفاظ على مكتسباتها، مقابل الوفاء بمطالب أخرى، تتعلق بحل أزمة النقل ورفع قيمة الدعم المالي. وإضافة إلى ذلك، حسمت الجامعة، تحت إشراف لجنة الانتخابات التي يرأسها أحمد غايبي، في استكمال باقي هياكلها، بانتخاب ممثلي مجموعات المدربين والأطباء والحكام واللاعبين والكرة النسوية وكرة القدم داخل القاعة.واستفادت الجامعة من تحسن أداء مصالحها الإدارية في النخبة والهواة والتواصل والمنتخبات الوطنية، ما سهل المأمورية كثيرا على الرئيس، وضمن السير العام لشؤون الجامعة.وسجلت السنة الأولى، تطور الأداء المتعلق بالتواصل، وارتفاع وتيرة معالجة الملفات، وتحسن نسبة التواصل مع الأندية وتطور الموقع الرسمي للجامعة. نظام اللائحة ... أعضاء خارج التيارلم يظهر أعضاء المكتب الجامعي الانسجام المطلوب في عدة محطات من السنة الأولى.وكان نور الدين البيضي ومحمد بودريقة أكثر عرضة للانتقادات، بعد أن شكك الأول، الذي يرأس فريق يوسفية برشيد، في مصداقية بطولة القسم الثاني التي يمارس فيها فريقه، دون أن يكون له إثبات ملموس، قبل أن يتدارك الموقف، ويتراجع عن تصريحاته ويعتذر أمام لجنة الأخلاقيات.وأعلن بودريقة استقالته من المكتب الجامعي بدعوى التفرغ للدفاع عن فريقه الرجاء، الذي قال إنه تعرض لظلم التحكيم في مباراة سابقة أمام حسنية أكادير الموسم الماضي، ما جر عليه انتقادات واسعة انتهت بتراجعه عن استقالته.وتورط نور الدين بوشحاتي بدوره في موقف مثير للجدل، عندما رخص للمدرب فتحي جمال بتدريب الرجاء مؤقتا نهاية الموسم الماضي، والتكفل براتبه الشهري، أياما قبل المباراة المصيرية أمام شباب الريف الحسيمي، الذي يمثله بوشحاتي، ما أثار بعض التأويلات، خصوصا عندما خاض الرجاء المباراة بلاعبين احتياطيين وانهزم فيها.وأبان أعضاء آخرون، مثل إسماعيل الزيتوني ومولود آجف ومحمد جودار انصهارا مع تيار الرئيس فوزي لقجع، الذي لحسن حظه استفاد من تأهيل إدارة الجامعة الذي ورثه من المرحلة السابقة، في انتظار التركيبة البشرية الجديدة للمكتب المديري، بعد انضمام ممثلي الهيآت الأخرى.ويعزى تنافر أعضاء المكتب المديري إلى نظام اللائحة، الذي يتم به انتخاب المكتب المديري، والذي يجعل الرئيس يفكر في عدد الأصوات التي يجلبها كل عضو قبل التفكير في كفاءته وولائه له. التحكيم... العودة إلى مكان الخطأتداركت جامعة كرة القدم أخطاءها، عندما أعادت صلاحيات التعيينات إلى مديرية التحكيم، التي سحبتها منها في وقت سابق، ومنحتها إلى أعضاء من اللجنة المركزية للتحكيم.ورضخت الجامعة للضغوط الناجمة عن كثرة الاحتجاجات، فسحبت من اللجنة أغلب صلاحياتها، ومنحتها إلى مديرية التحكيم، التي تضم كفاءات من قبل الحكام الدوليين السابقين يحيى حذقة وسعيد الطاهري وسليمان البرهمي.وأدخل حذقة بدوره مجموعة من التغييرات على المديرية وطرق عملها، من خلال إشرافه المباشر على التعيينات وتعيين المراقبين الميدانيين وأغلبهم حكام سابقون، ومعاقبة الحكام المخالفين، وإعلان العقوبات التي يتم اتخاذها في الموقع الرسمي للجامعة.وأدى هذا الوضع إلى تراجع نسبة الاحتجاجات ونسبة الأخطاء المرتكبة، مع فسح المجال لحكام شباب، خصوصا في الدورات الأخيرة في مختلف الأقسام. معضلة الملاعب تجد الحلقطعت جامعة كرة القدم أشواطا مهمة في إعادة الاعتبار إلى الملاعب من خلال تكسية ملاعب الهواة بالعشب الاصطناعي، وإصلاح ملاعب أخرى بأندية النخبة. وتسلمت مجموعة من أندية الهواة ملاعبها بموجب اتفاقيات شراكة مع القطاعات الحكومية الممثلة في وزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة والنقل والتجهيز.وعملت الجامعة على تجديد إنارة 16 ملعبا حتى تستجيب إلى المعايير الدولية تحت إشراف المديرية العامة للتجهيز، ويتعلق الأمر بالانبعاث في أكادير والعبدي في الجديدة، والفوسفاط في خريبكة، والمسيرة في آسفي، والمركب الرياضي لفاس، والشيخ الأغضف في العيون والملعب البلدي في تادلة، والشرفي في مكناس، وأبو بكر عمار في سلا، والحارثي في مراكش، والبلدي في خنيفرة، و18 نونبر في الخميسات، ومولاي الحسن في الرباط، والبلدي في بركان، وسانية الرمل في تطوان، والبلدي في القنيطرة، وميمون العرصي في الحسيمة. ومازالت أشغال تكسية ثلاثة ملاعب بالعشب الطبيعي جارية منذ شهرين تقريبا، ويتعلق الأمر بالبلدي في القنيطرة والفوسفاط في خريبكة والمسيرة في آسفي.وحظيت ملاعب القنيطرة وخريبكة وآسفي بالأولوية، بالنظر إلى سوء أرضيتها، في انتظار الشروع في الدفعة الثانية من تعشيب أربعة ملاعب أخرى. وبلغت قيمة صفقة تعشيب ثلاثة ملاعب 45 مليون درهم، أي ما يناهز أربعة ملايير ونصف المليار سنتيم، شريطة ضمان جودة عالية وصيانة في المستوى المطلوب.إنجاز: عبد الإله المتقي

حميدوش: تجاوزنا مرحلة الفراغ

إيقاف متزوجين متلبسين بالخيانة بسوق السبت

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات