المغاربة والموضة… الهوس

يبحثون عن "الهوتات" في الأسواق العشوائية والمنتجات المقلدة عز الطلب يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي يتحدث عنها العالم وما نتج عنها من ضعف استهلاك في أسواق عالمية، لا تهم المغاربة من قريب أو بعيد، على الأقل أولئك المهووسين بالموضة واقتناء الماركة، والذين لا يألون جهدا من أجل اقتناء آخر ما استجد في عالم اللوكس والعلامات الراقية، سواء كان أصليا أو مقلدا. ولا يهم الثمن. المهم، هو "الحطة". وهو ما يؤدي أحيانا إلى وقوعهم ضحية احتيال سواء من قبل بعض التجار المتخصصين أو من قبل دكاكين الموضة المنتشرة عبر الأنترنت. في هذا الملف، ترصد الصباح عشقا متزايدا لدى المغاربة بالموضة، يبدأ بالملابس والساعات وينتهي عند الهواتف الذكية، التي قد يدفعون من أجل اقتنائها، إلى مبالغ خيالية تصل الملايير أحيانا. ن ف "الهوتات" عبر "واتساب" "نايكي" و"أديداس" ب"القريعة" و"سمالطو" و"بوس" بدرب غلف تخصص عدد من المغاربة في جلب الماركات العالمية خاصة بوس ودولتشي أند غابانا من الخارج وعرضها بأثمنة مناسبة لعدد من محبي هذه الماركات في دائرة محدودة من المقربين منهم. ويعتبر أعضاء الدائرة الضيقة هذا الأمر هوتة، التي تعني في مصطلح العامية المغربي الفرصة التي لا تعوض، إذ ينتظرون قدوم هؤلاء المتخصصين بفارغ الصبر لاقتناء احتياجاتهم بعيدا عن أثمنتها في المحلات التجارية بشوارع المسيرة الخضراء وموروكو مول. ويحكي أحد أعضاء هذه الدائرة الضيقة كيفية التواصل مع هؤلاء المتخصصين، "أجوب المحلات التجارية التي تعرض الماركات العالمية وأقوم بتصوير ما أريده من ملابس وأرسلها عبر تقنية الواتساب إلى أصدقائنا خاصة بإنجلترا ليقوموا بجلبها بنصف الثمن بعد أسبوعين". ويؤكد المعني بالأمر أن يقوم بتحديد موعد بمنزله لعدد محدود من الأشخاص ليقوموا بالاختيار مع شرط التسديد نقدا. بالنسبة إلى الزبناء الدائمين فالتسديد يتحول إلى شيك مؤجل الدفع بالنظر إلى العلاقة التي تتقوى مع مرور الوقت. وإذا كان البعض يبحث عن الهوتات، بهذه الطريقة فهناك آخرون يبحثون بكل الطرق عن المحلات التجارية التي تشتهر بماركات معينة، فبالنسبة إلى محبي الماركات الرياضية، خاصة نايكي وأديداس فوجهتهم القريعة حيث تكمن الهوتات الحقيقية بأثمنة تقل عن المحلات المتخصصة بوسط البيضاء. أما بالنسبة إلى الباحثين عن اللباس الرسمي فالكل يشد الرحال إلى درب غلف حيث يقدم الباعة جميع الماركات العالمية بداية من سمالطو وبوس وانتهاء بالماركات التركية التي غزت الأسواق بجودتها وأثمنتها المناسبة. ويعمل هؤلاء المتخصصون في الماركات العالمية على تنويع تسويقهم لمنتجاتهم من خلال اختيار الوصول إلى الزبون إلى باب منزله، إذ يعملون على ملء سياراتهم بجميع أنواع الماركات وعرضها على الزبون، فيما يختار آخرون تحديد موعد لعدد من الزبناء في محل بأحد الأسواق الشعبية التي لا تثير الشبهات، من أجل اختيار ما يحلو لهم من ملابس لا يمكن أن تجدها إلا في محلات عواصم الموضة العالمية بباريس أو ميلانو. ورغم الإمكانات المالية الكبيرة التي يتطلبها الاقتناء الدائم لهذه الملابس، فإن هؤلاء التجار يقدمون مساعدات من قبيل الاحتفاظ بشيكات على سبيل الضمان أو توقيع على اعترافات بديون، رغبة منهم في الاحتفاظ بالزبائن من جهة، ولتسويق سلعهم بسرعة من جهة ثانية. وحسب أحد هؤلاء المتخصصين في الملابس عالية الجودة، الذي التقاه "الصباح" بأحد أندية التنس بالبيضاء، فإن اقتناء الماركات العالمية يتحول إلى إدمان يصعب التخلص منه، هناك أشخاص لا يمكن أن يرتدوا إلا ماركات بعينها، ما يفرض علينا البحث عنها، وهم لا يسألون عن السعر بل يريدون فقط بوس أو دولتشي أند غابانا، يؤكد البائع. أحمد نعيم

المغاربة والموضة… الهوس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الساعات... صيحة الشباب

"البروكولي" يحمي من "الجلالة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات