لاأرى في الأمر سلبيات"أغلب المغاربة يتبعون الموضة ويحرصون كل الحرص على ذلك، مهما كلفهم الأمر. والمثير أن اتباع الموضة لا يحتكر على الملابس أو الأحذية والإكسسوارات، إذ تجاوز الأمر ذلك، ووصل إلى حد اتباع موضة في ما يتعلق بالأطعمة وطرق تقديمها. أتذكر أنه قبل سنوات كانت العائلات تقدم أطباقا بسيطة لضيوفها، من قبيل الطاجين بالخضر، لكن الأمر تغير فأضحى استقبال الضيوف يتطلب مصاريف كثيرة، ويفرض على الشخص تكلف عناء البحث عن كل ما هو جديد في الأطباق الأجنبية، الدخيلة على ثقافة المغاربة، وكل ذلك يدخل في إطار مسايرة الموضة، وهوس المغاربة بذلك. ولا أتصور أن للأمر سلبيات، سيما إذا كان الشخص له الإمكانيات المادية الكافية، وإذا كان غير ذلك، فمن المؤسف أن يقترض الشخص من أجل اتباع الموضة، وأن يتجاوز مستواه المادي حتى يقال إنها "مع الوقت".عز الدين بناني (متقاعد) مسايرتها من الكماليات "مسايرة الموضة أضحت نقطة أساسية في حياة فئة كبيرة من المغاربة، لكن بعضهم يبالغ في الأمر، ويحرص على اتباعها بحذافيرها، حتى لو أنها لا تناسب مستواهم المادي والاجتماعي، علما أن فئة مهمة من المجتمع، التي أنتمي إليها، تختار ما يناسبها من كل النواحي. ومن جهة أخرى، فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده، فمثلا العديد من الشباب، يكلفون أنفسهم عناء توفير مصاريف اقتناء آخر سلسلات الهواتف الذكية، وملابس وأحذية من ماركات عالمية، من أجل التباهي بها أمام أصدقائهم والمقربين منهم، إلا أنهم يغفلون نقطا أخرى، وأن تلك الأزياء، سيما بالنسبة إلى الفتيات، قد لا تناسب ثقافة المجتمع، ولا حتى المكان الذي يرتدونها فيه، دون الحديث عن الجانب المادي لعائلات هؤلاء الشباب، إذ تكون مجبرة على توفير مصاريف اتباع الموضة. خلاصة القول، فالذين لديهم الإمكانيات المادية، لا حرج عليهم في مسايرة كل ما هو جديد في عالم الموضة، لكن أمام ضعف الإمكانيات، ليس من العيب التنازل عن بعض الكماليات".معاذ رضوان (طالب) ضعف الدخل ليس مانعا "أغلب المغاربة يتبعون جديد الموضة، سيما المتعلقة بعالم الأزياء، سواء كانت تناسبهم، أو غير ذلك. والأكثر من ذلك أضحت جزءا أساسيا في حياة الكثير منهم، ومن النقط التي تستحوذ على مخططاتهم. كما أن العديد منهم، يحرصون على عيش تفاصيل "البريستيج" في الأكل واللباس وحتى في شرب القهوة، وكل ذلك في إطار اتباع الموضة. ومن جهة أخرى، فالكثير من المهووسين بالموضة، لا تسمح لهم إمكانياتهم المادية بذلك، وليس في طاقتهم تحقيق الأمر، لكنهم يتمكنون في نهاية المطاف، من فرض رغباتهم، مهما كلف الأمر. مثلا الشباب الذين يتقاضون أجرة شهرية لا تتجاوز ثلاثة آلاف درهم، فمن الصعب عليهم اقتناء جديد الموضة العالمية، إلا أنهم يصرون على ذلك، ويجدون أنفسهم أمام خيار أخذ القروض، والضغط على عائلاتهم من أجل مساعدتهم، لاقتناء هواتف تساير الموضة، أو حذاء طرحته إحدى الماركات العالمية، وهو ما يفسر أن ضعف الدخل لا يمنع من اتباعها".لبنى كحلاني (عون تجاري) "الخوا الخاوي""أتأسف كثيرا للذين "يغرقون في الكريديات" من أجل اقتناء سيارة وهاتف ذكي آخر موديل، أو ملابس وإكسسوارات من ماركات عالية. وهو حال الكثير من الشباب، للأسف، فإنهم يسايرون الموضة "للخوا الخاوي"، ويجدون أنفسهم في أزمات مالية كبيرة يصعب عليهم الخروج منها بسهولة. فهذه الفئة من الشباب يتجاوزون إمكانياتهم من أجل التباهي من أجل إشباع رغبتهم المتعلقة بمسايرة الموضة، في حين أنهم لا يفكرون كما يقال "في دواير الزمان". صحيح أن شباب الأجيال السابقة، كانوا أيضا يسايرون الموضة ويتبعون آخر الصيحات، لكن الأمر كان حسب الإمكانيات المتوفرة، ودون المبالغة في ذلك، عكس الجيل الحالي، الذي تجاوز المنطق في ما يتعلق بهذا الموضوع، وهذا ما تستغله الشركات العالمية، التي تجد في المغاربة، زبون "همزة"، الأمر الذي يجعلها تختار المغرب لفتح فروع لها فيه".السعدية العلوي (عاملة نظافة) استقتها: إيمان رضيف - تصوير (عبد اللطيف مفيق)